تسويق ناجح
هذا مقال تسويقي بحت مخصص للمدراء والمسؤلين اللذين يعانون من قلة عدد الموظفين أو يعانون بشكل أو آخر من فوضى إدارية.
في نهاية 2013 اضطرت الشركة التي أعمل بها الى إعادة هيكلة وبسببها ترك مجموعة كبيرة من الموظفين عملهم وأصبحنا أمام تحدي انجاز المهام ورفع المبيعات وتدبر الأمور بأقل عدد من الموظفين ومن هذه التجربة خرجنا بتجارب ونتائج لم نتوقعها!
وجدت انه من المناسب أن أنقل لكم بعض الطرق التي طبقناها في فريق التسويق لأن حصيلة قراءتنا وبحثنا لا تساوي أبدًا تجربتنا الشخصية المتأثرة بسوقنا السعودي على وجه التحديد
في البداية ، تحديد الهدف
كان الهدف الأهم لنا في تلك المرحلة سد فراغ الموظفين ورفع المبيعات وتخفيف العبء لمزيد من الانتاجية ، بدأنا بحصر .. المهام وكتابتها ثم اختار كل شخص في الفريق المهام المناسبة له، حددنا الأرقام “التارقت” التي نرغب بالوصول لها بشكل أسبوعي وركزنا على اهم قنوات التسويق واعطيناها اغلب وقتنا
قاعدة 20\80
تقول القاعدة ، ابذل جهدًا مقداره ٢٠٪ واحصل على نتائج ٨٠٪ ، كان الأمر في البداية صعبًا لأننا ندقق على التفاصيل ، نرفض بعض التصاميم لكلمة او كلمتين او اضافة لون، لم ننظر للمنتج النهائي بقدر التفاصيل الدقيقة، هذا الأمر صحيح ان كان فريق عملك كبير ولديك الوقت الكافي لاعادة التصميم .. اما ان كنت في فريق عمل صغير وتحتاج للعمل باسرع وقت ممكن، انظر للشكل النهائى ولا تتوقف عند التفاصيل وتذكر ان ال ٢٠٪ جهد تتضاعف مع كل دقيقة تضيعها على تفاصيل غير مهمة.
هذا لا يعني بالطبع ان الاخراج النهائي والنتيجة النهائية غير مهمة ! على العكس، التفاصيل غير الضرورية استبعدها واهتم بالنظرة الكلية
جرب ! كل الأمور تحتمل الصواب والخطأ
ليس كل ماتقرأه ينطبق علينا – على السوق السعودي بالتحديد- في البداية كنا نحاول بجهد كبير تطبيق التجارب التي نقرأها لمواقع التجارة الإلكترونية المشهورة مثل امازون في عملنا، اكتشفنا مع الوقت انها غير ناجحة وتوصلنا لنتيجة الثقافة والبيئة المختلفتين، قبل أن تفكر في تطبيق أي تجربة يجب أن تضع أمامك بيئتك وثقافتك كيف سيتقبلون هذه التجربة؟
المتلقي
من المهم التفكير بمدى سهولة استيعاب التفاصيل عند المتلقي -العميل- ماهي خلفيته الثقافية، عمره، مستوى تعليمه، تعامله مع طرق الدفع الالكترونية، قدرته الشرائية، هل هو مستعد لفهم تفاصيل كثيرة ودقيقة، هل المتلقي قارىء ام يفضل مشاهدة الصور والانفوقرافيك بدون تفاصيل صغيرة؟
طبعًا كل هذه التفاصيل تعتمد على الشريحة المستهدفة من مشروعك، والتجارب المتتابعة ستجعلك تتعرف على عملائك عن قرب.
العميل صديق
العميل هو أهم شخص في أي حملة تسويقية، العميل ذكي ومتعلم ومطلع، يعرف أحيانًا معلومات لا تعرفها عن بضاعتك وينتبه للطرق التسويقية ويتعامل بحذر مع الأشياء الجديدة، عامل عملاءك كأصدقاء ، فاجئهم بالهدايا و لبي رغباتهم وحاورهم !
الشبكات الاجتماعية كسرت كل الحواجز بينك وبين عملائك لذلك استغلها بأكبر قدر ممكن .. لا تتأخر عليهم بالرد ولا تحاول خداعهم ، كن صادقًا وصديقًا
اعمل بذكاء
يعتقد الكثيرون أن العمل الكثير دليل النجاح، أرى أن هذا الأمر غير صحيح .. قد تقضي ساعات طويلة في التخطيط لحملة ما وتفاجأ بالنتائج الضعيفة وقد تنجز مهمة في السيارة أو في صالة انتظار وتذهل من النتائج الغير متوقعة
حدد أولًا هدفك من الحملة: نتائج سريعة ومباشرة أم نتائج بعيدة المدى؟
في الحالة الأولى ونطلق عليها “تكتكال” سنتعامل مع شبكات اجتماعية في بداية ظهورها – هاشتاقات – مسابقات – تخفيضات – اعلان مع مشاهير الشبكات الأجتماعية وكل الأفكار السريعة التي تنعكس نتائجها على مشروعك بشكل ايجابي.
أما في الحالة الثانية -ستراتيجي- فنحن نتعامل مع خطة طويلة المدى قد تصل الى سنة أو سنتين، مثل تثبت هوية ماركة معينة أو اعلان تلفزيوني أو توسيع مشروعك الى مناطق أخرى.
هنا يظهر الفرق بين الخطط الاستراتيجية والتكتيكية وسنتطرق لها في موضوع قادم ان شاء الله.
الولاء، سر عظيم
الولاء أمر لا يتعلق بالعملاء فقط، ابني ولاء عند فريق عملك، دعهم يعملون وكأن المشروع مشروعهم الشخصي، لا تتعامل معهم بتعالي او فوقية، كل الآراء قابلة للتطبيق و كل الاقتراحات تحتمل الصواب والخطأ وإن أخطأت اعترف بخطئك وإن نجحت لا تنسب هذا النجاح لنفسك أبدًا، نجاحك أو نجاح فكرتك او نجاح مشروعك نجاح للفريق كله.
اذا نجحت في كسب ثقة فريقك ستفاجأ أنهم سيعملون فوق طاقتهم وخارج أوقات دوامهم، ستتخلى بشكل تدريجي عن متابعة حضورهم وانصرافهم وغيابهم، المسؤولية داخلهم ستتكفل بالأمر
أيضًا، ولاء الفريق بشكل لا إرادي سينعكس على العملاء، ستفاجأ أن العميل يشعر بما يدور خلف الشاشة ، يثني على روح الفريق مره ويتمنى لو كان جزء منه
وتذكر دائمًا أنك لن تستطيع مهما حاولت ودفعت بناء ولاء عند العميل أو كسب رضاه وفريق عملك ممزق.
كاتب المقال: مشاعل الدريعان:صحفية أكتب في صحيفة “التقرير”، ومسوقة أدير فريق التسويق في شركة “بحر للتجارة الإلكترونية”، ومؤسسة “لنكهة شرقية” مشروع مهتم بالوصفات والأنتيك الشرقي،أحمل درجة البكالريوس في الأدب الانجليزي ودرجة الماجستير في الإعلام الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق