بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 نوفمبر 2013

القوى الدافعة نحو الحكومة الالكترونية

القوى الدافعة نحو الحكومة الالكترونية

القوى الدافعة نحو الحكومة الالكترونية
 إن ما يحصل اليوم للحكومة من تغيرات في شكلها المألوف هو رد فعل طبيعي لما حصل لبيئة الحكومة في غضون السنوات الاربع أو الخمس الماضية، فقد تعرضت هذه البيئة لنوع من التغير اللانـمطي (Discontinuous Change) والذي يأتي في مقابل التغير النمطي أو الطبيعي، ففي الحالات النمطية تتغير النماذج الحكومية بطريقة طبيعية كرد فعل على الأحداث العادية الواقعة حولها، وبناءً عليه، تقوم الإدارة بإدخال التعديلات على أجهزة الحكومة والتي غالباً ما تكون لتحسين الإجراءات الموجودة وليس إعادة صياغتها من جديد، وعلى سبيل المثال فقد تعمد الحكومة إلى إضافة رسوم على خدمة معينة إو إلحاق خدمة بجهاز آخر وحتى تغيير بعض القيادات الإدارية في هيكلياتها، وغالباً ما تتكون لدينا معرفة سابقة بإتجاهات العمل الحكومي ونتائج التعديلات النمطية.

في حالة التغير اللانمطي، فإن ثمة أحداث جوهرية خارجة عن السياق الطبيعي للأحداث تقع في فترة زمنية متقاربة وتؤدي إلى تغيير جذري في الكيانات التي تحيا في نطاق حدوثها. وبالعودة إلى موضوع الحكومة الكلاسيكية، فإن ثمة أحداث جوهرية وقعت خلال الفترة الزمنية الماضية والقصيرة نسبياً أدت إلى تغير لانمطي في بيئة الحكومة والذي بدوره أدى إلى ظهور مفهوم الحكومة الإلكترونية، ونستطيع أن نلخّص الأحداث التي أدت إلى تغير حكومي لانمطي بالمجموعات الحدثية الأربعة التالية:

أحداث سياسية
• ظهور مفهوم العولمة
• تزايد المنافسة على إعادة صياغة الحكومة الكترونياً كمؤشر على تقدم المجتمع من قبل الدول المتقدمة
• محاولة كسب الجمهور من قبل رجال السياسة وخاصة في المجتمعات الغربية عبر تقديم خدمات أسهل للمواطن
• طرح مشروع الحكومة الإلكترونية من قبل الحكومة الاميركية وثم تبنيه من قبل المجموعة الاوروبية وإدراجه على أجندات عمل منظمة التجارة العالمية
• دعم البنك الدولي لمشاريع الحكومة الإلكترونية في البلدان النامية عبر برامج الهبات الدولية لأهداف معلنة وهي التنمية وغير معلنة تصب في خانة العولمة

أحداث تكنولوجية
• ظهور شبكة الإنترنت والمساعي التي بذلت لنقلها من الهيئات العسكرية المغلقة لكي تصبح في متناول جمهور العامة
• تدني أسعار عتاد وأجهزة المعلوماتية بحيث يتمكن اليوم معظم الناس من شراء أجهزة كمبيوتر منزلية وبأسعار معقولة جداً
• تطور شبكات الإتصالات وظهور مفهوم طريق المعلومات السريع الذي يعتمد على الشبكات عالية السعة والقادرة على نقل البيانات الضخمة والوسائط المتعددة بسهولة
• تطوير مستويات عالية من تشفير البيانات بحيث أصبحت الثقة بالشبكة وأمنها امراً ممكناً
• إبتكار الامضاء الإلكتروني والرد على تحدي التوقيع المادي الورقي
• ظهور وسائل إتصال جديدة

أحداث إقتصادية
• ظهور التجارة الإلكترونية مع ما تتطلبه من تواصل مؤسسات الأعمال التجارية مع مؤسسات الدولة وخاصة في مجال العلاقة بين المؤسسة والإدارة الرسمية
• محاولة استغلال الحكومة للتكنولوجيا من أجل خفض الكلفة إلى مستوياتها الدنيا
• إنتشار مشاريع الخصخصة مع ما يتطلبه تطبيقها من تواصل بين القطاع العام والخاص والمؤسسات المدنية
• النجاح الباهر والسريع الذي حققته شركات الإنترنت ونماذج العمل المؤسساتي الإلكتروني


أحداث إجتماعية
• زيادة الوعي العام بالتكنولوجيا والإنترنت
• إرتفاع درجة معرفة المواطن بما هو ممكن تحقيقه تكنولوجياً
• البحث الدائم عن وسائل الراحة ومن ضمنها إمكانية إجراء المعاملات مع الدولة بدون عناء قيادة السيارة إلى المراكز الحكومية أو حتى ترك المنزل
• انتشار مفهوم "أخدم نفسك" للحد من الموارد البشرية المطلوبة لتنفيذ الاعمال الإجرائية
• كهولة قوة العمل الحكومية وخسارة خبرتها بمجرد إحالتها على التقاعد شجع الحكومات على نقل الخبرة والمعرفة من الأفراد وتوطينها في الأنظمة المعلوماتية.

في مواجهة التغير الجذري اللانـمطي الحاصل في بيئة الحكومة الكلاسيكية فإن الأساليب النمطية الطبيعية في الرد على تحدي التغيير تفقد مفعولها، ومحاولة تحسين بعض الإجراءات عبر إضافة بعض التعديلات عليها لن تحقق النتيجة المرجوة، إن الرد الطبيعي على الأحداث اللانمطية يكون بإتخاذ أفعال وإجراءات لانمطية، وترجمة هذا المبدأ على المستوى الحكومي هو أن يعاد "إنشاء أو صياغة" الحكومة.


المصدر http://www.ec4learn.com/2013/08/e-gov.html#ixzz2m7zCDMVz

ليست هناك تعليقات: