بسم الله الرحمن الرحيم
التسويق هو علم يجهله الكثيرين ويعتقدون أنه مخصص لخداع المستهلكين، كما أن الكثير من الناس يخلطون بينه وبين المبيعات في حين أن الأثنين مختلفين تماما وقد تحدثت عنهما في مقال سابق بعنوان المغريات التسويقية والضغوطات البيعية، وليس الهدف من هذا المقال الحديث حول علم التسويق وأركانه المختلفة بل الحديث بشكل مختصر حول بداية هذا العلم وكيف تطور ليصل إلى شكله الحالي وكيف ساهمت شبكة الإنترنت في ظهور التسويق الإلكتروني والأهمية الكبرى التي يحتلها في عصرنا هذا.
يعتقد الكثيرون حتى من بعض المتخصصين أن التسويق بدأ في منتصف الخمسينات من القرن الماضي ولكنه في الحقيقة بدأ قبل ذلك بحوالي خمسين سنة فيما عرف بإدارة التسويق العلمية Scientific Marketing Management، وكان التسويق حينها يقتصر على نقل السلع من مواقع الإنتاج إلى مواقع الاستهلاك؛ ومع انطلاق الثورة الصناعية في في اوروبا الغربية بدأت الجهات التجارية بالتركيز على جانبي الإنتاج والمبيعات فقط دون الاهتمام بالمستهلك نفسه، ولكن في خمسينات القرن الماضي بدأ المختصين يدركون بأن المستهلك هو محور العملية التجارية وبأن نجاح العملية التجارية مرتبط بتقديم ما يشبع حاجات المستهلك ورغباته ومن هنا بدأ علم التسويق الحديث والذي يبدأ بدراسة الحاجات والرغبات المختلفة للمستهلكين قبل أي شيء أخر، ونتيجة لذلك ظهر مصطلح Marketing Intelligence أو الذكاء التسويقي إن صحت الترجمة وهو المختص بجمع البيانات وتحليلها ودراسة سلوك السوق وتحديد الرغبات الحالية والمستقبلية للمستهلكين وأيضا دراسة المتغيرات التي قد تؤثر على حجم السوق وطبيعته مستقبلا، وكذلك ظهر مصحطلح Marketing Research أو بحوث التسويق وهو مصطلح مختلف عن السابق ويعمل في حدود أضيق منه لا كما يعتقد البعض أنهما مصطلحين مترادفين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فالعولمة ساعدت في دخول الشركات للأسواق العالمية مما أدى إلى مزيد من الضغوطات على الشركات لدراسة مجتمعات مختلفة غير التي عملت بها سابقا، فشركة هيرشي الشهيرة Hershey Chocolate Company دخلت للسوق الاسترالي في العام 1987 وفشلت بشكل كبير جدا وخرجت منه؛ وبمراجعة السبب نجد أن الشركة حاولت استخدام نفس الاستراتيجيات التسويقية التي كانت تستخدمها في الولايات المتحدة في ذلك الوقت والتي لم تتوافق مع طبيعة المجتمع الاسترالي المختلف عن المجتمع الامريكي بشكل كبير.
ومع التطورات المستمرة في هذا العالم أتى الإنترنت ليضيف محورا جديدا في عالم التجارة وتبدأ الدراسات المختلفة حول ما عرف بالتسويق الإلكتروني والذي له دور كبير في العملية التجارية في وقتنا الحالي، وبسبب تنبؤ الشركات العالمية بأهمية هذا السوق الجديد منذ بدايته؛ اتجه الكثيرون للمتاجرة داخل الشبكة جنبا إلى جنب مع المتاجرة التقليدية فظهر لدينا ما يسمى بـ Click and Mortar وكذلك ظهرت الجهات التجارية التي تعتمد على شبكة الإنترنت اعتمادا كليا في عملياتها التجارية، ومن هنا ازدادت أهمية دراسة التسويق الإلكتروني حتى ألفت فيه مئات الكتب وأجريت حوله العديد من البحوث العلمية في مختلف أنحاء العالم.
تهيئة المواقع لمحركات البحث أو Search Engine Optimization (SEO) هو أحد الجوانب الحساسة والتي تعطي لها الشركات والمواقع المختلفة أهمية خاصة عند وضع استراتيجياتها للتسويق الإلكتروني، وتعريف الـ SEO حسب قاموس اوكسفورد
The process of maximizing the number of visitors to a particular website by ensuring that the site appears high on the list of results returned by a search engine
ويعني عملية زيادة عدد الزائرين لموقع معين من خلال التأكد أن الموقع يظهر في مركز متقدم من نتائج محركات البحث، ومن التعريف تظهر أهمية هذا المجال فأي موقع في شبكة الإنترنت لا قيمة له بدون وجود الزوار والمتابعين المهتمين بما يقدمه، ومع وجود العديد من الطرق للحصول على زائرين مثل الإعلانات المدفوعة بمختلف أنواعها والشبكات الاجتماعية والمصادر الأخرى المختلفة؛ إلا أن الظهور في مركز متقدم من نتائج محركات البحث لكلمات مفتاحية معينة له أهمية وفائدة أكبر بكثير من كل الطرق السابقة مع أهميتها، فالشخص الذي يتوجه لمحرك بحث معين ويبحث باستخدام كلمة مفتاحية معينة يكون مهتما بما يبحث عنه بعكس الحال في الإعلانات التي قد تظهر لأشخاص غير مهتمين بها، ومهما ارتفعت دقة الاستهداف الإعلاني فإنه لن يكون كما العمليات البحثية، وكذلك يساعد ظهور الموقع في مركز متقدم حصوله على عدد غير محدود من الزائرين وبشكل مجاني
عند البحث باستخدام الكلمة المفتاحية “كانون 6D” في موقع جوجل السعودي يظهر الموقع الشهير كام فور سيل في أول نتيجة ولنا أن نتخيل الفائدة التي يحصل عليها هذا الموقع من ظهوره في هذا المركز المتقدم، وقد يكون هناك مواقع أخرى منافسة تقدم نفس المنتج بسعر أقل مع وجود الخدمة المتميزة أيضا إلا أنه في حال عدم ظهورها في هكذا مركز متقدم فلن تستطيع أن تحقق الفائدة التي يحققها هذا الموقع وهذا يوضح سبب المنافسة الشديدة لمسك الكلمات المفتاحية من قبل المواقع المختلفة والسعي بكل قوة للحصول على مركز متقدم.
لا أقصد أن أقلل من أهمية الطرق الأخرى للتسويق الإلكتروني مثل الإعلانات بمختلف أشكالها والشبكات الاجتماعية التي أدى ظهورها إلى نقلة كبيرة في عالم التسويق الإلكتروني ليس بإعلانتها المدفوعة وحسب؛ بل حتى في الخدمة الكبيرة التي منحتها للجهات التجارية من خلال إنشاء حسابات وصفحات لهم في تلك المواقع والوصول إلى أكبر عدد من الناس، ولكن حتى مع هذه الأهمية للإعلانات والشبكات الاجتماعية تبقى محركات البحث هي الوسيلة الأفضل حسب ما يراه الكثير من المختصين.
يبقى المبدأ التسويقي واحدا مهما اختلفت أشكاله، ففي ظل التنافسية الشديدة بين الجهات التجارية يكون المستهلك هو المحور ونقطة الانطلاق في العملية التسويقية وأي جهة لا تأخذ المستهلك بعين الاعتبار سيكون مصيرها الفشل إلا إذا كانت تعمل في السوق الاحتكاري
بسم الله الرحمن الرحيم
التسويق هو علم يجهله الكثيرين ويعتقدون أنه مخصص لخداع المستهلكين، كما أن الكثير من الناس يخلطون بينه وبين المبيعات في حين أن الأثنين مختلفين تماما وقد تحدثت عنهما في مقال سابق بعنوان المغريات التسويقية والضغوطات البيعية، وليس الهدف من هذا المقال الحديث حول علم التسويق وأركانه المختلفة بل الحديث بشكل مختصر حول بداية هذا العلم وكيف تطور ليصل إلى شكله الحالي وكيف ساهمت شبكة الإنترنت في ظهور التسويق الإلكتروني والأهمية الكبرى التي يحتلها في عصرنا هذا.
يعتقد الكثيرون حتى من بعض المتخصصين أن التسويق بدأ في منتصف الخمسينات من القرن الماضي ولكنه في الحقيقة بدأ قبل ذلك بحوالي خمسين سنة فيما عرف بإدارة التسويق العلمية Scientific Marketing Management، وكان التسويق حينها يقتصر على نقل السلع من مواقع الإنتاج إلى مواقع الاستهلاك؛ ومع انطلاق الثورة الصناعية في في اوروبا الغربية بدأت الجهات التجارية بالتركيز على جانبي الإنتاج والمبيعات فقط دون الاهتمام بالمستهلك نفسه، ولكن في خمسينات القرن الماضي بدأ المختصين يدركون بأن المستهلك هو محور العملية التجارية وبأن نجاح العملية التجارية مرتبط بتقديم ما يشبع حاجات المستهلك ورغباته ومن هنا بدأ علم التسويق الحديث والذي يبدأ بدراسة الحاجات والرغبات المختلفة للمستهلكين قبل أي شيء أخر، ونتيجة لذلك ظهر مصطلح Marketing Intelligence أو الذكاء التسويقي إن صحت الترجمة وهو المختص بجمع البيانات وتحليلها ودراسة سلوك السوق وتحديد الرغبات الحالية والمستقبلية للمستهلكين وأيضا دراسة المتغيرات التي قد تؤثر على حجم السوق وطبيعته مستقبلا، وكذلك ظهر مصحطلح Marketing Research أو بحوث التسويق وهو مصطلح مختلف عن السابق ويعمل في حدود أضيق منه لا كما يعتقد البعض أنهما مصطلحين مترادفين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فالعولمة ساعدت في دخول الشركات للأسواق العالمية مما أدى إلى مزيد من الضغوطات على الشركات لدراسة مجتمعات مختلفة غير التي عملت بها سابقا، فشركة هيرشي الشهيرة Hershey Chocolate Company دخلت للسوق الاسترالي في العام 1987 وفشلت بشكل كبير جدا وخرجت منه؛ وبمراجعة السبب نجد أن الشركة حاولت استخدام نفس الاستراتيجيات التسويقية التي كانت تستخدمها في الولايات المتحدة في ذلك الوقت والتي لم تتوافق مع طبيعة المجتمع الاسترالي المختلف عن المجتمع الامريكي بشكل كبير.
ومع التطورات المستمرة في هذا العالم أتى الإنترنت ليضيف محورا جديدا في عالم التجارة وتبدأ الدراسات المختلفة حول ما عرف بالتسويق الإلكتروني والذي له دور كبير في العملية التجارية في وقتنا الحالي، وبسبب تنبؤ الشركات العالمية بأهمية هذا السوق الجديد منذ بدايته؛ اتجه الكثيرون للمتاجرة داخل الشبكة جنبا إلى جنب مع المتاجرة التقليدية فظهر لدينا ما يسمى بـ Click and Mortar وكذلك ظهرت الجهات التجارية التي تعتمد على شبكة الإنترنت اعتمادا كليا في عملياتها التجارية، ومن هنا ازدادت أهمية دراسة التسويق الإلكتروني حتى ألفت فيه مئات الكتب وأجريت حوله العديد من البحوث العلمية في مختلف أنحاء العالم.
تهيئة المواقع لمحركات البحث أو Search Engine Optimization (SEO) هو أحد الجوانب الحساسة والتي تعطي لها الشركات والمواقع المختلفة أهمية خاصة عند وضع استراتيجياتها للتسويق الإلكتروني، وتعريف الـ SEO حسب قاموس اوكسفورد
The process of maximizing the number of visitors to a particular website by ensuring that the site appears high on the list of results returned by a search engine
ويعني عملية زيادة عدد الزائرين لموقع معين من خلال التأكد أن الموقع يظهر في مركز متقدم من نتائج محركات البحث، ومن التعريف تظهر أهمية هذا المجال فأي موقع في شبكة الإنترنت لا قيمة له بدون وجود الزوار والمتابعين المهتمين بما يقدمه، ومع وجود العديد من الطرق للحصول على زائرين مثل الإعلانات المدفوعة بمختلف أنواعها والشبكات الاجتماعية والمصادر الأخرى المختلفة؛ إلا أن الظهور في مركز متقدم من نتائج محركات البحث لكلمات مفتاحية معينة له أهمية وفائدة أكبر بكثير من كل الطرق السابقة مع أهميتها، فالشخص الذي يتوجه لمحرك بحث معين ويبحث باستخدام كلمة مفتاحية معينة يكون مهتما بما يبحث عنه بعكس الحال في الإعلانات التي قد تظهر لأشخاص غير مهتمين بها، ومهما ارتفعت دقة الاستهداف الإعلاني فإنه لن يكون كما العمليات البحثية، وكذلك يساعد ظهور الموقع في مركز متقدم حصوله على عدد غير محدود من الزائرين وبشكل مجاني
عند البحث باستخدام الكلمة المفتاحية “كانون 6D” في موقع جوجل السعودي يظهر الموقع الشهير كام فور سيل في أول نتيجة ولنا أن نتخيل الفائدة التي يحصل عليها هذا الموقع من ظهوره في هذا المركز المتقدم، وقد يكون هناك مواقع أخرى منافسة تقدم نفس المنتج بسعر أقل مع وجود الخدمة المتميزة أيضا إلا أنه في حال عدم ظهورها في هكذا مركز متقدم فلن تستطيع أن تحقق الفائدة التي يحققها هذا الموقع وهذا يوضح سبب المنافسة الشديدة لمسك الكلمات المفتاحية من قبل المواقع المختلفة والسعي بكل قوة للحصول على مركز متقدم.
لا أقصد أن أقلل من أهمية الطرق الأخرى للتسويق الإلكتروني مثل الإعلانات بمختلف أشكالها والشبكات الاجتماعية التي أدى ظهورها إلى نقلة كبيرة في عالم التسويق الإلكتروني ليس بإعلانتها المدفوعة وحسب؛ بل حتى في الخدمة الكبيرة التي منحتها للجهات التجارية من خلال إنشاء حسابات وصفحات لهم في تلك المواقع والوصول إلى أكبر عدد من الناس، ولكن حتى مع هذه الأهمية للإعلانات والشبكات الاجتماعية تبقى محركات البحث هي الوسيلة الأفضل حسب ما يراه الكثير من المختصين.
يبقى المبدأ التسويقي واحدا مهما اختلفت أشكاله، ففي ظل التنافسية الشديدة بين الجهات التجارية يكون المستهلك هو المحور ونقطة الانطلاق في العملية التسويقية وأي جهة لا تأخذ المستهلك بعين الاعتبار سيكون مصيرها الفشل إلا إذا كانت تعمل في السوق الاحتكاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق