بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 ديسمبر 2013

قصة دكان عربي إلكتروني ناجح



قصة دكان عربي إلكتروني ناجح


تعليقات
تحديث في 28 فبراير 2009توقف موقع دكاني عن العمل، بسبب تراجع مبيعاته، كما أن القائمين عليه وجدوا أبواب تجارة أخرى تدر عليهم أرباجا أكثر، فتوجهوا لها، كما أخبرني مساعد الشطي في رسالة بريدية منه، رغم ذلك، أدعوك عزيزي القارئ لأن تقرأ القصة وتستفيد منها، ولا تنس أن انطلاق مساعد في هذا المشروع عاد عليه بخبرات كثيرة، وربما ساعده للتحول إلى أبواب التجارة الأخرى.
في 8 أغسطس 2006، وصلتني هذه الرسالة من زائر للمدونة اسمه مساعد الشطي، هذا نصها:
أنا بصدد إنشاء متجر إلكتروني أبيع فيه الأشياء المبتكرة للبيت أو الرجل أو المرأة و فكرتي هي أن أشتري من مواقع شركات أمريكية توصل هذه البضاعة إلى الكويت و من ثم أبيعها على الزبائن.
فهل لديك نصيحة ؟ علما بأن الأسعار سترتفع لما أضيف الشحن إلى قيمة البضاعة نفسها + ربحي فأخاف أن يعزف الناس عن الشراء بسبب غلاء السلع. كيف أسوق للمتجر ؟ ما أفضل الوسائل ؟؟  ما هي أفضل نسبة للربح .. مثلا لو كلفي منتج 100 دولار فما الزيادة المقبولة التي ممكن أن أضعها على ال100 دولار كربح لي؟
ثم كان أن فتح الله لي بهذه الكلمات ردا عليه:بخصوص بدء متجر إلكتروني، تراني كتبت موضوعين حتى الآن عن هذا الموضوع، وخلاصة الأمر أنها ليست نزهة مريحة بين أحضان الطبيعة الجميلة، بل يحتاج الأمر إلى صبر طويل، وجد واجتهاد.
بعدها تحتاج لكثير القراءة في هذا الموضوع، وتقرير هل ستفعل كل شيء بمفردك؟ وما مقدار التمويل الذي تستطيع توفيره؟
السعر تحدده بناء على إجمالي تكاليفك + نسبة ربح معقولة تحددها أسعار المنافسين.
التسويق لمتجرك بحر كبير، تبحر فيه بأساليب تحددها طبيعة البحر حيث تبحر :) ولديك أساليب تقليدية وغير تقليدية، تختار منها على قدر ميزانيتك، وحسب طبيعة البيئة التي تعمل فيها (طبيعة بلدك والمسموح به من إجراءات الدعاية).
على أن سر النجاح والقاسم المشترك بين غالبية الناجحين، هو إجابة هذا السؤال: ما القيمة المضافة/الفائدة المتميزة التي ستقدمها لتتميز عن غيرك؟ هذا هو أكثر الأسئلة أهمية وتأثيرًا، فأنت مثلاً مستعد لإعداد وليمة لأصدقائك ولن تبالي بالسعر، لأن أصدقائك محببون إليك، ولديك القدرة المالية – ذات الشيء ينطبق على تسعيرك لخدماتك، إلى أي مدى سيحبك الزبائن والعملاء؟
لا تعتقد في وجود طرق مختصرة للنجاح، ولا إجابات سحرية لجميع ما سألت، إنما هي علامات على الطرق أضيئها لك، وأنت من فيه سيسير.
مرت الأيام، ثم تصادف أن زار المدونة مُساعد مرة أخرى، توافقا مع ما كتبته عن المتاجر الإلكترونية العربية، وحكى لي مساعد عن قصته الناجحة مع متجره الإلكتروني، في رسالة وافق على طلبي بنشرها:
فكرة موقع دكاني أتت في ذهني أول مرة عندما كنت أرى شغف الناس بالأشياء الغريبة والمتميزة عن البقية ولأن حب التميز عن الناس هو حب فطري في الإنسان فكنت أسمع بين الحين و الآخر أثناء أي حديث إن فلان لديه جهاز عجيب أو فلانة عندها آلة فريدة. و لذلك وجدت إن هذا سوق يمكننا أن ندخله و نكون متخصصين فقط في الأشياء الغير تقليدية.
عرضت الفكرة على صديقي رديني الرديني ورحب بها وعرض علي أن يكون شريكا في المشروع. طالعنا المشاكل و الأخطاء التي تقع فيها المتاجر الإلكترونية العربية والأجنبية ودرسنا الموضوع ثم قررنا أن نضع الحلول.
من الأخطاء التي كانت لدى كثير من المتاجر العربية إنها تكتب بلغة إنجليزية! رغم إنها موجه للعرب!! أو على الأقل اسم الموقع إنجليزي وهو موجه للعرب.
كثير من المتاجر العربية – ناهيك عن المواقع العربية- مهووسة بالصور وملء أي فراغ في الموقع، لذلك حاولنا فعل ما فعله موقع قووقل، من خلال تصميم موقع بسيط جدا، مع مساحات بيضاء كثيرة ومريحة للعين بدون زحمة مواد. كما أننا قررنا ألا نضع أي إعلان تجاري في الموقع، رغم إن هناك من عرض علينا ذلك، ولكننا رفضنا لأننا نريد الموقع بسيطا ومتناسقا ومريحا لعين الزوار.
طبعا العقبة الكبرى لأي متجر إلكتروني هي عملية الدفع، وهي أيضا كانت العقبة الكبرى مع مشروعنا، إلى أن من الله علينا بالعثور على حل والتفاوض مع بنك يوفر لنا هذه الخدمات.
رأس المال كان قليلا، لذلك كنا نقوم على استيراد المنتجات حسب طلب الزبائن، وليس تخزينها لدينا، وهذا أوفر علينا لأننا لن نشتري منتجا ونضعه عندنا ثم لا يشتريه أحد. ثم لاحظنا إن هناك منتجات معينة عليها طلب أكثر من منتجات أخرى و هنا فقط قررنا أن نطلب منها كميات لتقليل التكلفة و لعلمنا إن هذه المنتجة بالذات عليها طلب كبير.
طبعا حتى مع تسهيل عملية الدفع و جعلها عن طريق معظم البطاقات الائتمانية العالمية إلا إننا أيضا واجهنا مشكلة عدم تمكن الناس من الشراء، لذلك وضعنا توضيحا مصورا لهم، ومع ذلك كان هناك فئة من الناس تخاف من الشراء عن طريق استخدام بطاقاتها الائتمانية في موقع غير معروف.
قررنا أن نوفر خدمة الدفع عند الاستلام، وربما تعتقد أن هذه مخاطرة، وستجد أناسا كثيرين سيتهربون منك عند وصول بضاعتهم، إلا إنه ولله الحمد لم يخيب ظننا ولا عميل.
طبعا المشاكل لا تنتهي، وما دامت تعمل فالمشاكل لن تختفي، وأذكر مرة أن البنك كان يجدد نظام الدفع لديه، ما منع الناس من الدفع عن طريق البطاقات الائتمانية مؤقتا، فقمنا – كي لا يشعر الناس بهذا التوقف – بعمل عرض خاص وخصومات لمن يشتري عن طريق خدمة الدفع عند التوصيل، ولن يحصل على هذه الخصومات من يشتري عن طريق الموقع مباشرة لفترة مؤقتة إلى أن تم إصلاح العطل، ولله الحمد لم يشعر الناس بشيء.
طبعا لأن رأس المال في البداية كان قليلا، كان موضوع الدعاية موضوعا صعب، لكننا قمنا بحركة مختلفة وهي أننا عملنا دعايات مجانية كبيرة، عن طريق مراسلة الجرائد والمجلات وعرض الفكرة عليهم، فرحب الكثير منهم و طلب عمل لقاء معنا، وفي كل مرة ينتشر أكثر الموقع هذا غير ما تتناقله الألسن من دعاية.
الحمد لله، حافظنا دائما على عميلنا، وخسرنا في مواقف كثيرة، فقط لنحافظ على السمعة ولم يواجه أي عميل أي مشكلة تتعلق بنقوده معنا منذ بداية عملنا ولله الحمد.
المشروع كمل سنته الأولى و غطى مصاريفه الأولية و اليوم نحن نجني الأرباح.
ثم كان أن طلبت من مساعد المزيد من التوضيح والأرقام، فجاءت رسالته الثانية:
أحب ان أنوه إلى إن أكثر ما أفادني في ردك على ما سألتك عنه في البداية هو عندما قلت التالي: “”على أن سر النجاح والقاسم المشترك بين غالبية الناجحين، هو إجابة هذا السؤال: ما القيمة المضافة/الفائدة المتميزة التي ستقدمها لتتميز عن غيرك؟ هذا هو أكثر الأسئلة أهمية وتأثيرًا“”
بناء على هذا السؤال، قررنا بيع كل ما هو غير تقليدي، أي منتجات لا يحتاجها الناس ولكنهم يتمنون بشدة الحصول على أحدها، كون حب التميز صفة فطرية بالإنسان. فما زلت أذكر مقولة أحد الكتاب : ولد الناس و قد كتب على جباههم : اجعلني مهماً.
رأس المال الذي بدأنا به بسيط وهو 750 دينار كويتي (الدينار الكويتي يعادل تقريبا 3.5 دولار أمريكي) دفعت نصفها ودفع شريكي النصف الآخر. حددنا الربح على كل سلعة كحد أقصى 15% من سعرها، رغم أن كثيرا من السلع كان ربحنا منها أقل من هذه النسبة بكثير، بل بعض السلعة خسرنا فيها، حيث أن شركات الشحن حسبت علينا أوزانا مختلفة عن وزن السلعة الذي زودتنا به الشركة. ولأن السلعة تمر على 3 شركات شحن مختلفة، حدثت بعض الخسائر بالنسبة لنا في بعض السلع و لكن في الأغلب تكون الحسبة سليمة ولله الحمد.
3 شركات شحن لأن السلعة تشحن داخل أمريكا، ثم من أمريكا إلى الكويت، ثم داخل الكويت وكل عملية شحن المسئولة عنها شركة مختلفة.
بخصوص الأرباح، قلت لشريكي إن شاء الله نسترد رأس المال قبل شهر ديسمبر، والحمد لله خيب الله ظننا، فقدجمعنا أكثر من رأس المال بحوالي الضعفين قبل نهاية السنة بشهور :)
أتوقع أن تكون أرباح العام المقبل 3000 دينار إذا ما استمرت الخطة التي في ذهننا، وإن شاء الله يكون الربح أكبر، خصوصا ونحن نعول كثيرا على النظام الجديد الذي سنتبعه.
خطتنا التسويقية في البداية كانت مجانية بحتة، حيث كما أخبرتك كنا نعول على مقابلات المجلات و الجرائد و الحديث عن الموقع في المنتديات على الإنترنت وشيء من الدعايات عن طريق البريد الإلكتروني.
سبب قيامنا بالدعايات المجانية هو أننا كنا نريد التوفير قدر المستطاع، ولكننا اليوم لدينا خطة تسويقية مدفوعة تبدأ الشهر القادم بإذن الله بعد رمضان، وكل عمليات الدعاية ستكون عبر انترنت لأنها الشريحة المستهدفة .
بالمناسبة هناك متجر إلكتروني عربي ولكنه ذو واجه إنجليزية، أتعب نفسه بالدعاية في إعلانات الشوارع ولم يضع إعلانا واحدا على انترنت رغم إنه موجه لمستخدمي انترنت!!
من الأخبار الحصرية مثلا أن شركتنا تقوم على ثلاث موظفين فقط، ونحن لا نحتفظ إلا بالسلع الأكثر مبيعا في مخزن شخصي لنا، وأن أكثر ما يرفع سعر السلع هو الشحن، لذلك نكافح بل ونتصارع مع شركات الشحن للحصول على أسعار خاصة.
كان هناك خلافات في طريقة إدارة الشركة كادت تؤدي إلى بيع حصة أحدنا إلى الآخر، ولأني جربت عملية المشاركة في 3 مشاريع من قبل، وكلها كانت تفشل لأن الشراكة مزعجة،  خاصة إذا كنتم متساويان في النصيب، عكس ما لو كنت أنت صاحب الشركة والآخرون موظفون لديك.
لكن حلينا المشكلة من خلال توزيع المهام وفصل العمل، فصرنا نتعاون ويكمل بعضنا بعض، حيث إن كل واحد فينا يشتغل فيما هو متمكن فيه وصار موضوع الشراكة مثل السمن على العسل لأننا فصلنا العمليات وعرفنا كيف نوزعهم حسب قدرات كل شخص فينا.
خطتنا التسويقية الحالية هي البيع داخل الكويت، وسنفتح المجال لدخول الدول الخليجية في العام القادم إن شاء الله، ولكن التحدي الذي يواجهنا هو الشحن مرة أخرى، حيث إن الشحن إلى دول الخليج سيزيد كذلك من سعر السلعة و يجعلها ترتفع كثيرا ونحن نحاول البحث حاليا عن شركة تقدم لنا عروض أرخص كي نبدأ عملية البيع في دول الخليج.
قررنا منذ البداية ألا نبيع منتجا موجودا في الكويت، وإن كان هناك منتج مشابه، فإن كان أرخص من منتجنا فسنلغي المنتج الذي لدينا لنحتفظ بالتميز.
وجدنا شركات أخرى تقلد نفس الفكرة، ولكن صعب جدا أن يأتوا بنفس البضائع لأن عملية البحث عن مثل هذه البضائع غير التقليدية أمر متعب جدا، وأغلب الناس تستصعب ذلك، فتقوم بفتح متجر يبيع كل شيء، أو مزاد عادي، وكالعادة يقعون في مشكلة عدم وجود آلية دفع سهلة أو تصميم موقع أجنبي لعملاء عرب!
نحن لدينا ملف للمنافسين و ندرس كل متجر و كيف نستفيد مما قدمه أفضل مما قدمناه. فلو تقدم علينا أحد في عملية البيع فنحن نراهن على خدمة المستهلك.
في النهاية أشكر مساعد على سماحه لي بنشر هذا الكنز من المعلومات، وأدعو له ولشريكه بالنجاح والتوفيق، وأدعو كل قارئ من الكويت أن يدعم هذا الموقع، لعل الله يرسل له من يدعم مشروعا له في المستقبل.
بهذا أكون قد أجبت كل من طالبني بقصص نجاح عربية، وكل من سألني الكتابة باستفاضة في موضوع المتاجر العربية الإلكترونية، ومن لديه أسئلة أكثر، يمكنه مراسلة مساعد على متجره (سامحني يا مساعد :) ).

ليست هناك تعليقات: