يعتبر التسويق نشاط حيوي وعلى درجة كبيرة من الأهمية سواء في منظمات الأعمال أو المنظمات العامة أو حتى في المنظمات غير الهادفة إلى تحقيق الربح سواء كانت منظمات إنتاج سلع أو خدمات، وربما لا يعتبر من قبيل المبالغة الإدعاء بأن التسويق في الوقت الحاضر هو التحدي الحقيقي لنجاح المنظمات وبقاءئها ونموها وازدهارها. والتسويق هو الذي يمكّن المنظمات من تخطيط وتطوير منتجاتها بما يتفق وحاجات ورغبات السوق، ومن ثم العمل على تسعيرها، والترويج لها بطريقة تتلائم مع السوق المستهدف، ومن توزيعها أيضاً وبالطريقة الأمثل التي تتلائم مع السوق. إضافة إلى هذا، فالتسويق هو الذي يمكّن منظمات الأعمال من الكشف عن الفرص التسويقية في البيئة المحيطة والعمل على تحليليها ومن ثم استغلالها بالشكل الذي يحقق أهداف السوق من إشباع حاجاته ورغباته وأهداف منظمات الأعمال في تحقيق الربح والتميز والريادة السوقية. والتسويق أيضاً هو الذي يمكن التنافسية الفعالة التي تدعم مركزها التنافسي في الأسواق المحلية والدولية معاً. ومع التطورات التكنولوجية التي حصلت مؤخراً، أصبح التحدي التي تواجهه منظمات الأعمال كبير ، الأمر الذي أجبر المنظمات في التفكير بأسلوب غير تقليدي للعملية التسويقية على أنه مجرد تصريف منتجات المنظمات أو التخلص منها، وفعلاً أخذ المفهوم التسويقي يأخذ أبعاداً جديدة للتعامل مع هذه التطورات مثل التطورات التكنولوجية والثقافية والإجتماعية.
فظهر التسويق الحديث كمفهوم، والتسويق الإجتماعي والتسويق الأخلاقي والتسويق الأخضر لمواكبة هذه التغيرات. وبالفعل حققت العملية التسويقية درجة عالية من الرضا والإشباع للمجتمع، وساهم التسويق في تحقيق جودة الحياة والرفاهية الإجتماعية للمجتمع ككل.
يحتوي هذا الكتاب على اثنا عشر فصلاً تناقش المواضيع الأساسية للتسويق والمستجدات التي حدثت لمفهوم التسويق وصولاً إلى التسويق الألكتروني والتسويق الأخضر والتسويق الإجتماعي والتجارة الألكترونية.
تناولت الوحدة الأولى من هذا الكتاب المفاهيم الأساسية والجوهرية للتسويق، إضافة إلى مراحل تطور علم التسويق، المزيج التسويقي والفرص التسويقية، وظائف التسويق والمنافع التي توفرها إدارة التسويق.
أما الوحدة الثانية فتناولت البيئة التسويقية من متغيرات داخلية أو خارجية مثل البيئة الديموغرافية الاجتماعية والتكنولوجية والسياسية والقانونية وأثرهما على النشاط التسويقي.
وتناولت الوحدة الثالثة موضوع تجزئة السوق وتجديد أنواع السوق والإستراتيجيات المتبعة للتعامل مع الأسواق المستهدفة بشكل فعال، إضافة إلى التعرف على شروط تجزئة السوق الفعالة. وتطرقت إلى أسس تقسيم الأسواق الاستهلاكية والصناعية.
الوحدة الرابعة تناولت أهمية سلوك المستهلك وأثرها على النشاط التسويقي وإلى مراحل عملية اتخاذ القرار الشرائي من خلال نماذج السلوك وأيضاً تم التعرف من خلال هذه الوحدة على العوامل المؤثرة على سلوك المستهلك الشرائي.
الوحدة الخامسة تناولت المعلومات والبحوث التسوييقية من حيث نظام المعلومات التسويقي وخطوات البحث التسويقية وأهميتها في المنظمات الحديثة.
الوحدة السادسة تناولت سياسات وقرارات المنتجات حيث شملت على تعريف السلعة وتصنيفاتها وخصائصها ودرة حياة السلعة. إضافة إلى العلاقة التجارية والغلاف الخارجي للسلع المادية وأهميتها.
أما الوحدة السابعة فقد تناولت موضوع هام جداً وهو تطوير المنتجات الجديدة حيث تم التعرف على أسباب تطوير السلع الجديدة ومراحل تطوير السلع الجديدة وبينت هذه الوحدة أن سبب رئيسي من أسباب نجاح المنظمات العالمية هو التطوير المستمر لمنتجاتها.
الوحدة الثامنة تناولت موضوع تسويق الخدمات حيث سيتم التعرف على خصائص الخدمات وتصنيف الخدمات وأهمية الخدمات في القرن الحالي.
وتناولت الوحدة التاسعة أهمية التسعير في منشآت الأعمال. وتطرقت الوحدة إلى خطوات عملية التسعير والإستراتيجيات التسعيرية المتبعة من قبل منظمات الأعمال.
الوحدة العاشرة تناولت وظيفة التوزيع وأهميتها للسوق وللمنظمات، وتطرقت إلى تجارة التجزئة، وتجار الجملة والقنوات التوزيعية الأخرى المستخدمة حديثاً وتناولت أيضاً خطوات تصميم واختيار القناة التوزيعية.
الوحدة الحادية عشر تناولت مفهوم الترويج وأهدافه كنشاط تسويقي والتعرف على عناصر المزيج الترويجي وأهمية الترويج ضمن الأنشطة التسويقية.
والوحدة الثانية عشر والأخيرة فقد تناولت موضوع لربما يكون أحدث موضوع في التسويق ألا وهو التسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية، فالمستهلك الآن يستطيع أن يشتري السلع والخدمات وهو جالس في منزله دون القيام بجولة تسويقية وذلك من خلال مواقع شبكات الإنترنت للشركات وهذا شكل تحدي للمنظمات لابد أن تواجهه بالشكل الفعال فتطرقت هذه الوحدة إلى مقومات نجاح العملية التسويقية عبر الإنترنت إضافة إلى مفهوم التجارة الإلكترونية.
إننا في الوقت الذي نضع فيه هذا الكتاب بين أيديكم وخاصة أنه موجه إلى طلبة الدراسات الأولية في الجامعات والمعاهد، فقد حرصنا على أن تكون مفرداته مبسطه ومتعمقة ندعمها بأمثلة وحالات دراسية، آملين أن يُثري هذا الكتاب المكتبة العربية بالمعلومات التسويقية الأساسية، ونرحب وبكل سرور بأي نقد بَنّاء أو أية مقترحات تساعدنا في الطبعة القادمة سعياً وراء تحقيق الفائدة لطلبتنا الأعزاء وللممارسين للعمل التسويقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق