ليس عيب
اعتقدت ، قبل زمن ليس بالبعيد ان التستر على مواهبي وقدراتي ومؤهلاتي ، ظنا مني ان الناس من حولي ترى وتشاهد (وتقشع ) ، وان هذا من التواضع الذي تربيت عليه وامارسه ، او انه من باب التقشف والتزهد ، كنت اعتقد ان الحديث عن النفس وعن مااتقنه وما انجزة من باب ( الفشخره ) و( البهرجه ) والاعلان ،
درست فن التسويق ومارسته لامور عملي ، واعتقد ان التسويق يقتصر على السلع والخدمات ، كنت اقول .... هل انا سعله أم خدمة ، حتى امارسة على نفسي ، أم انا قيمة اتأثر بقوانين العرض والطلب ،
راجعت ممارستنا اليومية وممارسة من حولي بقصد او من غير ،
فلامست اننا كل يوم نقول ونحدث عن انجازتنا وقدراتنا ، فمعضمنا يسعى للنجاح ، وينتشي من فرحة النصر ، فيخبر من حوله ، بطريقة مختصره ورصينه ومشوقه وقصيره وغير مباشره ومناسبة للمقام ، دون استعلاء او تكبر او (نفش ريش)احيانا .
ادركت بعدها وكما يقول المثل ( كل مصلِ يطلب المغفره )
وايقنت ان هذا مسلك القادة ، وانه علم اتقنه الناجحون ، وضرورة رائجه بين المتنافسين ، وهو علم من علوم الادارة وفن ومن فنون التسويق ، وهو اداة ناجعه تساعدنا في تحقيق اهدافنا ، وهو حاجة ملحة وحيوية لبقائنا ، وليس فقط لارتقائنا ، ولابد من ممارسته هذا الفن ..بل وأتقانه ، حتى وان اقتضى الامر ان نضيفه الى (محفظه ) مقتنياتنا ، الا وهو التسويق الذاتي او الشخصي
اللي مايعرفك يجهلك ...
اللي مايعرفك مايثمنك .. قالت العرب ذلك قديما وحديثا ، وقالها افلاطون : تكلم لاراك
وهو مايسمى التسويق الشخصي او الذاتي
التسويق الشخصي : ببساطة فن الحديث عن النفس بطريقة قصيره ومباشرة ولبقة بعيدا عن الكبر ، لاظهار قدراتك ، ومهارتك ، وابداعاتك ، ومواهبك
نظرت الى من حولي والى المشاهير والاعلام والمتنفذين ، ايقنت انهم يتقنون هذا الفن
وعلمت انه له قواعد يتقنها ممارسوه ،
اولها : ان افهم نفسي جيدا ، وماهي نقاط قوتي ماهي مكامن الابداع بداخلي ، وماهي ادوات التميز التي اتفرد بها او اشارك الناجحين بها ، وعرفت ان " من كان بنفسه جاهلا فبغيره اجهل "
ثانيها : اكتسف مواصفاتي ، فلكل ذات مواصفات ، وقدرات ، قد تتفرد ، وقد اشارك الاخرين بها ، فاذا عرفتها اطورها وانميها .
ثالثها : اعرض نفسي ومواهبي ونجاحاتي ، واسوقها بطريقه جيده لائقه ، واشارك في المحافل واللقاءات الاجتماعية ، باستخدام مجموعه من الادوات :-
- اهمها العناية بالمظهر : فلغة الجسم التي نمارسها وللياقتنا ولباقتنا وحتى رائحتنا امر بالغ الاهمية في ان نهر دائما بالمهر الائق شكلا ولباساً وان نلائمة لكل مناسبة التي نتواجد بها وللعصر الذي نعيشه ، وليس ماادعو اليه ، ولي حديثي هنا ان نفرط في في شراء الالبسه والاحذيه ( اكرمكم الله ) باهظة الثمن او ان تفوح منا رائحة عطورنا على بعد كيلو مترين ،.
- كما ينبغي لي ان لا اتحدث عن نقاط ضعفي لمن حولي ولا حتى للمقربين مني لانهم بقصد او بدون قصد ، وبطبيعة البشرية التي جبل الله اناس عليها قد يسيئون لي ان يستخدمونها نقطة ضغط في المستقبل ، لا لشيئ لانها امور خاصة ليست لتقدير الناس ولا للنشر يكتفي ان تكون لي وحدي ، احلها ان كانت تريد لحل ، واعالجها ان كانت تريد علاج في دائرتي .
- ادركت انني المسئول الوحيد عن تسويق نفسي وليس غيري وان حصل ، فانا اوعى وادرى واعلم بنفسي وخلقي وقدراتي وبايجابياتي وسلبياتي ، لذا ساسوق لنفسي بعناية .وذلك لايأتي صدفة بدون جهد وبدون وسائل اعتمد عليها لعل من اهم ما امارسة :
- الكتابه : ادركت ان فن باق لي طول الزمن ، ولابد ان احدد واركز فيما اكتب ، لان الكتابة مرآة لفكر كتابها ، وانتقي الاختيار ، حتى يكون حجة لي لا علي .
- المشاركة في اللقاءات والمناسبات والتجمعات العلمية والمهنية ، بطريقة مختاره لاتؤثر على تسيير حياتي .
- متواجد في وسائل التواصل الاجتماعية ، حتى اكون مع وبين احبائي واصدقائي ، افيد واستفيد
لم اكتف بذلك بل اصبحت امارسه وانصح به اصدقائي وزملائي ، وكوني ذا خبره في مجال التدريب وادواته وعملياته بدأت انصح به المدرب الجيدين المتميزين اصحاب الفكر والحجة والرسالة ، اصحاب الهمة والدراية المهاره ، اصحاب القيم والتزام والمبادرة .
أذاً ...
كي تسوق نفسك لابد من ممارسة بعض الامور المهمة التي تساعد على التسويق الشخصي والانتشار:
1- اكتب سيرتك الذاتية بعناية بطريقة احترافية تتظهر بها معلوماتك ، مؤهلاتك ، مشاركاتك ، خبراتك ،....
2- صمم بطاقة التعريف الخاصة بك لاظهار اسمك وارقامك وطرق التواصل معك .
3- حدد مسارك وتخصصك من نقاط قوتك وابدعاتك ومارساتك وقناعاتك . بعد ان تتعرف على الاحتياج
4- جهز وصمم موقعا خاصا بك على صفحة الانترنت ... بطريقة ذكية .
5- افتح حساباً في مواقع التواصل الاجتماعي ، وافد واستفد ، وشارك ومارس ، وتطور.
6- شارك في المحاضرات والندوات والمنتديات لمعرفة افضل واحدث التجارب العلمية والممارسات المهنية .
7- اكتب مقالا ، خاطره ، فائده ،تغريدة ، المهم التواجد .
8- قدم دورة مجانية ، او محاضرة عامة تشارك بها زكاة علمك .
9- حدد لنفسك ( تسعيرة ) مكافأة ..معينة لقاء خدماتك ، ففي حين انك تقدم خدماتك زكاة لعملك ، فذلك لايتعارض مع الحصول على اجر لاتعابك ولعرض تجاربك وخبراتك ، بتقديم الحلول والادوات .
10-نمي علاقاتك بالاشخاص ، فهنا يظهر دور العلاقات العامة واهميتها في حياتك .
11-طور نفسك باستمرار فمن ( لايتقدم يتقادم ) .تعرف على مكامن القوة لديك ونمها ،ونقط ضعفك وعالجها .
12-احصل على العضويات العلمية والمهنية المتخصصة .
13-لكل عمل مدير ولكل نجاح قائد فاستفد من مدير اعمالك لمخاطبة عملاءك .
كل ذلك من وجهة نظري يسهم في التعريف عن ذاتك وتسويق قدراتك ومهاراتك .
وتاكد اننا اصبحنا في عالم يسودة التنافس ومن يجهل ذلك سيقبع مكانه ويتتبع بحسره اخبار من اجادوا تسويق انفسهم الذين ارتقوا سلم النجاح وذاع صيتهم ، ورحب نفوذهم ، وحققوا طموحاتهم ، واحذر فان هناك خيط رفيق بين التسويق التفاخر والكبر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق