بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 ديسمبر 2013

هل نحن جاهزون للتجارة الإلكترونية؟

هل نحن جاهزون للتجارة الإلكترونية؟

مشاري الراجح
على الرغم من انتهاء مؤسسة البريد السعودي من العنونة الخاصة بالمنازل والأحياء السكنية في معظم مناطق المملكة ومع تأسيس متجرها الافتراضي (آي مول) كأحد المشاريع التابعة للبريد السعودي، ما زالت ممارسات التجارة الإلكترونية في السعودية متواضعة وخجولة إلى حد ما، مقارنة بالطفرة التقنية التي يشهدها عالمنا العربي ومتصفحو الإنترنت في الشبكة العنكبوتية. وهذا قد يرجع لأسباب عديدة لعل من أهمها قلة الشركات الافتراضية الوطنية التي تعمل في مجال التجارة الإلكترونية وصعوبة الاقتران بنظام سداد، والأهم من هذا كله يعود للمستهلك وسلوكه تجاه الشراء الإلكتروني.
وبالنظر إلى مؤسسة البريد السعودي كمؤسسة غير ربحية ليس هدفها التنافس مع القطاع الخاص كالشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في التجارة الإلكترونية. حيث تسعى من خلال متجرها الإلكتروني التكامل مع القطاع الخاص ودعم ريادة الأعمال التقنية وتشجيع الحكومة الإلكترونية. ومع التحديات والصعوبات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والأسر المنتجة في تسويق منتجاتهم وعرضها وتوصيلها فقد أتاح البريد السعودي لهم تسويق منتجاتهم من خلال نافذة خاصة بالموقع الإلكتروني التي تسمى (سوق القرية) الذي يخدم المرأة في المقام الأول من خلال تسويق المنتجات الوطنية بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية والأسر المنتجة.
ولا يزال المستهلك متوجسا من الشراء الإلكتروني ويعود ذلك إلى عدم موثوقية المستهلك في التعامل مع المتاجر الافتراضية وتسليم المعلومات البنكية للموقع في ظل انتشار القرصنة الإلكترونية على البطاقات الائتمانية عالميا. ومع ضعف حماية المستهلك عند الشراء والبيع من خلال الأنماط التقليدية فبطبيعة الحال هناك مخاطر محتملة عند الشراء والبيع عبر المتاجر الافتراضية، خصوصا الأجنبية منها. وقد يتضح هذا عند تسليط الضوء على التجربة الصينية والبرازيلية في المتاجر الإلكترونية الأجنبية وسلوك المستهلك حول الشراء عبر بطاقات الائتمان.
وفي حقيقة الأمر لو أعطينا نظام سداد ميزة نسبية للمتاجر الافتراضية في المملكة، الذي يعتبر غير مخصص للتجارة الإلكترونية تظل أجهزة الصرف الآلي تعاني مشكلات فنية بشكل يومي مع هذه الخدمة، خصوصا خارج أوقات الذروة والتحديثات اليومية.
ومع فعاليات معرض الكتاب وغيرها من الفعاليات كالمباريات والاشتراكات في القنوات الفضائية التي بإمكانها تخفيف وحل المشكلات كالاختناقات المرورية في العاصمة على سبيل المثال، اتضح أن هناك جهودا مبذولة يقوم بها البريد السعودي من خلال توفير الشراء والحجز والتوصيل إلكترونيا، الذي يسعى من خلالها إلى نشر ثقافة التجارة الإلكترونية وتطبيقاتها، ويبقى السؤال هل نحن جاهزون للتجارة الإلكترونية؟
حفظطباعةتعليقإرسال

ليست هناك تعليقات: