العلاقات،،.. بين التقليديه والالكترونيه
ويذكر صديقي العزيز، ان التسويق الإلكتروني لا يمكن ان ينجح إلا بنجاح بناء علاقات تقليدية مسبقة للتوجه الالكتروني، أي بمعنى انه لا نستطيع التوجه لشركة ما وعرض خدمات التسويق الالكترونية أو أي خدمات إلكترونية أخرى مالم يكن هناك علاقة تقليديه مبنية مسبقاً مع إدارة تلك الشركة (وهذا ضمن المثل الذي تم طرحة اثناء الحديث).
ودفعني هذا الطرح للنقاش مع نفسي ووضع تحليل بسيط للعلاقة بين الناس، وبنائها سواء بالطريقة التقليدية أو الالكترونية، وأثرها على المجتمعات.
نعم إن الافراط في العلاقات الالكترونية وبنائها على هذه المنصات الالكترونية بمختلف تقنياتها واستخدامها يؤثر بشكل سلبي على الناس والترابط المجتمعي فيما بينهم، خاصة المجتمعات العربية ذات البعد المجتمعي المترابط. ولا ننسى الأثر السلبي للاستخدام المفرط لبرامج محادثات التواصل المجتمعي (مثل الواتساب)، والابتعاد عن بعضاتنا البعض إلى درجة إستخدامالتواصل الالكتروني في تبادل المعايدات (على سبيل المثال) فيما بيننا في المناسبات المختلفة، وهذا بالتأكيد يوجد نوع من التفكك والتباعد والوحدة بل يصل إلى عدم الإحساس الحقيقي بالآخر.
إن التواصل الحقيقي بين الناس لا غنى عنه، فهو يزيد الالفة والمحبة التي بداء مؤشرها في الانخفاض في المجتمعات العربية، بعد ان وصل إلى مراحل خطرة في المجتمعات الاوربية والأمريكية، ودُق ناقوس الخطر لديهم لمجابهة هذه الظاهرة التي وصلت حد الإدمان بل وزاد الطين بله في تفكك المجتمعات الغربية وتباعدها (فوق ما هي اصلاً متفككة)، وانخفاض الإحساس الروحي والمعنوي وتقدير القيمة الحقيقية للتواصل الفعلي بين الناس.
نحمد الله سبحانه وتعالى انه لا تزال هناك عوامل تساعد مجتمعاتنا العربية والإسلامية على مواجهة هذا التطور السلبي، ولا تزال هناك قيم ومعتقدات تقيّم أصول التواصل وبناء العلاقات، بل وترفعها منزلاً عليّا.
ولكن هل ننتظر ان ندق ناقوس الخطر مثل تلك المجتمعات؟!
هنا أدعو إلى عدم دق ذلك الناقوس؛ ليس انتقاصاً من الخطر ولكن استباقاً لتفادي مسببات دق ذلك الناقوس (الجرس). فكما ذكرت سابقاً ان الافراط في استخدام تلك الوسائل هو ما يستدعي الحذر منه، فلا إفراط ولا تفريط، وقيل سابقاً “ان ما زاد عن حدة، انقلب ضده”، فالتعقل في كل شيء هو صلاح كل شيء.
وبالعودة إلى جزئية المثل المذكور آنفاً نجد ان هناك انسجام بين التسويق الإلكتروني والعلاقات، فهل يكون هذا الانسجام مشروط ببناء العلاقة بالطريقة التقليدية أولاً، أم يكون لاحقاً؟
وانا اعتقد انه لا يشترط بناء العلاقة التقليدية لتطوير خطط تسويق إلكترونية ناجحة، فالملاحظ ان إحدى مرتكزات التسويق الالكتروني هي العلاقات الالكترونية أصلاً، فجميع شبكات التواصل الاجتماعية (الالكترونية) المتواجدة حالياً على شبكة الانترنت والتي تُستخدم كأداة رئيسية في التسويق الإلكتروني قامت وتقوم على بناء العلاقات الالكترونية وليست التقليدية.
كذلك فإن جميع الشركات المتعاملة بالتسويق الالكترونية سواء مقدمة الخدمة أو مستخدمها تستغل العلاقات المبنية إلكترونياً، مستغلين بشكل ثانوي العلاقات التقليدية التي تأتي تباعاً لتواصل العمل الالكتروني.
إن العلاقات الالكترونية هي أساس التسويق الالكتروني وعمودها، بل اعتقد ان التسويق الالكتروني بُني اساساً على العلاقات الافتراضية وانتشارها، ونلاحظ ان قوة أي حملة تسويقية إلكترونية تعتمد على مدى انتشار واتساع نطاق الوصول للمستخدمين الالكترونيين أي انتشار العلاقات الإلكترونية.
قد أكون مخطئ أو مصيبً في هذا الطرح، ولكني لست متناقضاً بين الفكرتين في ان العلاقات الاجتماعية يجب ان تُبنى وتُصان بالشكل التقليدي، مع إمكانية الاعتماد على العلاقات الالكترونية فيما يخص العلاقات التجارية وخصوصية التسويق الإلكتروني فيها؛ مع الاعتبار والتقدير لبناء علاقات تقليدية مساعدة، بل وداعمه لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق