بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 يناير 2014

ما مدى تأثر التجارة التقليدية في عصر التجارة الإلكترونية؟ (1 من 2)

ما مدى تأثر التجارة التقليدية في عصر التجارة الإلكترونية؟ (1 من 2)

أصبح أفراد المجتمع في فئة عمرية معينة يعتمدون على التسوق عبر الإنترنت لعدة أسباب هي في الواقع محصورة في عديد من الأبحاث والدراسات التي نشرت في العقد الماضي من هذه الألفية والخوض فيها بالتفصيل قد يكون في موقع آخر. واقعيا لم يقتصر ذلك على جنس معين ولا مستوى مادي معين أو على بضائع معينة بل تنوعت هذه المتغيرات وأصبحت مسألة معقدة تحتاج لفهمها والإلمام بأنماط توافقها، إجراء عديد من الدراسات العلمية الميدانية. كل ذلك لأهداف عديدة تعود علينا بفهم مسار اقتصاد المعرفة في المملكة والخليج في عصر تقنية المعلومات العالمي. من ناحية أخرى فإن مستقبل ''التجارة الإلكترونية'' أو ''الشراء عبر الإنترنت'' أو ''التعامل والتبادل التجاري الإلكتروني'' عالميا يبشر بالخير بناء على نتائج مشرقة في الكم وماهية الأفراد الذين يصرون على تبنيه، وحجم هذه الفئة ... إلخ. هنا يمكن القول إننا نحتاج إلى إجراء الدراسات المحلية مناطقيا ووطنيا بصفة عامة ومقارنتها بالخارجية، لما لوضعنا الاجتماعي وأنماط معيشتنا في بعض المواسم أو بعض المناطق من تأثير قد وصف سابقا في دراسات اجتماعية واقتصادية، وينعكس فعليا على اقتصادياتنا بشكل مباشر.
مع بداية هذا العام (1432هـ الموافق 2011) ستكون هناك قرارات اقتصادية كبيرة أو موجهة وستستأثر كل منطقة بجملة من القرارات حسب ما تتميز به من خصائص عرفت بها. هذه القرارات قد تكون محاورها بشرية وأخرى لوجستية، وهكذا .. إلا أن تطور أسلوب التجارة بدأ يأخذ ألباب البشر في مختلف دول العالم وما زلنا في أول الطريق في هذا المجال. كواحد من أهم القرارات الاقتصادية لدينا ''إنشاء المراكز التجارية الضخمة'' في جميع المدن والاستمرار في ذلك مع أنها تبدأ في فقد بريقها بعد الافتتاح أو لا يتجه إليها المتسوقون إلا في أيام معدودة من أيام المواسم لأسباب أخرى بهدف التغيير. يمكن للناظر (وليس فقط المتبصر فيما حوله) أن يلاحظ خروج كثير من المحال من الأسواق التجارية بعد مرور عام أو حتى قبل الافتتاح، وذلك لأسباب قد لا يفهمها إلا أصحابها والغرف التجارية في تلك المنطقة. السؤال هنا: هل التجارة الإلكترونية أحد العوامل المؤثرة في استمرار مثل هذا الاستثمار؟ كثيرة هي التقارير الاقتصادية التي تتوقع ازدياد نسبة التعاملات التجارية الإلكترونية بما يعادل 15 إلى 25 في المائة سنويا، حيث تستند إلى أدلة أثبتت وضوح هذا الميل وثبات هذه النسبة خلال السنوات الخمس الماضية (2005 ـــ 2010) على مستوى الدول الأوروبية ودول أمريكا الشمالية. أما الدول الآسيوية فقد تكون تالية في حجم التعاملات الإلكترونية تجاريا، إلا أن تقدم بعضها وبطء بداية أخرى وعدم مصداقية الأرقام جعلت النتيجة النهائية في صالح القارتين الأوروبية والأمريكية بلا شك. عموما هذا يعني أننا أمام إحلال أسلوب تجارة تقليدي بآخر إلكتروني يستدعي إعادة النظر في حجم التجارة الإلكترونية أو التصرف مباشرة في كيفية إيجاد بدائل لخطط المستثمرين المستقبلية.
ماذا يعني إحلال التجارة الإلكترونية محل التقليدية التي نتمتع بها حاليا؟ هل يعني انتهاء معاينتنا البضائع على أرض الواقع واختفاء أساليب البيع التقليدية وتلاشي حوار الأسعار الطويل ... إلخ؟ ماذا عن خروجنا للفسحة والسياحة ولقاء الآخرين وتناول الوجبات الغذائية مما يعيد لنا الحيوية والنشاط لإكمال أسبوعنا العملي أو بدء آخر؟ هل يعني بطالة أكثر؟ أم تحويرا للمهن وطبيعتها وقيمها ومن ثم اختلافا جوهريا في ساعات العمل والمدفوعات والمميزات؟ هل يعني أن من تدرب على آلية تسويق معينة وأساليب تجارية للتأهيل للعمل في الأسواق التقليدية سيصبح أمام وضع يخرجه من دائرة المنافسة على الوظائف من جديد فنزيد من حجم المشكلات في السوق باستقدام جاليات جديدة للقيام بدور يبرع فيه أبناؤنا بكل بساطة، وبالذات في الفئة العمرية الواعدة المحصورة بين 15 و35 عاما؟
إن التجارة الإلكترونية على مستوى العالم كانت تتضاعف قيمة في السنوات الخمس الأولى من هذه الألفية (2000 ـــ 2005)، ثم في عام 2005 إلى عام 2010 بدأت تستقر مع انحراف معياري بسيط على زيادة بنسبة 15 في المائة سنويا تقريبا. هذه النسبة تؤكد أنه خلال عام 2011 أو 2012م يمكن أن نتحول (عالميا) للتجارة الإلكترونية وسيكون لدينا وجه جديد للتعاملات التجارية. البعض يتوقع مع هذا التغير في ملامح التجارة أن تسجل التعاملات التجارية الإلكترونية هذا العام ارتفاعا غير مسبوق بنسبة تكاد تصل إلى 20 في المائة بدلا من 15 في المائة في بعض الدول كنسبة زيادة سنوية في التسوق عبر الخط المباشر. فأيننا من هذا التطور الهائل وما نصيبنا منه؟ وهل هناك استعداد كامل لهذه القفزة الهائلة في حياتنا الاقتصادية؟
إن مجرد زيارة إحدى ضخام الأسواق التجارية في أشهر العواصم الأوروبية تجعل الزائر يعي أنه مع ارتفاع نسبة التعاملات التجارية بكل أنواعها عبر الإنترنت، ما زالت هذه الأسواق تتمتع بجماهيرية كبيرة، بل تكتظ في نهاية كل أسبوع أو في الأعياد. هذا إضافة إلى أن لكل محل تجاري موقعا إلكترونيا يعرض فيه جميع البضائع التي يقتنيها في المحل التجاري فيغري مجموعة من الناس بالشراء إلكترونيا. ثم يقوم عبر مؤسسات أخرى بالتوصيل والتسليم، بل حتى يبقى على اتصال مع الزبون عبر جواله أو بريده الإلكتروني فيصبح الزبون ''مربوطاً'' ومرتبطا بهذه المنتجات لفترة طويلة. فما التفسير العلمي لهذه الحركة التجارية؟ وللحديث تتمة.

ليست هناك تعليقات: