التجارة الإلكترونية وكيف تعمل Electronic Commerce $ ؟
تحرير: م / نور محمد
إن التطور المذهل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أواخر القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين أدى آلي تغيير أنماط السلوك الاجتماعي وصور النشاط الاقتصادي وأصبحت وسائل الاتصالات قادرة على نقل المعلومات والخدمات والأموال والسلع ليل نهار.
وظهر ما يسمى بالتجارة الإلكترونية E.comerce أحدث وأهم إفرازات عصر المعلومات والتي تعتبر الدرجة الأخيرة من درجات سلم التطور التاريخي لموضوعات تقنية المعلومات ومع سيادة النظام الاقتصادي العالمي الجديد القائم على العولمة وتحرير تجارة السلع والخدمات وانعكاساً لما سبق مع سعي الدول المتقدمة اقتصادياً وتزايد ضغطها على الدول النامية لإزالة الحدود والقيود الجمركية برزت وتنامت التجارة الإلكترونية بصورة ملحوظة وتزايد عدد مستخدمي الإنترنت كأداة تسويقية تحقق الكثير من المزايا لكل من طرفي العلاقة التجارية (المستهلك والمنتج) كما تزايد بصورة متسارعة عدد العارضين للسلع والخدمات عبر هذه الشبكة ولقد رافق الشروع بممارسة التجارة الإلكترونية الكثير من التحديات المالية والتسويقية والضريبية و القانونية التي تحتاج لإعادة نظر لاسيّما ما يتعلق بأمن المعلومات و التوقيع الإلكتروني و وسائل السداد الإلكتروني والتعاقد الإلكتروني و الملكية الفكرية والحجية والمعايير والتوثيق المستندى وغيرها.
وقد شهدت الفترة الأخيرة تحولا سريعا من الشكل التقليدي للتجارة إلي الشكل الإلكتروني، حيث تلعب الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت" دورا رئيسيا كوسيط لاستكمال تنفيذ أعمال التجارة بشكلها المعاصر واتجهت العديد من المنشات والمصارف لإنشاء مواقع لها علي شبكة الإنترنت لعدة أهداف أهمها مباشرة التجارة الإلكترونية العادية أو المصرفية (سلعية أو خدمية) والتحاسب عنها الكترونيا ومما لا شك فيه إن مباشرة هذا النشاط المستحدث يلقي آثاراً متعددة علي
نظام المعلومات المحاسبية للمنشأة ويمكن أن تشمل تطويرا لعمليات التشغيل المتكررة بالنظام واغلب مدخلاته ومخرجاته ويمكن أن تمتد تلك الآثار لتشمل مجالات الإنتاجية والربحية والعامل البشري والإجراءات الرقابية ضد مخاطر الأعمال التي تنفذ عبر الشبكات الإلكترونية وغير ذلك مما هو غير معلوما في الفكر المحاسبي حاليا .
المحتويات
1- التعريف بالتجارة الإلكترونية
2- الفرق بين التجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية
3- الفرق بين التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية
4- تطور التجارة الإلكترونية
5- صفات التجارة الإلكترونية
1- التعريف بالتجارة الإلكترونية Electronic Commerce
إن التطور السريع الذي طرأ على مفهوم التجارة الإلكترونية أدى إلى ظهور العديد من التعاريف، وكل من هذه التعاريف يحاول النظر إلى التجارة الإلكترونية من منظور معين. وحيث لا يوجد تعريف يمكن القول عنة على أنه تعريف متعارف علية دوليا، وذات صبغة يمكن أن تكون معتمدة من خلال الجهات ذات العلاقة ولقد أخذ المعنيين في هذا الشأن الاجتهاد في إدراج العديد من التعاريف حول أدبيات موضوع التجارة الإلكترونية محاولين الوصول إلى تعريف شامل وعام يقوم على خدمة المتعاملين في التجارة الإلكترونية وطالما لم يتوفر تعريف موحد ومتعارف علية دوليا لا بد من التعرف على بعض التعاريف التي تم الاجتهاد من خلالها للوصول بالتجارة الإلكترونية إلى المستوى المطلوب أو المحاولة للاقتراب مما يمكن أن يخدم استخدامات وتطبيقات التجارة الإلكترونية ولا بد من التعرف على شبكة الإنترنت أولا قبل التعرف على التجارة الإلكترونية وخصوصا لخلط البعض بين مفهوم شبكة الإنترنت العالمية والشبكة العنكبوتية العالمية.
o شبكة الإنترنت العالمية Internet :
هي عبارة عن شبكة اتصالات عالمية تربط بين ملايين شبكات الاتصال وملايين أجهزة الكمبيوتر بشتى أشكالها وأنواعها.
o الشبكة العنكبوتية العالمية WWW :
وهي إحدى الخدمات المشهورة التي توفرها شبكة الإنترنت العالمية والتي تساعد على الدخول إلى مليارات المواقع الموجودة على الشبكة.
ومن أجل الاقتراب من مفهوم التجارة الإلكترونية لا بد من الاطلاع على بعض وأهم التعاريف التي وردت حول التجارة الإلكترونية، ومن هذه التعاريف :
1/1 حسب ما جاء في تعريف منظمة التجارة العالمية :
هي " توزيع السلع والخدمات وتسويقها بالوسائل الإلكترونية.
1/2 التجارة الإلكترونية مفهوم جديد :
يشرح عملية بيع أو شراء المنتجات والخدمات والمعلومات من خلال شبكات كمبيوترية ومن ضمنها الإنترنت وهناك عدة وجهات نظر من أجل تعريف هذا المصطلح : فعالم الاتصالات يعرف التجارة الإلكترونية بأنها وسيلة من أجل إيصال المعلومات أو الخدمات أو المنتجات عبر خطوط الهاتف أو عبر الشبكات الكمبيوترية أو عبر أية وسيلة تقنية. ومن وجهة نظر الأعمال التجارية فهي عملية تطبيق التقنية من أجل جعل المعاملات التجارية تجري بصورة تلقائية وسريعة. ومن وجهة نظر الخدمة وتكلفتها تعرف التجارة الإلكترونية بأنها أداة من أجل تلبية رغبات الشركات والمستهلكين والمدراء في خفض كلفة الخدمة والرفع من كفاءتها والعمل على تسريع إيصال الخدمة. وأخيراً فإن عالم الإنترنت يعرفها بالتجارة التي تفتح المجال من أجل بيع وشراء المنتجات والخدمات والمعلومات عبر الإنترنت.
1/3 تعرف التجارة الإلكترونية :
على أنها عبارة عن " منهج حديث في الأعمال موجة إلى السلع والخدمات وسرعة الأداء، ويتضمن استخدام شبكة الاتصالات في البحث واسترجاع للمعلومات من أجل دعم اتخاذ قرار الأفراد والمنظمات.
1/4 التجارة الإلكترونية :
هي نظام يُتيح عبر الإنترنت حركات بيع وشراء السِلع والخدمات والمعلومات، كما يُتيح أيضا الحركات الإلكترونية التي تدعم توليد العوائد مثل عمليات تعزيز الطلب على تلك السِلع والخدمات والمعلومات، حيث إن التجارة الإلكترونية تُتيح عبر الإنترنت عمليات دعم المبيعات وخدمة العملاء. ويمكن تشبيه التجارة الإلكترونية بسوق إلكتروني يتواصل فيه البائعون (موردون، أو شركات، أو محلات) والوسطاء (السماسرة) والمشترون، وتُقدَّم فيه المنتجات والخدمات في صيغة افتراضية أو رقمية، كما يُدفَع ثمنها بالنقود الإلكترونية.
1/5 التجارة الإلكترونية :
عبارة عن "مزيج من التكنولوجيا والخدمات من اجل الإسراع بأداء التبادل التجاري وإيجاد آلية من أجل تبادل المعلومات داخل مؤسسة الأعمال وبين مؤسسات الأعمال فيما بينها ومؤسسات الأعمال والعملاء، أية عمليات البيع والشراء.
1/6 إن التجارة الإلكترونية :
عبارة عن "إنتاج، وترويج، وبيع، وتوزيع المنتجات بواسطة شبكة اتصالات.
1/7 التجارة الإلكترونية :
عبارة عن "عمليات تبادل باستخدام التبادل الإلكتروني للمستندات، Electronic Data Interchange (EDI)، البريد الإلكتروني، E-mail النشرات الإلكترونية، الفاكس، تحويل الأموال بواسطة
الوسائط الإلكترونية Electronic Funds Transfer (EFT)، وكذلك كافة الوسائط الإلكترونية المشابهة.
1/8 التجارة الإلكترونية :
هي مجمل الخدمات التجارية التي تتعامل معهــا المجموعـــات (المؤسسات والشركات والأفراد) المعتمدة على المعالجة الإلكترونية للبيانات (النصوص والصوت والصورة ), وتأثيرات التبادل الإلكتروني للمعلومات التجارية على المؤسسات, والعمليات التي تحكم الفعاليات التجارية, ويشمل كذلك أمورا أخرى كإدارة المنظمة, والتفاوض التجاري، والعقود والإطار التنظيمي والتشريعي, وكذلك التسويات المالية والضرائب .
وفي الواقع التطبيقي فإن التجارة الإلكترونية تتخذ أنماطا عديدة، كعرض البضائع والخدمات عبر الإنترنت وإجراء البيوع بالوصف عبر مواقع الشبكة العالمية مع إجراء عمليات الدفع النقدي بالبطاقات المالية أو بغيرها من وسائل الدفع، وإنشاء متاجر افتراضية أو محال بيع على الإنترنت، والقيام بأنشطة التزويد والتوزيع والوكالة التجارية عبر الإنترنت وممارسة الخدمات المالية وخدمات الطيران والنقل والشحن وغيرها عبر الإنترنت.
نخلص إلى تعريف يجمع بين التعاريف سالفة الذكر وعلى النحو الآتي :
1/9 التجارة الإلكترونية :
هي "تنفيذ كل ما يتصل بعمليات بيع وشراء السلع والخدمات والمعلومات من خلال استخدام شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى الشبكات التجارية العالمية الأخرى، ويشتمل ذلك على :
• عمليات توزيع وتسليم السلع، ومتابعة الإجراءات.
• سداد الالتزامات المالية ودفعها.
• إبرام العقود وعقد الصفقات.
• التفاوض والتفاعل بين المشتري والبائع.
• علاقات العملاء التي تدعم عمليات البيع، والشراء وخدمات ما بعد البيع.
• المعلومات عن السلع، والبضائع والخدمات.
• الإعلان عن السلع والبضائع والخدمات.
• الدعم الفني للسلع التي يشتريها الزبائن.
• تبادل البيانات إلكترونيا (Electronic Data Interchange) بما في ذلك التعاملات المصرفية، والفواتير الإلكترونية، والاستعلام عن السلع، ... إلخ.
2- الفرق بين التجارة الإلكترونية E-Commerce والأعمال الإلكترونية E-Business
يشيع لدى الكثيرين استخدام اصطلاح التجارة الإلكترونية E-Commerce رديفا لاصطلاح الأعمال الإلكترونية E-Business غير أن هذا خطأ شائع لا يراعي الفرق بينهما، فالأعمال الإلكترونية أوسع نطاقا وأشمل من التجارة الإلكترونية، وتقوم الأعمال الإلكترونية على فكرة آلية الأداء في العلاقة بين إطارين من العمل، وتمتد لسائر الأنشطة الإدارية والإنتاجية والمالية والخدماتية، ولا تتعلق فقط بعلاقة البائع أو المورد بالزبون، إذ تمتد لعلاقة المنشأة بوكلائها وموظفيها وعملائها، كما تمتد الى أنماط أداء العمل وتقييمه والرقابة عليه، وضمن مفهوم الأعمال الإلكترونية، يوجد المصنع الالكتروني الآلي، والبنك الإلكتروني، وشركة التأمين الإلكترونية، والخدمات الحكومية الآلية والتي تتطور مفاهيمها في الوقت الحاضر نحو مفهوم أكثر شمولا هو الحكومة الإلكترونية وأية منشأة قد تقيم شبكة ( انترانت مثلا ) لإدارة أعمالها وأداء موظفيها والربط بينهم. في حين أن التجارة الإلكترونية نشاط تجاري وبشكل خاص تعاقدات البيع والشراء وطلب الخدمة وتلقيها بآليات تقنية وضمن بيئة تقنية.
ولقد ظهر خلاف وجدل حول تعريف التجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية، وأيهما يندرج تحت الآخر، فالرأي الأول يعتقد بأن التجارة الإلكترونية تشمل جميع العمليات الإلكترونية التي تقوم بها الشركات متضمنة كذلك البنية التحتية لنظم معلومات المنشأة وتضم بالتالي الأعمال الإلكترونية، وحسب هذا الرأي فإن الأعمال الإلكترونية عبارة عن العمليات الرقمية الإلكترونية ضمن بيئة المنشأة فقط، ويقتصر دورها ضمن إجراءات الرقابة الداخلية وكمثال عليها، عملية السيطرة والاطلاع على حيثيات مخزون الشركة الموجود في موقع بعيد من خلال وسائط تكنولوجيا رقمية. أما الرأي الثاني فيعتقد بأن الأعمال الإلكترونية هي الأشمل ويندرج تحتها جميع أدوات التعامل الإلكترونية الأخرى.
ويرى الباحث بأنه من الأنسب اعتماد الرأي الأول لأغراض إكمال الدراسة من منطلق أن الرأي الأول أقرب للصحة، فمن جهة، تطلق جميع الشركات العالمية المتعاملة عبر شبكة الإنترنت على جميع تعاملاتها الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت مسمى التجارة الإلكترونية، ومن جهة أخرى يتفق الرأي الأول وبدرجة كبيرة مع العقلية الإدارية والمحاسبية فمصطلح الأعمال Business يندرج على المنشأة كوحدة مستقلة، والهدف من إنشائها هو إدارة عمل محدد لتحقيق ربح، والتجارة Commerce تدلل على التعاملات مع الغير لإنجاح العمل الذي تم إنشاؤه.
3- الفرق بين التجارة التقليدية والتجارة الإلكترونية
من الضروري أن نتكلم عن التجارة التقليدية مع الأخذ بالاعتبار التجارة الإلكترونية. فالتجارة عموماً هي كافة الفعاليات المتعلقة بشراء أو بيع البضائع أو الخدمات. وتتوزع هذه الفعاليات ضمن الفئات الآتية :
• التسويق : وهو الفعاليات المتعلقة بالوصول إلى الزبائن الفعلين والمحتملين، لتزويدهم بالمعلومات عن الشركة والعلامة التجارية والمنتجات أو الخدمات.
• المبيعات : وهي الفعاليات المتعلقة بمعاملة المبيعات الفعلية. بما في ذلك المعاملة نفسها.
• الدفع : وهو الفعاليات المتعلقة بتنفيذ المشتري لالتزاماته في عملية البيع.
• تلبية الطلبات : وهي الفعاليات المتعلقة بتنفيذ البائع لالتزاماته في عملية البيع.
• خدمة الزبون : وهي فعاليات المتابعة بعد تلبية الطلبات، من أجل حل المشاكل والتساؤلات، وتتعلق أيضاً بعملية دعم ما قبل البيع، والتساؤلات العامة وغير ذلك.
ونلاحظ مما سبق أن التجارة التقليدية تختلف عن التجارة الإلكترونية في تنفيذ تلك الفعاليات، إذ إن للتجارة الإلكترونية أسلوباً غير تقليدي في الوصول إلى المستهلكين في كافة أنحاء العالم، أي أنها تحقق عائدات ضخمة يقابلها انخفاض كبير في التكاليف مقارنة بالتجارة التقليدية، كما يمكن للشركات من خلال التجارة الإلكترونية القيام بإدارة أفضل لعمليات الشراء والتوريد والبيع والنقل .
كذلك هناك خلاف في الإجراءات الرقابية، فالإجراءات الرقابية المتبعة في كل من البيئتين مختلفة تماما، والاختلاف الرئيسي يمكن حصره بالقول إن التجارة التقليدية ذات طابع توثيقي، بينما التجارة الإلكترونية ذات طابع غير توثيقي (وهمي) رغم حقيقة تمام العملية.
ويمكن معرفة الفرق بشكل أعمق، بعمل مقارنة بسيطة بين دورة البيع في كل من التجارة الإلكترونية والتجارة التقليدية، وبالشكل الآتي :
مرحلة دورة المبيعات التجارة التقليدية التجارة الإلكترونية
البحث عن معلومات منتج مجلات وممثل تجاري صفحة Web
طلب المنتج رسالة أو وثيقة بريد إلكتروني
التأكيد على الطلبية رسالة أو وثيقة بريد إلكتروني
مراقبة السعر كتالوج مطبوع كتالوج على Web
التأكد من توفر السلعة هاتف أو فاكس موقع Web
تسليم الطلبية وثيقة مطبوعة بريد إلكتروني
بعث الطلبية فاكس أو بريد بريد إلكتروني
التأكد من توفر السلعة بالمخازن وثيقة مطبوعة قاعدة بيانات
تخطيط التسليم وثيقة مطبوعة قاعدة بيانات
تعميم الفاتورة وثيقة مطبوعة قاعدة بيانات
تسلم السلعة المورد شحن – مكتب تمثيل
تأكيد التسليم وثيقة مطبوعة بريد إلكتروني
بعث الفاتورة بريد عادي بريد إلكتروني
مدة الدفع وثيقة مطبوعة قاعدة بيانات
بعث التسوية المالية بريد عادي قاعدة بيانات
يلاحظ من جدول المقارنة السابق أن التجارة الإلكترونية تفقد عامل التوثيق في أغلب المراحل، وغياب التوثيق له دور سلبي جدا على آلية الاعتراف بالإيراد وخصوصا أن أغلب العمليات ذات طابع غير ملموس.
4- تطور التجارة الإلكترونية
4/1 التطور التاريخي للتجارة الإلكترونية
تعود بدايات تطبيقات التجارة الإلكترونية إلى أوائل السبعينات من القرن الماضي وأكثرها شهرة هو تطبيق التحويلات الإلكترونية للأموال (Electronic Fund Transfers)، ولكن مدى هذا التطبيق لم يتجاوز المؤسسات التجارية العملاقة. وبعدها أتى التبادل الإلكتروني للبيانات(EDI) والذي وسّع تطبيق التجارة الإلكترونية من مجرد معاملات مالية إلى معاملات أخرى وتسبب في ازدياد الشركات المساهمة في هذه التقنية من مؤسسات مالية إلى مصانع وبائعي التجزئة ثم ظهرت تطبيقات الاتصالات السلكية واللاسلكية مثل : بيع وشراء الأسهم.
ومع بداية انتشار الإنترنت في التسعينات من القرن الماضي بدأ استخدام مصطلح التجارة الإلكترونية ومن ثم تم تطوير تطبيقات التجارة الإلكترونية بصورة كبيرة.
ومن عام1995م شاهدنا الكثير من التطبيقات المبدعة والتي تتمثل في الإعلانات على الإنترنت والمزادات وحتى تجارب الواقع الافتراضي. لدرجة أن كل شركة كبيرة أو متوسطة الحجم أنشئت لها موقع على شبكة الإنترنت. مثلا : في عام 1999م أنشأت شركة جينيرال موتورز General Motors أكثر من18000 صفحة من المعلومات على موقعها، وتحتوي على98000 وصلة إلى منتجات الشركة وخدماتها ووكلائها.
وتعتبر شبكات الإنترنت والإنترانيت والاكسترانت أهم أدوات التجارة الإلكترونية، وقد تزايد عدد مستخدمي هذه الشبكات بسرعة ملحوظة، فبينما كان عدد مستخدمي الإنترنت 171 مليون نسمة حتى منتصف عام 1999، ازداد إلى (226) مليون نسمة في عام 2000 وفق دراسة نشرتها مجلة إنترنت العالم العربي في حين أظهرت دراسات أخرى أن هذا العدد وصل إلى (400) مليون نسمة وهو في تنام مستمر.
من ناحية أخرى فإن هذا الرقم الكبير من مستخدمي الإنترنت عالمياً لا يفصح عن التركز النوعي والإقليمي لهم حيث أظهرت الدراسات أن أكثر من 56 % منهم في الولايات المتحدة، حوالي 24 % منهم في كندا، وذلك وفق إحصائيات عام 1999 وأكثر من (15%) في الدول الاسكندينافية، الباقي موزع في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، كما بلغ نصيب الولايات المتحدة من التجارة الإلكترونية في عام 1997 (87 %) من حجمها العالمي مقابل (8%) لأوروبا و(4%) للشرق الأقصى و (1%) لباقي الدول.
لقد رافق زيادة عدد مستخدمي الإنترنت نمواً نوعياً في محتوى المواقع العاملة على شبكات الإنترنت حيث تمت إضافة خدمات إلكترونية جديدة مثل الاتصالات الإلكترونية، الأخبار العامة، معلومات ترويجية وتسويقية، تسوق على الخط وغيرها.
إن تقارير المؤسسات العلمية المهتمة بالبحث العلمي تؤكد الزيادة الكبيرة في حجم التجارة الإلكترونية، فقد ازداد حجم مبيعات شركة Dell، وهي شركة تعمل في عالم تقنية المعلومات إلى الضعف في عام 1998 مقارنة بالسنوات السابقة، وقد بلغ حجم الزيادة السنوي في المبيعات (19) مليون دولار يومياً في الربع الأول من 1999، ثم قفز إلى (30) مليون دولار يومياً في الربع الأخير من العام نفسه، كما حققت شركة Travelocity مبيعات على الخط بمبلغ (128) مليون دولار خلال الربع الأول من عام 1999، أي ما يعادل زيادة نسبية تعادل 156 % من مبيعاتها في الربع الأول من عام 1998.
4/2 تطور حجم التجارة الإلكترونية
تطور حجم التجارة الإلكترونية وخصوصاً عبر شبكة الإنترنت فاق كل توقعات الدراسات والبحوث والتنبؤات، حيث لوحظ أن هناك تفاوت كبير بين الأرقام الصادرة أو المنشورة من جهات ودراسات مختلفة عن حجم التجارة الإلكترونية خلال الفترة الزمنية الحالية، وقد أدى هذا التفاوت في الأرقام الصادرة إلي عدم وجود رقم محدد لحجم هذه التجارة سواء كان في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وتشير التقديرات إلي أن حجم هذه التجارة من المتوقع أن يصل إلى 350 بليون دولار في عام 2000 بينما أشارت بعض التقديرات الأخرى إلي أنها بلغت نحو 1.2 تريليون دولار. بينما أشارت التقديرات الصادرة من الاتحاد الأوربي أن حجم التجارة بين مؤسسات الأعمال التي تمت خلال شبكة الإنترنت قدرت بحوالي 7 بليون ايكو ECU، (العملة الأوربية الموحدة قبل استبدالها باليورو(Euro وأشارت التقديرات انه في العام 2002 سوف تبلغ قيمة تجارة السلع والخدمات الكترونيا بين الشركات نحو 300 بليون ايكو ECU وأنه من المتوقع أن تصل العوائد المخلقة من شبكات الاتصال بحلول عام 2001 مقدار ترليون دولار وما حدث فاق هذه الأرقام بكثير.
وقد أشارت دراسة للاتحاد الأوربي أن التجارة الإلكترونية وخصوصاً الإنترنت تنمو نمو سريعاً، فحوالي 100دولة هذه الأيام تستخدم الإنترنت وهناك حوالي 20 مليون شركة مضيفة للإنترنت وحوالي 100مليون مستخدم حول العالم، وانه من المتوقع أن يزيد معدل النمو في الاقتصاد الرقمي في الدول المتقدمة والنامية من خلال ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت إلي حوالي 250 مليون شخص للعام 2002 وما حدث فاق هذا الرقم بكثير.
بينما أشارت تقديرات أخرى علي شبكة الإنترنت أن عدد مستخدمي الإنترنت علي مستوي العالم قدر بنحو 242مليون في يناير 2000، وبلغ هذا العدد نحو 349، 490 مليون مستخدم للعام 2000، ونهاية عام 2002 علي التوالي وزيادة عن 765 مليون مستخدم نهاية عام 2005.
4/3 تطور عائدات التجارة الإلكترونية Internet Generated Revenue
توضح الإحصاءات الصادرة عن شركةActive Media Research Goup الصادرة في عام 1999، والموضحة بالجدول التالي تبين التطور الكبير في حجم التجارة الإلكترونية المحقق فعلياً من عام 96، والذي بلغ أقل من 3 بليون دولار، وعام 1998 والذي بلغ حوالي 84 بليون دولار بزيادة 28 مثل وتصل في تقديراتها إلي أن حجم التجارة الإلكترونية سيصل في عام 2002 إلي 1234 بليون دولار لتكون الزيادة في 6 سنوات أكثر من 400 مثل وما حدث فاق ذلك بالفعل.
عائدات التجارة الإلكترونية في العالم خلال الفترة 1996 – 2002.
القيمة : بليون دولار
البيان 1996 1998 2000 2002
عائدات التجارة الإلكترونية 2.9 74 377 1234
ومن الواضح أن التطور في التجارة الإلكترونية على مستوى العالم كبير جدا ومن هنا كان لزاما على الدول العربية أن تحاول أن تتقدم في هذا المجال ولكن مازالت الإحصاءات العربية ضئيلة جدا بالنسبة لباقي دول العالم نظرا لاتساع الفجوة الرقمية بين الدول العربية فيما بينها وبين دول العالم، ولكن تشير بعض المؤشرات إلى تزايد في قدرات العالم العربي فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، حيث وصل حجم التجارة الإلكترونية من 11.5 مليون دولار عام 1997 إلى 50مليون دولار عام 1999 مع زيادة مستمرة خلال الأعوام من 2001وحتى تاريخه.
ومما يدفع إلى أهمية التواجد العربي في مجال التجارة الإلكترونية والعمل بأسرع ما يمكن نحو تقليل الفجوة الرقمية في العالم العربي هو أن هناك نحو 92% من القادرين على التعامل التجاري الإلكتروني يستخدمون مواقع غير عربية مما سيعرض السلع العربية إلى مخاطر جمة إن لم تتجه الدول العربية (حكومات وأشخاص) بقوة نحو استخدام التجارة الإلكترونية للتعريف بالسلع العربية وتعميق حضورهم وفعالياتهم ومنافساتهم في الأسواق التجارية العالمية المفتوحة عبر شبكات الاتصال المختلفة، كما أنه توجد حاجة ملحة أيضا إلى إدراك إن التجارة الإلكترونية لم تعد خيارا نقبل به أو نرفضه وإنما أصبح ضرورة حتمية تفرض وجودها على جميع الاقتصاديين وأصحاب الإعمال في العالم، وإضافة إلى ذلك يجب على العالم العربي ككل أن يولي اهتمامها كبيرا إلى المحتوى العربي من الناحية اللغوية والناحية الثقافية للمحافظة على لغتهم وثقافاتهم التي تتعرض لمخاطر جمة من عدم قدرتهم على مجابة التقدم والثورات السريعة والمتلاحقة في عالم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
5- صفات التجارة الإلكترونية
توصف التجارة الإلكترونية والمطبقة على شبكة الإنترنت بعدة صفات أهمـها :
5/1 لا يوجد استخدام للوثائق الورقية المتبادلة :
والمستخدمة في إجراء وتنفيذ المعاملات التجارية كما أن عمليات التفاعل والتبادل بين المتعاملين تتم إلكترونيا ولا يتم استخدام أي نوع من الأوراق. ولذلك تعتمد الرسالة الإلكترونية كسند قانوني معترف به من قبل الطرفين عند حدوث أي خلاف بين المتعاملين.
5/2 يمكن التعامل من خلال تطبيق التجارة الإلكترونية مع أكثر من طرف :
في نفس الوقت، وبذلك يستطيع كل طرف من إرسال الرسائل الإلكترونية لعدد كبير جدا من المستقبلين وفي نفس الوقت، ولا حاجة لإرسالها ثانية، ويعتبر هذا النوع من التفاعل فريد وجديد من نوعه، ولم يسبق أن استخدم من قبل.
5/3 يتم التفاعل بين الطرفين المتعاملين بالتجارة الإلكترونية :
بواسطة شبكة الاتصالات، وما يميز هذا الأسلوب هو وجود درجة عالية من التفاعلية من غير أن يكون الطرفان في نفس الوقت متواجدين على الشبكة.
5/4 عدم توفر تنسيق مشترك بين كافة الدول :
من أجل التنسيق وصدور قانون محدد لكل دولة مع الأخذ بعين الاعتبار قوانين الدول الأخرى، وهذا بدورة يعيق التطبيق الشامل للتجارة الإلكترونية.
5/5 يمكن أن يتم بيع وشراء السلع غير المادية مباشرة :
ومن خلال شبكة الاتصالات، وبهذا تكون التجارة الإلكترونية قد انفردت عن مثيلاتها من الوسائل التقليدية والمستخدمة في عملية البيع والشراء، ومثال ذلك التقارير والأبحاث والدراسات والصور وما شابة ذلك.
5/6 إن استخدام أنظمة الحاسبات المتوفرة في مؤسسات الأعمال :
لانسياب البيانات والمعلومات بين الطرفين دون أن يكون هنالك أي تدخل مباشر للقوى البشرية مما يساعد على إتمام العملية التجارية بأقل التكاليف وبكفاءة عالية.
أما صفات التجارة الإلكترونية بين مؤسسات الأعمال، فتبين الإحصاءات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية أن حجم المبيعات السنوية في عام 2001 قد بلغت حوالي 995 مليار دولار، أو 93.3% من مجموع التجارة الإلكترونية للولايات المتحدة الأمريكية. وحسب تقديرات القطاع الخاص، تراوحت قيمة التجارة بين مؤسسات الأعمال في الاتحاد الأوروبي بين 185 مليار دولار و200 مليار دولار في عام 2002، كما أن التجارة الإلكترونية فيما بين مؤسسات الأعمال قد وصل في أوروبا الوسطى والشرقية إلى حوالي 4 مليارات دولار في عام 2003.
هذا قد نمت هذه التجارة بشكل متسارع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من حوالي 120 مليار دولار في عام 2002 إلى حوالي 300 مليار دولار بنهاية عام 2003، وفي أمريكا اللاتينية فقد بلغت قيمة الصفقات التجارية بين مؤسسات الأعمال على الشبكة مباشرة 6.5 مليارات في عام 2002 وارتفعت لتصل إلى 12.5 مليار دولار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق