بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 6 ديسمبر 2013

البيئة التسويقية: الداخلية والخارجية


مقدمة:
       تواجه شركات ومنظمات الأعمال أياً كانت طبيعة عملها- خلال دورة حياتها – العديد من المتغيرات والمحددات التي تؤثر فيها بشكل أو بآخر, كما يمكن لتلك المنظمات أن تؤثر في البيئة المحيطة بها , اعتماداً على قدراتها في التكيف مع الظروف البيئية وتطبيق السياسات المناسبة مما يعزز من فرص بقائها ونموها وتطورها , وفي هذا الصدد يذكر كوتلر بأن منظمات الأعمال الناجحة هي التي تأخذ بعين الإعتبار ما يحيط بأعمالها في الداخل والخارج , والتي أدركت أهمية العوامل البيئية وضرورة التكيف والاستجابة لخلق أفضل الفرص التسويقية.
     وينبغي أن تسعى المنظمة وباستمرار إلى تحقيق القبول التام لبرامجها التسويقية وسياساتها وحتى وجودها وتوسعها, وتأخذ في عين الإعتبار مجمل العوامل الإقتصادية والسياسية والثقافية لاستخدام السياسات والاستراتيجيات المناسبة, والتي تتيح لها إمكانية خلق المنظمة الجديدة, ومواجهة التهديدات الممكنة, فالبيئة التسويقية لأي منظمة تتألف من مجموعة قوى منظمة كالأجهزة الحكومية والنقابات والاتحاديات التجارية والصناعية والمنظمات المنافسة وغيرها, وهذه القوى لها أهداف بعضها متوافق وبعضها الآخر يتناقض مع أهداف المنظمة , وبسبب اعتماد الشركة في مواردها على هذه القوى فإن نجاحها يتوقف على مستوى تفهم البيئة التسويقية من خلال دورة حياة المنظمة.
     وفي هذا الإطار تعالج هذه الدارسة البيئة التسويقية بنوعيها الداخلية والخارجية من خلال التساؤلات التي تطرح نفسها وتستوجب امعان النظر فيها للإجابة عليها أو على الأقل إثارة النقاش حولها؛ فما الدور الفعال الذي تمثله البيئة الداخلية والخارجية للتسويق في المنظمات؟ وماهي أهم الحلول و المقترحات التي يمكن للمنظمات أن تواجه بها هذه التحديات؟
     وحتى نتمكن من الإجابة عن مشكلة هذه الدراسة لبدى لنا أن نقسم هذا التساؤل العام للهذه الدراسة إلى مجموعة من التساؤلات الفرعية والمتمثلة في الأتي:
#  ماذا نعني بالبيئة التسويقية؟
#  فيما تتجسد أهم خصائص البيئة التسويقية؟
#  ماهي أهم التصنفيات للبيئة التسويقية؟
#  ماذا تمثل البيئة التسويقية بنوعيها الداخلية ةالخارجية للمؤسسة؟
#  ماهي تأثيرات البيئة الداخلية والخارجية للتسويق على إدارة الأعمال في المنظمات؟
أما فيما يخص أهمية هذه الدراسة فتتجل في الأتي:
      من الشائع أن البيئة الداخلية والخاجية للتسويق تؤثر والتتأثر في منظمات الأعمل, من هذا المنطلق تسعى هذه الدراسة لإلقاء الضوء على أهمية البيئة التسويقية بالنسبة للمنظمات مهم كان نوعها- ربحية أو خدمتية- من خلال مناقشة عدة مواضيع مهمة.
كما أن لهذه الدراسة أهداف محددة سنحاول الوصول إليها,من بين هذه الأهداف مايلي:
#  تقريب مفهوم البيئة التسويقية للباحثين.
#  التترق على أهمية دراسة البيئة التسويقية.
#  معرفة أهم خصائص البيئة التسويقية.
#  التعرف على البيئة الداخلية والخارجية للتسويق بنوع من التحليل والتفصل.
#  التعرف على مكونات البيئة التسويقية بنوعيها.
1 -  ماهية البيئة التسويقية.
1 – 1 -  تعريف البيئة التسويقية:
         يعرف الأستاذ الدكتور حبيب الله التركستانى البيئة التسويقية بأنها: "بانها تلك العناصر والقوى التى تقع داخل او خارج المنظمة ولها تاثير على ضمان قدرتها فى المنافسة وعلى رسم وتنفيذ سياساتها واستراتيجيتها التسويقية".[1]
         وتعرف كذلك بأنها: "أي شيء وكل شيء خارج حدود المنظمة، أي أن المنظمة هي جزء من كل، وعليها أن تتفاعل مع المتغيرات المحيطة بها".[2]
        وتعرف البيئة التسويقية كذلك بأنها: "مجموعة من القيود التي تحدد سلوك المنظمة والتي بدورها تقوم بتحديد طرق التصرف اللازمة لنجاحها وبقائها".[3]
       وقد أورد الأستاذ بن عميرة عبد الكريم تعريفاً شاملا للبيئة التسويقية و هي الأتي: "ينظر إليها على أنها مجموعة العوامل الداخلية، والخارجية التي تؤثر على قدرة وإمكانات إدارة التسويق في تطوير وتحقيق عمليات التبادل ناجحة مع العملاء أو المستفيدين الفعليين والمحتملين، و حتى تنجح المنظمة فعليها أن تكيف مزيجها التسويقي بما يتناسب والتطورات المختلفة و المتغيرة في بيئتها الخارجية أو الداخلية".[4]
       وقد عرفها كولتر على أنها "مجموعة القوى والمتغيرات الخارجية التي تؤثر على كفاءة الإدارة التسويقية وتستوجب القيام بالأنشطة والفعاليات لإشباع رغبات المستهلكين".[5]
1 – 2 - أهمية و أسباب دراسة البيئة التسويقية :
يمكننا أن نجمل أهمية وأسباب دراسة البيئة التسويقية في النقاط الآتية:[6]
- معرفة مدى تأثير المتغيرات البيئية على تنفيذ الأنشطة وتحقيق الأهداف.
- دراسة مدى حساسية التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لقيود البيئة الخارجية.
- بناء الخطط والإستراتيجيات وتنفيذ السياسات، وممارسة الوظائف والمهام الإدارية التي تتم في ضوء المتغيرات والقيود البيئية المؤثرة في مدخلات و مخرجات المنظمة.
- المحافظة على المركز التنافسي بصفة عامة وكذلك درجة السيطرة على السوق.
- تحديد الاتجاهات البيئية و ماهي الفرص المتاحة و إستغلالها، و ماهي التهديدات و مواجهتها في مجال نشاطها وهذا ما يطلق عليه التحليل البيئي.
- التعرف على مختلف الخصائص التشغيلية الخاصة و هو ما يسمى تحليل السوق.
- تحليل سلوك المستهلك و عملية الشراء و العملية الاستهلاكية.
- تحليل قطاعات السوق، و ماهي مختلف القطاعات السوقية الجديدة .
-تحليل و قياس الطلب بتقدير حجم السوق الحالي و الطلب المرتقب.
- تقدير البدائل المحتملة لتغطية السوق، و ماهي الفرص الممكنة للنمو.
1 – 3 - خصائص البيئة التسويقية:
يمكن تمييز ستة خصائص للبيئة التسويقية الأكثر شيوعا, والتي يجب على المنظمة أخذها بعين الاعتبار عند إتخاذ أي قرار استراتيجي أو تكتيكي, وهذه الخصائص هي:
 - التعقد: من مميزات البيئة التسويقية أنها مركبة، ومتداخلة بحيث يصعب الفصل بين الأجزاء المكونة لها. فمنها ما هو مؤثر مباشر كالبيئة التنافسية، أو غير مباشر كالمؤثرات المتعلقة بالمتغيرات الوطنية والدولية، وهذا التداخل يحدث عدة مستويات من التأثيرات، قد تكون متزامنة، مثل زيادة الضرائب وعلاقتها بهيكل التكلفة، وزيادة حدة الصراع التنافسي، أو قد تكون متسلسلة كتوجهات الحكومة نحو الإصلاح الضريبي، التي تؤدي إلى التأثير سلباً أو إيجاباً على بعض القطاعات دون غيرها، قد تكون مرتبطة بالقطاع الذي تنشط به المؤسسة
- عدم التأكد: يمكن اعتبار خاصية عدم التأكد من المتغيرات الرئيسية التي اهتم بها الباحثون، فلقد تعددت التعاريف، إلاّ أنها الحالة التي يصعب فيها على متخذ القرار، تحديد احتمالية وقوع الحدث لافتقاره إلى المعلومات، عن العوامل والمتغيرات البيئية المحتملة في ظروف الطلب والعرض، أو كليهما، وهو مما يزيد من احتمالية أخطار الفشل والتكاليف المصاحبة للمؤسسات ،التي تعمل في البيئة المعقدة أو الديناميكية، أين يكون إدراك عدم التأكد عالي، يحصر عدم التأكد في ثلاث جوانب:
ü    نقص المعلومات عن العوامل البيئية المتعلقة بموضوع القرار.
ü    عدم القدرة على توقع تأثير المتغيرات البيئية على مستقبل المؤسسة.
ü    استحالة تحديد درجة احتمالية الحدث. -
- العدائية: من صفات البيئة العدائية قلة الموارد وعدم قبول العملاء لمخرجات المؤسسة، حيث تشتد المنافسة بين المشتغلين في هذه الصناعة، عكس البيئة الهادئة حيث تكون البيئة غنية بالموارد، ويسهل الحصول عليها، كما تقل المنافسة بين أطراف الصناعة.
- الاعتمادية:تشير الاعتمادية إلى أن اشتراك المؤسسات في الموارد النادرة، يترتب عنه علاقة الاعتماد المتبادل. ويعتمد كأساس للتمييز بين المؤسسات الفعّالة من منظور تحصيل الموارد النادرة واستغلالها، والمحافظة على الاستقلالية، أو محاولة المؤسسة تجنب تبعيتها للآخرين.
- التنوع:يشير تنوع العوامل البيئية إلى وجود تفضيلات ومطالب متمايزة لكثير من العملاء.[7]
- حالة التجانس: تشير هذه الحالة إلى التشابه والتماثل بين العناصر البيئية على عكس عدم التجانس , أو تنوع خصائص المكونات البيئية.[8]
1 – 4 - تصنيفات البيئة التسويقية:
هناك مجموعة مختلفة من أصناف البيئة المحيطة بالمنظمة يمكن عرضها كالأتي[9]:
·        البيئة المستقرة: حيث تكون القوى الإقتصادية أو قوى السوق (العرض و الطلب) القوانين، التكنولوجية، العادات و التقاليد ذات إستقرار دائم في كل سنة.
·        البيئة البطيئة التطور: يمكن التنبؤ بدرجة كبيرة من التغيرات الممكنة الحدوث سواء ما تعلق منها بالعرض أو الطلب أو مستوى التقدم التكنولوجي.
·        البيئة الساكنة و العشوائية: هي البيئة التي يصعب تحديد مكوناتها و متغيراتها، كما يصعب تحديد و توصيف إتجاهاتها، و  من تم يجب علي الإدارة توفير عدد مناسب من البدائل من ناحية و عدم الإطمئنان لسكون البيئة من جهة أخرى.                                                                                  
·        البيئة المضطربة: حيث يصعب التنبؤ بالتغيرات الحاصلة سواء ظاهرية أو جوهرية مثل تغير الطاقة المفاجئ، تغير التكنولوجيا، تغير القوانين، مما قد ينجر عنه بروز تهديدات أو أخطار أو تعقيدات قد تجبر المنظمة إلي مواجهتها، لذا من المهم علي الإدارة التي تعمل ما يلي:
ü     تحليل ودراسة وفحص منتظم و دوري للبيئة التسويقية.
ü     تحديد التهديدات البيئية و دراسة سبل تجنبها.
ü     تحديد الفرص الحالية و المرتقبة و إستغلالها.
ü     التكيف مع المتغيرات البيئية بدرجة عالية من الذكاء و الحذر.
و هي تمثل إمتداد طبيعي للبيئة الساكنة.
·        البيئة الصاخبة(ديناميكية): تمثل امتداد طبيعي للبيئة المضطربة، حيث تمثل الإتجاه بقوة نحو مستوى عال من الديناميكية و العقيد، التداخل أين تتعدد و تتزايد المخاطر التي تعترض المنظمة، و عليه فعلى المنظمة تخصيص الجهد و القدر الأكبر لتدقيق و متابعة جميع متغيراتها و متابعتها.
·        بيئة غير ديناميكية: هي البيئة التي تنخفض فيها معدلات التغير إلى أقل حد ممكن، كما أنها تتضمن عدد محدود من المتغيرات أو العناصر البيئية.  
2 - البيئة الداخلية للتسويق.
2 – 1 – تعريف البيئة الداخلية للتسويق:
     تعرف البيئة الداخلية للتسويق بأنها:"مجموع العوامل الداخلية المتحكم بهاو المسيطر عليها من قبل المنظمة وتستطيع أن تغيرها حسب المستجدات في السوق ومن هنا يطلق  عليها  البعض  البيئة  القريبة  ومن أمثلتها ما يتعلق بإمكانيات التنظيم و موارده المالية و البشرية و المعنوية  التي يمكن تحويلها إلى مجموعة أنشطة و أعمال إنتاجية و تسويقية و مالية".[10]

2 – 2 – تأثيرات البيئة الداخلية للتسويق على المنظمات:
     تتأثر المنظمات عادة بمجموعتين من العوامل الداخلية و هما:
 2 – 2 – 1 - مجموعة العوامل غير التسويقية׃ و تتضمن ما يلي׃
ü     المنشأة:  تؤثر الأقسام في المنظمة على خطط قسم التسويق و نشاطاته فالتنظيم المتبع و العلاقات و طرق الإتصال و مدى التخصص  يؤثر على  النشاطات التسويقية  للمنظمة،  فمثلا قسم التمويل مسئول عن توفير الموارد المالية اللازمة لإدارة التسويق و قسم الأبحاث مسئول عن تصميم منتجات آمنة و جيدة. و قسم الشراء مسئول عن توفير المواد الأولية. كل ذلك يؤدي إلى مساعدة إدارة التسويق على تحقيق أهدافها.[11]   
ü     حضارة المنشأة׃ تتكون حضارة المنشاة من القيم و العادات و التقاليد و الأعراف و أنماط السلوك و الرموز و الأساطير السائدة في المنظمة و التي  تؤثر على السلوك و تصرفات   والاتجاهات الذهنية للعاملين  و التي تؤثر على طريقة تعامل المنظمة مع الأطراف الخارجية و تمثل هذه المكونات نقاط قـوة يمكن الاعتماد عليها عند بناء الإستراتيجيات أو نقاط ضعف تحول دون تحقيق الأهداف الإستراتيجية. فقد  يسود المنظمة مثلا حضارة تتضمن قيم الإلتزام، الولاء و وضع مصلحة المنظمة قبل المصلحة الشخصية، و الإعتقاد إن العمل عبادة أو من واجبات الفرد أن يتقن عمله و يحسن فيه  و أن يحافظ على  الأمانة التي كلف بها. و قد يسود المنظمة قيم أخرى مثل إن من يعمل كثيرا يخطئ كثيرا، و إن من يعمل قليلا يخطئ قليلا, ولذا  ينبغي العمل على إكتشاف هذه المكونات الحضارية و إخضاعها للتحليل  لمعرفة أسبابها حتى يمكن تدعيم الجانب الإيجابي منها ووضع الخطط لإتخاذ الخطوات التصحيحية للقضاء على الجانب السلبي.[12]
ü     الطاقة الإنتاجية للمنظمة׃ حيت تستطيع المنظمة إن تزيد إنتاجها أو التقليل منه وذلك يتأثر بحدود الطاقة الإنتاجية لهذه المنظمة فإذا كان هناك رواجا في السوق فإنها تستطيع أن تعمل بكافة طاقتها الإنتاجية و في أوقات الكساد تقلل من الإنتاج.
ü     كفاءة الأفراد׃ و هذا الأمر تتحكم به المنظمة فبإستطاعتها إستخدام المتخصصين و الخبراء بالقيام بدورات تدريبية لتأهيل العمال و بإمكانها العمل على عكس ذلك.                                                                                                                                          
ü     القدرات المالية׃ فالمنظمة هي التي تحدد إن كانت بحاجة لزيادة رأسمالها أو حاجتها للأموال فتتخذ قرارا بزيادة رأسمالها أما عن طريق طرح أسهم جديدة أو الإقتراض سواء الداخلي أو الخارجي.                                                                                                           
ü     موقع المنشأة׃ فالموقع له تأثير كبير على نشاطات المنظمة التسويقية، فالموقع الجديد يساعد و يسهل عملية التسويق، أما الموقع السيئ فقد يعمل على فشل المشروعات كان يتوقع لها النجاح. و هذا القرار يعود للقائمين على المنظمة في أن يختارون لها موقعا جيدا و قريب من الأسواق المستهدفة أو أن يكون الموقع بعيدا أو غير مناسب.                               
ü     القدرة على الإختراع و التجديد׃ إدارة المنظمة هي التي تستطيع أن تخصص ميزانية للتطوير و البحث، و ذلك بالإعتماد على العوامل الأخرى كالقدرة المالية، فالنشاط التسويقي تبعا لذلك يتأثر بمثل هذه العوامل.                                                             
ü     سمعة المنظمة׃ هي الصورة الذهنية أو الإنطباع الذهني لدى المتعاملين معها، و عن منتجاتها و سياساتها و أنظمتها سواء كانوا من المساهمين، المقرضين، العاملين، العملاء...، و كلما كان رأي هؤلاء إيجابيا في تعاملهم معهم كلما حرص أطراف التعامل على إستمرار العلاقة و تدعيمها و القضاء على السلبيات التي تعوق إستمرارها و نموها.
أما إذا حدث العكس فن هذه الأطراف تحاول أن تحقق أكبر إستفادة في علاقتها مع المنظمة بإعتبار أن كل معاملة معها قد تكون الأخيرة و يمثل هذا الوضع نقطة ضعف خطيرة بالنسبة للمنظمة. وقد يؤثر ذلك سلبا على المنظمة حيث تنعدم الثقة فيها في الأسواق فلا تستطيع الحصول على تمويل إحتياجاتها، ولا تستطيع ضمان توريد بضائع في أوقات الأزمات، و يصبح من السهل تحول العملاء إلى  شركات منافسة.
 و قد ترتبط بالمنظمة سمعة معينة تبرز في أذهان المتعاملين دون سواه، فهناك شركات للعب الأطفال لديها سمعة بأنها تنتج لعب أطفال قوية و آمنة. و هناك شركات طيران معروفة بإنضباط مواعـيدها. و معنى ذلك  أن على المنظمة أن تجمع آراء المتعاملين معها و أن تحلل الشكاوي حيث يتم تقييم سمعة المنظمة ككل فيما إذا كانت نقطة قوة أو ضعف.[13]
2 – 2 – 2 – مجموعة العوامل التسويقية:
        وتشمل : عناصر المزيج التسويقي وهي: السلعة أو الخدمة( المنتج), السعر, الترويج, والتوزيع. ويجب ملاحظة أن جميع عناصر المزيج التسويقي والقرارات التي تتخذ بشأنها سوف تؤثر بشكل كبير على النشاطات التسويقية في المؤسسة, ولذلك يجب إجراء عملية التنسيق اللازمة بين الأنشطة التسويقية والأنشطة غير التسويقية.[14]
3- البيئة الخارجية للتسويق.
3 – 1 - تعريف البيئة الخارجية للتسويق:تعرف البيئة الخارجية هي "البيئة التي توجد خارج المنظمة والتي لا تستطيع أن تسيطر وتتحكم في عناصرها".[15] و تشكل عوامل البيئة الخارجية الفرص والتهديد على المنظمة، وما على المنظمة إلا مراقبة تلك القوى بعناية و حذر الاستجابة، لتلك القوى[16],وتنقسم البيئة الخارجية للتسويق إلى قسمين البيئة الخارجية الجزئية ( القريبة أو الخاصة أو المباشرة ),البيئة الخارجية الكلية ( البعيدة أو العامة أو غير المباشرة ).
3 – 2 - البيئة الخارجية الجزئية ( القريبة أو الخاصة أو المباشرة ): وهي "مكونات البيئة الخارجية التي لها علاقة و إتصال مباشر بها وهي التي تعرف بالوسط التسويقي"[17], و تتكون من:
ü  العملاء ( الزبائن أو المستهلكين): تحتاج المنظمة دائما إلى دراسة أسواق عملائها من حيث الإحتياجات و الرغبات والتوقعات و كذلك خصائصهم السلوكية و إتجاهاتهم الشرائية وتمثل نتائج هذه الدراسة المدخلات الأساسية لنظام التسويق، فالعملاء يعتبرون من أهم العوامل تأثيرا في القرارات التسويقية التي تتخذ من المنظمة سواء ما يتعلق بالأهداف أو الإستراتيجيات أو الخطط  .
      إن البرنامج التسويقي الفعال هو ذلك الذي يتناسب و نوعية العملاء المستهدفين و إحتياجاتهم و رغباتهم، و في الواقع فإن المنظمة يمكنها أن تمارس نشاطها في خدمة أنواع من أسواق العملاء كما يمثل الشكل التالي[18]:


Diagramme radial




شكل يمثل أنواع أسواق العملاء
ü   الموردون (السوق الخلفي ): و هم منظمات أعمال أو الأفراد اللذين يمدون المنظمة بإحتياجاتها اللازمة [19]، و لابد للمنظمة أن تقوم بدراسة الموردون و ذلك لكي تضمن توفر ما تحتاجه بصورة دائمة عند أقل سعر و جودة مرتفعة  وفي الوقت الذي تحتاجها فيه[20].
ü  المنافسون: هم عبارة عن المنظمات الأخرى التي تقوم بإنتاج أو التجارة في منتجات مثيلة أو مشابهة لمخرجات المنظمة[21].
ü  الجمهور العام: يعرف الجمهور العام بأنه مجموعة تمتلك اهتماما فعليا أو محتملا لعمل المنظمة أو تمتلك تأثيرا على قدرتها في تحقيق أهدافها كجماعات الضغط، فالقرارات التسويقية قد يتم معارضتها بواسطة جماعات حماية المستهلك أو حماية البيئة أو حماية الأقليات أو جمعيات النفع العام وتمثل العلاقات العامة دورا هاما في تحقيق التوافق والتكيف مع متطلبات هذه النوعية من الجماهير و كذلك جماهير وسائل الإعلام التي تقوم بنشر الأخبار و المقالات التحريرية و الآراء[22] .
3 – 3 - البيئة الخارجية الكلية: وهي عوامل ومكونات البيئة الخارجية التي تؤثر على كافة المنظمات وتتكون من:
ü    البيئة الديموغرافية: حيث يجب على المنظمة  الأخد بعين الاعتبار مدى تأثير البيئة الديموغرافية على النشاطات التسويقية باعتبارها عامل خارج عن إرادتها و هي تؤثر عليها ولا تستطيع السيطرة عليها و هي تمثل حجم و توزيع نسبة نمو مجاميع الأفراد بالخصائص السكانية المختلفة والخصائص الديموغرافية ذات أهمية كبرى بالنسبة للتسويقيين لأنها ذات صلة مباشرة بالسلوك الشرائي وتتمثل هذه الخصائص في السن ، العرق، الجنس، الحالة الاجتماعية ، الدخل ، التعليم.
ü    البيئة الثقافية والاجتماعية: تؤثر تطورات القيم والعادات، والتقاليد الاجتماعية، وكذا الأنماط السلوكية على برامج التسويق التي تمارسها المنظمة كما تؤثر التحولات الاجتماعية والهجرة من الريف إلى المدينة على الأنماط المعيشة، وسلوكيات المواطنين وهذا ما جعل المنظمات الآن تراعي كافة هذه العوامل التي تؤثر و بشكل مباشر على أدائها التسويقي مثل هذه التغيرات.
- زيادة الاهتمام بالقيم الدينية أدى استحداث فرصا تسويقية جديدة في صناعة الكتب الدينية القديمة و الحديثة و أشرطة الفيديو فهذه القيم الجديدة تؤشر على أنها أداة اجتماعية هامة.
- زيادة الاهتمام من قبل المستهلكين بالقضايا الصحية و اللياقة البدنية و البيئية.
- قضايا الامتناع عن التدخين، والتشريعات الداعمة لهذا التوجه[23].
ü    البيئة الإقتصادية: تشير البيئة الاقتصادية إلى خصائص و عناصر النظام الإقتصادي الذي تعمل فيه المنظمة و يتمثل في الدخول و الطلب و دورة الأعمال و السياسات المالية والنقدية للدولة و درجة توفر موارد الإنتاج في المجتمع.[24]
ü    العوامل السياسية: يظهر هذا التأثير من خلال العلاقات القوية وراء رجال السياسة المحتملين ورجال السياسة المرشحين في الانتخابات و على كل حال فإن إقامة علاقات قوية مع المسئولين الحكوميين تمس قضايا أخلاقية يجب التعامل معها بحذر دون خرق للمستويات الأخلاقية.
ü    العوامل القانونية والتشريعية:  تضح هذا العنصر في ضرورة خضوع المنظمة للعمل التنافسي في ظل المحافظة على حقوق المستهلكين و لا يمثل جهل القوانين و التعليمات مبررا ضد ما قد يتسبب فيه من فرض غرامات وإحراجا أو قضايا مدمرة للمؤسسة.
    هذا ما يضطر إدارة المنظمات من توظيف أو التعاقد مع مستشارين لمتابعة قضاياهم أو تفسير القوانين والتعليمات لهم التي يستعصى فهمها من قبل بعض الأشخاص العاديين، وفي بعض الأحيان من قبل المديرين والتعامل مع هذه القوانين، والتعليمات هي مسألة أخلاقية و اجتماعية بالدرجة الأولى و عدم التجاوب معها قد يسبب تشويه سمعة و صورة المنظمة من قبل المستهلكين، وبالتالي يؤدي إلى تقليص الاحترام والربحية في الوقت نفسه.
ü    البيئة التكنولوجية: يقصد بالتكنولوجيا كل الوسائل المادية و التنظيمية التي تعمل إنتاج منتج ما، إنطلاق من تنميات صناعة و معارف علمية متخصصة فهي ترتبط بالتجهيزات و المعارف المستعملة و طريقة تشغيلها.[25]
ü    العوامل الطبيعية: تؤثر هذه العوامل على أنشطة و برامج الإدارة التسويقية، لكونها تتكون من النقص المستمر في المواد الخام، وزيادة تكاليف الطاقة، وتدخل الدولة في إدارة المصادر الطبيعية للمحافظة على ديمومتها، واستمرارها بشكل يضمن رفاهية المواطنين، ولا تقتصر العوامل الطبيعية على مصادر الطبيعة فقط بل حتى على أحوال الطقس والحوادث الجغرافية التي تؤثر سلبا أو إيجابا على المنظمات.[26]
نتائج الدراسة:
من خلال هذه الدراسة يمكننا أن نستنتج مجموعة من النقاط المهمة للتطوير الخدمات التسويقية التي تقدمها المنظمات كمايلي:
-      تعتبر البيئة التسويقية بنوعيها – الداخلية والخارجية- مهمة جداً لأية منظمة خدماتية كانت أو ربحية على حد سواء.
-      التعرف على البيئة الخارجية والداخلية للمنظمات يعطي دافع قوى لتطوير الخدمات.
-      أهمية وجود أقسام متخصصة داخل المنظمات لدراسة البيئة التسويقية المحيطة بالمنظمات.
-      تطور المنظمات أو فشلها متعلق بمدى تحليلها لبيئتها التسويقية.
-      ضرورة تكثيف البحوث العلمية في مجال دراسة البيئة التسويقية .



قائمة المراجع تم حذفها للحفاظ على المقال من السرقة


ليست هناك تعليقات: