بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

الفرق بين المتجر العادي والمتجر الالكتروني

كان (جيف) شابًا ناجحًا في مجال التحليل المالي ويتوقع له الجميع مستقبلاً باهرًا إن استمر في هذا المجال، وكان الشاب له مستقبل باهر بالفعل، ولكن في مجال آخر اختاره هو لنفسه.. إنه (جيف بيزوس) مؤسس موقع أمازون للتجارة الالكترونية.

لماذا جيف بيزوس؟ ولماذا موقع أمازون بالتحديد؟

لأن (جيف بيزوس) هو أول من راودته فكرة إنشاء موقع يتم بيع المنتجات (الكتب) عليه، ولأن موقع أمازون، يعتبر أفضل وأشهر وأكبر موقع لبيع المنتجات على الإنترنت وأكثرهم موثوقية منذ عام 1995 حتى الآن.
بدأ الأمر بحلم لدى (بيزوس) حوله إلى واقع عن طريق تقديم استقالته – على الرغم من نجاحه – من عمله والبحث عن ممول لحلمه الناشيء، يعطيه مليون دولار يبدأ بهم. بدأ (بيزوس) من قناعته بأن الإنترنت يحمل آفاق أوسع وأرحب للتجارة وأن المستقبل للإنترنت .. ولكم كان محقًا.
وكعادة مشاهير الإنترنت – مثل (مايكل دل) و(ستيف جوبز) وغيرهم – بدأ من جراج منزله ببيع مكتبته الخاصة على الإنترنت، ثم تطور الأمر بالاتفاق مع دور النشر، ثم توسع تدريجيًا حتى شمل معظم المنتجات المادية والالكترونية مثل الملابس ولعب الأطفال واسطوانات الـ MP3 والبرامج الإلكترونية والآثاث، وقطع غيار السيارات، ثم أجهزة المحمول والأجهزة اللوحية وكل ما له علاقة بعالم الأجهزة الالكترونية الحديثة، حتى أن أمازون أصدر قاريء إلكتروني خاص به Kindle.
يعتبر أمازون من أكثر الأمثلة مثالية للتعبير عن المتجر الالكتروني في العصر الحديث .. فهو يبدو متكامل الأركان، وخال من العيوب تقريبًا.

المتجر العادي والمتجر الإلكتروني

البيع هو أساس الحياة .. البيع هو النشاط اليومي الذي لا يستغنى عنه البشر منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة. فهو السبيل الأوحد لامتلاك ما تحتاجه ويكون لدى غيرك، بصورة شرعية.
وكل من له مجموعة من السلع أو الخدمات يسارع بإنشاء مركز تجاري أو متجر لها لكي يقوم بعرضها على الملأ ويستقطب لها زوار بشتى الطرق حتى تتم عملية البيع.
وحينما ظهرت الإنترنت بإمكانياتها الثورية، تحول مفهوم المتجرالعادي إلى المتجر الالكتروني ليفتح آفاقًا جديدة أمام من يمتلكون القدرة على تسويق السلع والخدمات.

فما الفرق بين المتجر العادي والمتجر الإلكتروني؟

من حيث الغرض لا يوجد فارق، فكلاهما تم إطلاقه لغرض بيع السلع/الخدمات للجمهور. وما عدا ذلك يختلف توصيف النوعين في الكثير من النواحي:
  • المكان: المتجر العادي تبحث له عن مقر ثابت بمواصفات خاصة، وهناك العديد من الشركات التي تقدم خدمات دراسة الجدوى للمشاريع، ومن ضمنها فعالية الموقع ومدى ملائمته للمشروع، مثل شركة كيف أبدأ في الوطن العربي. المتجر الالكتروني على الإنترنت لا يحتاج منك أكثر من اختيار الدومين المناسب والذي يتناسب بدوره مع اسم الشركة في الأساس.
  • العمالة: أي مشروع يحتاج عمالة ماهرة قائمة على تشغيله، وفي عالم التجارة الناجحة يحتاج المشروع الواحد إلى أطقم متناوبة من الورديات للمحافظة على بقاء واستقرار العمل، وهذه الورديات تحتاج إلى مدير لشئون العاملين أو متخصص HR ليراقب مدى التزامهم بالحضور والانصراف وانضباطهم في أداء أعمالهم، وتقرير المكافآت والغرامات والتعليمات وحل المشكلات، …الخ. بينما في العالم الالكتروني، العامل يعمل بمبدأ الإنتاجية وليس على أساس الحضور والانصراف، بل إنه يمكنك الاستغناء بصورة شبه جزئية عمن يعمل معك بدوام كامل مقابل أن تؤجر خدمات بعض المحترفين الذين يعملون كـ Freelancers.
  • تكلفة البدء: في المتجر العادي تحتاج إلى عمل دراسة جدوى تتضمن المكان وتأجيره/شراؤه والمعدات والعمالة وتكلفة الآثاث والمصاريف التي ستنفقها على المشروع لمدة وجيزة من الزمن حتى يبدأ في تحقيق أرباح، ولا تنس بالطبع بند الدعاية والإعلان ليعرف الناس بمنتجك ويرغبون في شراؤه. ثم تبدأ في توفير هذه الميزانية – بأي صورة كانت – ثم تبدأ مشروعك. المتجر الإلكتروني تستطيع البدء به بتكلفة قد تصل إلى 10% من هذه التكلفة الإجمالية لبدء هذا المشروع الكبير على أرض الواقع، بل لن أبالغ لو قلت أنك – في حالة كونك تبدأ وحدك بدون تمويل حقيقي – تستطيع البدء مجانًا أو بأقل التكاليف باستخدام التقنيات المتقدمة التي يوفرها سكربت الوردبريس وغيره من التطبيقات.
  • الدعاية: بند الدعاية في عالم التجارة، بند أساسي لا فكاك منه على الإطلاق .. وهو – عكس البنود السابقة – يتساوى في الأهمية والتكلفة بين المتجر العادي والمتجر الإلكتروني. يعتمد بند الدعاية على حسن إدارة الحملة الإعلانية بحرفية وتمكن لتحقيق الأهداف المنشودة.
  • إمكانيات التمويل: في جانب تمويل المشاريع، وفي وطننا العربي تحديدًا يفوز المتجر العادي بالنصيب الأكبر من التمويل عن المتجر الالكتروني. فالمستثمر يحب أن يرى ماله أمام عينيه يتم تشغيله في أي صورة كانت، ولكن بشكل مادي يستطيع قياسه والتصرف فيه في حالة الخسارة. بينما الموقع الالكتروني يحظى بتأييد ضعيف من الممولين لضعف الوعي والخبرة بأهمية المتجر الالكتروني، وفي نفس الوقت عجز المستثمر عن التعامل معه بالتصرف أو البيع في حالة الخسارة.
  • الأرباح: الأرباح هي ناتج عملية طرح المصروفات من الإيرادات، ليصبح لديك صافي ربح تستطيع أن تصفه بـ (أرباح المشروع). وكما وضحنا في النقاط السابقة، فإن المتجر العادي يحتاج إلى إنفاق أكبر لتجهيزه (مصروفات زيادة)  من المتجر الإلكتروني، وعليه تزيد نسبة صافي الربح حال المتجر الالكتروني.
  • المرونة: المقصود بالمرونة هنا سهولة التحويل والتغيير .. ففي حالة المتجر الالكتروني تستطيع تغيير شكل الموقع وإمكانياته وعروضه في وقت قياسي مقارنة بالمتجر العادي.
  • راحة العميل: المتجر العادي يتطلب من العميل زيارة ومعاينة للبضائع قبل الشراء، وهذا بالطبع يسبب نوع من الزحام وخاصة في المواسم والأعياد، وهذا يساوي الكثير من الوقت الضائع الخاص بالعميل، فضلًا عن حصوله على ما يرغب فيه حقا. المتجر الالكتروني وفر الكثير من هذه الضغوط .. أتذكر قبل العيد بيومين أنا وزوجتى حينما كنا أمام ثلاجة الجبن في أحد المتاجر الكبرى ننتظر دورنا، كان علينا أن ننتظر 17 عميل حتى يأتي دورنا ونأخذ ما نريد، على الرغم من أننا فعليًا انتهينا من عملية التسوق في المتجر بالكامل ولم يبق لنا إلا شراء بعض أنواع الجبن. في هذا الموقف تخيلت لو كان بإمكاني طلب مشترياتي بالهاتف أو الميل أو عبر الشراء الإلكتروني!! سيوفر هذا الكثير من الوقت. أعلم أن هذا الأمر ربما لا يكون عمليًا حال شراء بعض السلع التي تحتاج إلى مقارنة وقياس مثل الملابس، ولكن الأمر في تطور دائم والحلول الإبداعية لهذه العقبة دائمًا متوافرة، مثل أن يستغل مانيكان لأحد المشاهير لاستخدامه في القياس، فأنت تعرف الممثل أو الرياضي الفلاني وتعرف أبعاده مقارنة بجسمك. فحينما تراه يرتدي هذا التي شيرت أو البنطلون، تعرف وقتها إن كان المقاس مناسبًا لك أم لا .. الأفكار كثيرة ويتم تطبيقها كل يوم في العديد من المتاجر الالكترونية في أنحاء العالم.

ما هي مميزات المتجر الالكتروني؟

  • الحياة أصبحت أسهل: كل ما تريده في متناولك وأنت جالس في بيتك .. بل إن الأمر تطور عن لفظة (وأنت جالس في بيتك) مع استخدام الهواتف الذكية، فقد أصبح لديك القدرة على استجلاب كل مميزات الويب على هاتفك الخلوي، ولا سيما التسوق وشراء المنتجات.
  • العامل الجغرافي: كثير من المنتجات تتوافر في مكان ما ويحتاجها مكان آخر، ويتطلب الأمر الكثير من الخطوات الشاقة حتى تستجلب هذه المواد. الآن المتاجر الالكترونية تتيح لك معاينة مبدئية للمنتج الذي ترغب في شراؤه من أي مكان في العالم، وطلبه وشحنه حتى باب بيتك.
  • توفير الوقت: هو السبب الرئيسي في الاتجاه إلى التسوق الالكتروني بسبب الزحام في المتاجر وخاصة في مواسم الأعياد.
  • توفير رفاهية الاختيار المتمهل: حينما يكون الزحام شديدًا ولديك الكثير من المواعيد والارتباطات، تصبح عملية التسوق أشبه بصراع غير متكافيء مع ما ترغب في الحصول عليه بالفعل، والقرار الذي أخذته تحت ضغط الزحام.
  • الهروب الآمن من الزوجة: ففي هذه الحالة تستطيع التحجج بعدم الذهاب إلى التسوق بقوة، متعللًا بتوافر فرص التسوق الالكتروني .. وبالطبع أنت وحدك المسئول عن قرارك هذا.أنواع المتاجر الالكترونية
هناك 4 أنواع رئيسية من التجارة الإلكترونية:
1- من الشركات إلى الشركات B2B: هي اختصار للفظة Business-to-Business وهي تصف باختصار تعامل المصنع مع تاجر الجملة. من أشهر الأمثلة على هذا النوع موقع على بابا alibaba.com حيث يهتم في المقام الأول بتزويد التاجر باحتياجاته من البضائع من دول العالم المختلفة.
2- من الشركات إلى المستهلك B2C: وهي اختصار Business-to-Consumer وهي النوع الأكثر شيوعًا وشهرة على الإنترنت، مثل المثال الذي عرضناه لموقع أمازون. وهذا النوع هو هدف هذا المقال.
3- من الحكومة إلى الشركات G2B: Government-to-Business وهي تمثل تعاون القطاع الحكومي مع منشآت الأعمال الخاصة، وتمثل بنحو آخر تدخل أو تعاون الدولة في عالم الأعمال لتنمية الاقتصاد.
4- من الحكومة إلى الأفراد G2C: Government-to-Consumer وهو النوع الأكثر ندرة، ويتم ترجمته عادة بلفظة “الحكومة الالكترونية” التي من شأنها تسهيل حياة الفرد فيما يتعلق بارتباطه بالكيان الحكومي، مثل مدفوعات الخدمات الاجتماعية، والضرائب، ورسوم التعليم، وغيرها. وربما تتطور هذا النوع في المستقبل لإنشاء منافذ حكومية خاصة لبيع السلع المدعمة للمواطنين بسعر مخفض.

متى أعرف أنني في حاجة إلى إنشاء متجر الكتروني؟

تحدثنا سابقًا في أنواع التجارة الإلكترونية، وأن النوع الأكثر شيوعًا على الإنترنت هو B2C والذي يهتم في الأساس بتوجيه السلع والخدمات إلى المستهلك النهائي. وتختلف حالات الناس في توجههم إلى إنشاء متجر الكتروني ..
فمنهم من له مشروع قائم بالفعل، ولديه أكثر من فرع لتجارته، وربما يكون منتجه منتج دولي يراه العالم أجمع، ولكنه يريد تطوير أداءه ومواكبة العصر، فيلجأ إلى إنشاء متجر الكتروني يعرض فيه بضائعه ويسعى نحو خلق فرص بيعية أكبر من عميل يأتي إليه على قدميه. مثل الماركات العالمية المشهورة التي بدأت بتوسيع فرص بيعها عن طريق الإنترنت.
هناك حالة أخرى لإنشاء المتجر الالكتروني، وهي أن يكون هدفك الأساسي هو إنشاء متجر إلكتروني كما أسلفنا في شرح قصة إنشاء موقع أمازون. فالفكرة حينما أتت إلى (جيف بيزوس) كان الأساس فيها هو إنشاء متجر الكتروني على الإنترنت لاستغلال إمكانيات الشبكة الهائلة في إنشاء علامة تجارية عالمية، والحصول على لقب (أكبر متجر على سطح الأرض).
هذا النوع انتشر بكثرة هذه الأيام بعد أن أصبح الاعتماد على الويب شيء أساسي في الحياة اليومية، وحينما يريد رائد الأعمال الناشيء Entrepreneur  بدء نشاطه في الحياة، فأول ما يفكر فيه لترويج نشاطه هو إنشاء موقع على الإنترنت. وهذا الموقع ليس اختيار أو هو قرار ترفيهي كما يظن الكثير من رجال الأعمال في العالم العربي الآن، بل إنه يكون السبب الرئيسي في نجاح أي مشروع، ولاسيما المشاريع التي تعتمد على بيع منتجات.
هنا يتأخر المستثمر العربي عن البدء، فلا يظن أن البدء بمتجر الكتروني هو الفكرة الصحيحة، مع أن الشواهد تثبت العكس، وأن التوجه العالمي الآن يتجه ناحية التسوق والشراء عبر الإنترنت أكثر من ذي قبل، والمنطقة العربية الآن تتحول حثيثًا نحو تفعيل استجلاب كافة الخدمات والسلع عبر الإنترنت.
وهناك العديد من الشركات المتميزة التي تسعى نحو التخصص في إنشاء المتاجر الالكترونية بحرفية عالية في المنطقة العربية مثل فلفل كوميرس التي تستخدم تطبيق ماجنتو في إنشاء المتاجر الالكترونية، وغيرها.

الموبايل والتسوق الإلكتروني

نقلة أخرى في عالم التجارة الالكترونية، والتسوق الإلكتروني بالتحديد .. فحينما ظهرت التجارة الالكترونية كان الهدف الأساسي منها توفير منتجات ليست في متناولك في بلدك، وكذلك توفير وقتك الذي قد تهدره في الذهاب إلى المتجر لشراء منتجاتك. هذا يتطلب منك – على الأقل – أن تجلس على جهاز الكمبيوتر الخاص بك لطلب تلك المنتجات التي ترغب فيها عبر الإنترنت.
الهواتف الذكية وفرت نقلة نوعية أخرى في مجال التسوق الإلكتروني، إذ لم يعد هناك ارتباط بجهاز الكمبيوتر من الأساس لآداء مهامك، ولست مضطرًا إلى الجلوس عليه بالضرورة لشراء شيء عبر الإنترنت، إذ أنه يمكنك الآن النزول من بيتك لقضاء مهامك التي تحظى بالأولوية لديك، ومعك هاتفك الخلوي متصل بالإنترنت لتحصل على تميز لم يكن متوافرًا من قبل.
فلو كنت في انتظار دورك في عيادة الطبيب، تستطيع كذلك تصفح البريد الإلكتروني الخاص بك، أو التواصل مع أصدقائك على الشبكة الاجتماعية المفضلة، أو آداء أعمالك التي تتطلب إجراء سريع .. وكذلك إتمام عمليات التسوق الضرورية .. كل هذا وأنت جالس في عيادة الطبيب.
النقلة القادمة في عالم الويب تهتم في الأساس بالمواقع الـ Responsive والتي تركز على جعل واجهات استخدامها متوافقة مع التطبيقات والإصدارات المختلفة من الهواتف الذكية. وليس هذا فحسب ولكن كذلك تركز على تدعيم قواعد الحماية لكافة العمليات المالية التي تتم عبر الهاتف الخلوي، لتشجيع الناس على أخذ خطوة أوسع في استخدام الويب، والتعامل الآمن مع المتاجر الالكترونية.

ليست هناك تعليقات: