التجارة الالكترونية كأحد أشكال التجارة الخارجية وإمكانية تطبيقها

التجارة الالكترونية كأحد أشكال التجارة الخارجية وإمكانية تطبيقها

إن التطور التكنولوجي الهائل الذي وصلت إليه البشرية الآن كان من أهم نتائج الثورة العلمية التكنولوجية المعاصرة التي أدت إلى تغييرجذري في بنية المجتمع إذ قامت بتجديد متسارع للقوى المنتجة على أساس استخدام المبادئ العلمية الجديدة في الإنتاج وتحويل العلم إلى قوة منتجة مباشرة للمجتمع مما أدى

إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة نوعياً في تطور الإنتاج الآلي الكبير . هذا ما أكده الدكتور باسم غدير غدير في بحثه الذي أعده لنيل درجة الدكتوراه بعنوان « التجارة الألكترونية كأحد أشكال التجارة الخارجية وإمكانية تطبيقها في سورية في ظل المتغيرات الدولية المعاصرة » بإشراف الدكتورين : محمد علي صقروأحمد صقر أحمد وتابع الباحث قائلاً : وإذا كانت تلك الثورة العلمية انعكاس الحصيلة العلمية المتراكمة زمنياً في جميع أساليب الإنتاج وفي شتى مجالات الحياة ، فإن أبرز ما ظهر منها واضحاً وجلياً هو ماحققته تلك الثورة في مجالات عدة كانت أهمها مجال الإتصالات إذ جعل من العالم قرية كونية صغيرة تتلاشى فيها الحدود الجغرافية وتبرز من خلالها إشكاليات جديدة في بنية المجتمعات مترامية الأطراف حيث تصل بها وسائل الإتصالات الحديثة إلى درجة عالية من التشابك والتوحد . وينعكس كل ما ذكرناه سابقاً على الجوانب الأقتصادية والإجتماعية والسياسية وحتى الثقافية لشعوب العالم أجمع ، وما يهمنا في هذا الإطار هو دراسة بعض آثار التطوير التكنولوجي على الجانب الاقتصادي لاسيما ما يتعلق بالتجارة الخارجية التي بدأت تتنقل انتقالاً نوعياً من إطار تقليدي تحكمه أساليب التجارة الخارجية التقليدية وأدواتها في إطار الكتروني بأدوات وأساليب حديثة جداً تتطور باستمرار . انطلاقاً مما سبق فإننا عمدنا إلى دراسة تحليلية شاملة للتجارة الالكترونية وإمكانية تطبيقها في سورية من خلال دراسة جميع الجوانب المتعلقة بها في سورية ، والوقوف ميدانياً على واقعها بالاستناد الى دراسة ميدانية واسعة للبنى الخاصة بها ومقارنتها بواقع التجارة الالكترونية في بلدان عربية كالأردن وبلدان أجنبية كانكلترا واستراليا من خلال دراسة ميدانية أيضاً تبين نقاط الاختلاف والتشابه بمقتضى المسح الإحصائي المطبق في البلدان الأربعة « سورية ، الأردن ، انكلترا ، استراليا ». أهداف البحث : تنقسم أهداف البحث الى أهداف نظرية وأخرى عملية ، تشمل النظرية : دراسة بعض التغيرات الدولية المعاصرة التي أدت الى ولادة الاقتصاد المعرفي الذي تشكل التجارة الالكترونية أحد أهم تطبيقاته المباشرة ، دراسة مفهوم التجارة الالكترونية وعناصرها وأشكالها وأبعادها وأسس تطبيقها وآفاقها المستقبلية وآثارها الإيجابية والسلبية على مختلف جوانب الحياة ، دراسة تأثير التجارة الالكترونية في تطوير قطاع التجارة الخارجية للبلدان مما ينعكس على النمو الاقتصادي ، دراسة إمكانية تطبيق التجارة الالكترونية في سورية من خلال واقع البنى التحتية اللازمة لتطبيقها في سورية . أما الأهداف العملية فتشمل : دراسة ميدانية لبعض البلدان من خلال توزيع استمارات إحصائية على مجموعة من شرائح تلك البلدان بالنظر الى أن هناك اختلافاً بين تجارب تلك البلدان ، تفريغ وتحليل الاستمارات الموزعة باستخدام أحد البرامج الحاسوبية في هذا المجال ، اختبار فرضيات الدراسة وتحليل دالاتها الإحصائية والاقتصادية من خلال نتائج الاستمارات السابقة ، بناء موقع افتراضي للتجارة الالكترونية على الانترنت بحيث يدعم البحث ويوضح بعض النقاط الأساسية كحلول الدفع والأمان . أهمية البحث : بشكل عام تظهر أهمية البحث من خلال المؤشرات الآتية : تعد هذه الدراسة من الدراسات القليلة في سورية التي تدرس ماهية التجارة الالكترونية وإمكانية تطبيقها وآفاقها المستقبلية ، أصبحت شبكة الانترنت أمراً واقعاً وفي طور وأخذ دورها الحقيقي في حياتنا ما يدعو الى معرفة آثارها على واقعنا وكيفية تطويرها ، تساهم التجارة الالكترونية في حل الكثير من المشكلات المتعلقة في تصريف منتجات المؤسسات المحلية وتسويقها ودخولها نطاق المنافسة الدولية بطريقة أكثر سهولة وربما تكون الفرصة الذهبية لبلداننا النامية لعرض منتجاتها وتصريفها على النطاق الدولي ، يمكن أن يكون هذا البحث مصدراً مهماً للمؤسسات التجارية المحلية للاستفادة منه والمساهمة في تطوير البنى التحتية التي تخدم تطور التجارة الالكترونية . نتائج : من نتائج البحث نذكر : إن التجارة الالكترونية تسهم في تنمية الصادرات وتخلق فرصاً لتجاوز مشكلة تركز الصادرات العربية المعتمدة في معظمها على تصدير النفط الخام وتفتح آفاقاً لسلع جديدة يمكنها أن تقدم قيماً مضافة بدلاً من الصادرات الخام التي لا تضيف أية قيم مضافة ، تؤثر التجارة الالكترونية في التجارة الخارجية لمعظم دول العالم لأن جوهر التجارة الالكترونية والذي يتجاوز الجغرافية من خلال الانترنت يلعب دوراً بارزاً في زيادة صادرات تلك الدول ، إن تطور قطاعات الاقتصاد المختلفة يسهم بشكل كبير في تطوير التجارة الالكترونية ويزيد من عوائدها وذلك لارتباط التجارة الالكترونية بتطور مختلف قطاعات الاقتصاد ، تزيد التجارة الالكترونية من حدة المنافسة الدولية ما يؤدي الى رفع جودة المنتجات وتطوير قوى الإنتاج وأساليبه وبالتالي دعم عمليات الابتكار على المستوى الإقليمي والعالمي . توصيات : توصل الباحث الى جملة من التوصيات نذكر منها : يجب على العديد من البلدان ولا سيما سورية تطوير الواقع الاقتصادي بمزيد من الجهد والمشاريع التنموية وتشجيع الاستثمار واستغلال الفرص الجديدة التي تتيحها التجارة الالكترونية من خلال دراسة مسببات تأخر مؤشرات الابتكار والاستعداد التكنولوجي ، تبني فكرة التأهيل المعلوماتي في المناهج الدراسية ، توفير البنية التحتية التقنية الجديدة للاتصال بالانترنت ، تطوير طرق الدفع الالكترونية في سورية وإيجاد منظومة الكترونية متكاملة تبدأ من تطوير العمل المصرفي وتنتهي بإرساء دعائم الحكومة الالكترونية ، تطوير الأنظمة والقوانين وإعادة هيكلة قطاعات التجارة الخارجية بما يتناسب والتجارة الالكترونية ، دعم المؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم لتبني التجارة الالكترونية .‏