أنا من الأشخاص الذين يؤمنون تماماً ، أن الأفكار المجنونة وحدها هي التى تنجح في هذا العالم ، وأن من أراد فعلاً أن يحقق نجاحاً مذهلاً في حياته ، فعادة لن يتمكّن من ذلك سوى بأن يفكّر ويخطط وينفّذ أفكاراً غير تقليدية ، تمر بالمراحل المعتادة من السخرية والإستخفاف من الجميع ، ثم تتحوّل فيما بعد الى شعور بالذهول وعدم التصديق ..
تناولنا في مجلتنا العديد من مفاهيم التسويق ، وهو أمر ضروري للغاية لتنسيق الإنطلاق فى عالم التسويق بطريقة ممنهجة وفعّالة ..والآن أضيف إليك معلومة جديدة :
“كلما كانت أفكارك فى تسويق منتجك او خدماتك أكثر جنوناً..كلما حققت نجاحاً مذهلاً”
هل تريد أمثلة على ذلك ؟ ..إليك بعضها !
*******************

رولنج ستون ..أرجوكم اشتروا المجلة !

في فترة السبعينات ، كانت مجلة ” رولنج ستون ” الأمريكية المحلية تعاني من مبيعات متدنية للغاية ، وكانت كافة الدلائل تشير أن إغلاق هذه المجلة هو فقط مسألة وقت ..لذلك لم يجد ” هنتر طومسون ” المحرر فى المجلة حرجاً من أن يكتب رسالة قصيرة مطبوعة على نسخ المجلة الشهرية ، يطالب فيها المشتركين بتجديد اشتراكهم السنوى فى المجلة ؛ لأنها مصدر عمله الوحيد ، وإذا تم اغلاقها فسوف يتم طرده منها ، وتتدهور حياته الى البؤس والضياع !
المذهل أن هذه الرسالة وجدت صدى كبير لدى المشتركين ، الذين لم يعتادوا على هذا النوع من الرسائل ، واعتبروها طرفة من طرائف المجلة التى تتواصل عن طريقها مع القرّاء ، وراقت لهم كثيراً ، وقامت اعداد كبيرة من المشتركين بتجديد الإشتراك بالفعل ، وأصبح للمجلة شعبية كبيرة !
لذلك ، فأنا بدوري ادعوكم بشدّة لزيارة مجلّتنا يومياً ، بدون المزيد من الإيضاحات ^_^
******************

طبق طائر من الألماس ؟!

وجد صاحب ذلك المحل لبيع المجوهرات نفسه في ورطة ..فهو محاط بعشرات محلات المجوهرات في المدينة ، أغلبها شديد الرقي والتقدم ، والكثير من العملاء اعتادوا الذهاب الى متاجر بعينها ، نالت شهرة كبيرة عبر عشرات السنين …وهو لايزال فى بداية طريقه في هذا المجال..
الرجل توصّل لفكرة غير تقليدية ، فقام بتصميم وصناعة طبق طائر بديع مرصّع بالألماس ، وصل سعره لخمسة آلاف دولار ..كا قام أيضاً بصناعة ساعة رملية تعمل بالألماس بدلاً من التراب ، وصل سعرها في ذلك الوقت الى عشرة آلاف دولار !
وعلى الرغم من أن المتجر لم يبع هذه المنتجات ، ولم يحقق من خلالها أي مكسب مادى ، إلا أنها لفتت أنظار الكثيرين من عملاء المتاجر الأخرى ، وجعلت المتجر يكتسب شهرة كبيرة فى غضون أسابيع قليلة ، حوّلته فيما بعد لواحد من أكبر متاجر المجوهرات في هذه المنطقة !
************************

فلنذهب إلى هاواى !

كانت تلك الشركة تتبّع منهجاً تسويقياً ممتازاً وهو ” تحفيز المسوّقين ورجال المبيعات ” لديها لتحقيق أفضل النتائج…لذلك فقد أعلنت ان من يتخطى رقماً محدداً فى المبيعات ، فالشركة ستوفّر له رحلة ترفيهية شاملة كافة النفقات الى ولاية هاواى الساحرة..
ولكن المُحبط ان فرداً واحداً فقط من فريق مبيعات الشركة استطاع تخطي الرقم المحدد ، ونال بالفعل الرحلة المتميزة الى هاواى..
بالطبع لم يرضِ المدراء في الشركة أن يقوم شخص واحد فقط من فريق مبيعاتها الكبير بتحقيق هذا الرقم ؛ لذلك فقد انتهجت نهجاً جديداً لتدعيم هذه الفكرة وزيادة تحفيز فريق المبيعات لديها..
كافة الوسائل والصور والأقلام والأوراق بل وأقداح القهوة التى كانت تقدّمها الشركة لرجال مبيعاتها بطريقة نمطية ، أصبحت تحمل صوراً خلاّبة لولاية هاواى ! ..الى جانب عبارات  التحفيز التى تمّ طبعها على هذه الوسائل ، والتى ترفع من هممهم وتؤكّد لهم انهم قادرون على فعل المستحيل مهما بدا صعباً إن أرادوا ذلك..
فى العام التالي ، سافر 15 فرداً من العاملين في طاقم مبيعات الشركة الى هاواى !
********************

هل تعرف فكرة أكثر جنوناً من هذه ؟!

في العام 1999 كان موقع ” Half.Com  ” لا يزوره أحد تقريباً سوى القائمين عليه !..فعلى الرغم من كونه موقع جيّد لبيع المنتجات والأشياء المستعملة ، نظير سعر ثابت لا يقبل المزايدة ، إلا أنه لم يحقق أية شهرة تجلب له الزوّار ، حتى بعد أن بذل مؤسسوه جهوداً كبيرة فى الدعاية والتسويق له ..بدا الأمر محبطاً للغاية بالفعل..
وفي يوم من الأيام ، عرف نائب مدير تسويق الموقع بالصدفة ، ان ثمّة بلدة صغيرة في ولاية ” أوريجون ” الأمريكية تدعى ” هاف واي Half Way” ، وكانت بلدة صغيرة للغاية لا يتعدّى عدد سكانها ال 360 نسمة فقط !
 هنا قفزت في ذهنه فكرة شيطانية !
كانت الفكرة هي أن يتفق الموقع مع أهالى البلدة على تغيير اسمها لمدة عام واحد فقط ، من مسمى ” هاف واي ” ، إلى اسم الموقع نفسه ” هاف دوت كوم Half.com  ” مقابل 100 ألف دولار أمريكي يدفعها الموقع لأهالي البلدة ، الى جانب 20 جهاز كمبيوتر هديّة للمدرسة الإبتدائية الصغيرة التى توجد في البلدة !
وبالفعل ، وافق سكان البلدة على هذه الصفقة ، وتحوّل اسمها الى ” Half.com ” !
وسريعاً ، تناولت وسائل الإعلام الأمريكية هذه الفكرة الغير مسبوقة ، وأصبح خبر هذه الصفقة منتشراً للغاية فى الولايات المتحدة ، وتناولته الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المرئي ، حتى بدا أن أمريكا كلها تتحدث عن هذه الصفقة المدهشة ..
وبعد اتمام هذه الصفقة بــ3  أسابيع فقط ، والشهرة الكبيرة التى نالها الموقع ، تقدم موقع eBay الشهير لشراء هذا الموقع ، وهو ماتمّ بالفعل ، وأصبح يسمى Half.ebay.com .
وكان المبلغ الذي تم شراؤه به هو 350 مليون دولار أمريكي !
فقط فكرة غير تقليدية كلّفت موقعاً بسيطاً يعانى من قلة عدد الزوار ، مبلغ 100 ألف دولار ، عادت على أصحابها بمبلغ 350 مليون دولار بعد شهر واحد من تنفيذها !
هل مازلت مقتنعاً بالطرق التقليدية المملة للتسويق بعد كل هذا ؟ ..
فى انتظار رأيك !