بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 ديسمبر 2013

المعلوماتية: التقنيات ووسائل الاعلام

المعلوماتية: التقنيات ووسائل الاعلام بقلم : الدكتور عبدالامير الفيصل 


شهدت تكنولوجيا الاتصال خلال العقدين الماضيين ولاتزال نموا متزايدا فاق القدرة على وضع تصور كامل يحكم اداء هذهِ التكنولوجيا التي تشمل الحاسوب الالكتروني، والبث المباشر والاستشعار عن بعد عبر الاقمار الاصطناعية والشبكات الالكترونية والاندماج الحادث بين كل هذه الادوات التكنولوجية. 

لقد اصبح الاهتمام بوسائل الاعلام في مجتمعنا يتزايد ويأخذ ابعاداً اكثر عمقاً وشمولاً واهمية وتأثيراً وبخاصة من خلال تطور الادوات والتقنيات الاعلامية الحديثة التي زادت من فاعلية الاتصال الجماهيري واصبحت وسائل الاعلام ميدانا كبيرا ومجالاً خصباً للمنافسة واحراز قصب السبق الاعلامي للجماهير. 


ان الحصول على المعلومات وتوثيقها واسترجاعها وصناعة مادة اعلامية متميزة والعمل الجاد على تحقيق السبق الاخباري والمتابعات الاخبارية المتواصلة والتحليلات المتعمقة وتقديم المواد الاعلامية المبتكرة باداء فريد واخراج فني متقن وجذاب، كل ذلك يساعد على تفاعل القارئ مع صحيفته، ويزيد من شعبية تلك الوسيلة الاعلامية لاسيما مع تزايد الاتصال الجماهيري التفاعلي المباشر وزيادة التفاعل المباشر المنشود مع زيادة مساحة الحرية للتعبير وتبادل الآراء ووجهات النظر والافكار. 




مفهوم تكنولوجيا الاتصال والمعلومات: 


التكنولوجيا كلمة اغريقية الاصل مؤلفة من جزئين احدهما (Techo) اي الاتقان او التقنية والثانية (Ligos) اي العلم او البحث وتعني علم التقنية من حيث الدقة. 


ويمكن تعريف التكنولوجيا بانها ((مجموعة من النظم والقواعد التطبيقية واساليب العمل التي تستقر لتطبيق المعطيات المستحدثة لبحوث أو دراسات مبتكرة في مجالات الانتاج والخدمات كونها التطبيق المنظم للمعرفة والخبرات المكتسبة والتي تمثل مجموعات الوسائل والاساليب الفنية التي يستخدمها الانسان في مختلف نواحي حياته العملية وبالتالي فهي مركب قوامه المعدات والمعرفة الانسانية)). 


فيما عرفها اسامة ابن الخولي بانها مجموعة المعارف والخبرات المكتسبة التي تحقق انتاج سلعة او تقديم خدمة وفي اطار نظام اجتماعي واقتصادي معين([1">). 


وتعرف تكنولوجيا الاتصال بانها: (مجموع التقنيات او الوسائل او النظم المختلفة التي توظف لمعالجة المضمون والمحتوى الذي يراد توصيله من خلال عملية الاتصال الجماهيري او الشخصي او التنظيمي او الجمعي والتي من خلالها يتم جمع المعلومات والبيانات المسموعة والمكتوبة او المصورة او المرسومة او المسموعة المرئية او المطبوعة او الرقمية من خلال الحاسبات الالكترونية ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات واسترجاعها في الوقت المناسب ثم عملية نشر هذه المواد الاتصالية او الرسائل او المضامين مسموعة او مسموعة مرئية او مطبوعة او رقمية ونقلها من مكان الى مكان اخر وتبادلها0 


اما تكنولوجيا الاتصال والمعلومات فهي كل ماترتب على الاندماج بين تكنولوجيا الحاسب الألكتروني والتكنولوجيا السلكية واللاسلكية والالكترونيات الدقيقة والوسائط المتعددة من اشكال جديدة لتكنولوجيا ذات قدرات فائقة على انتاج وجمع وتخزين ومعالجة ونشر واسترجاع المعلومات باسلوب غير مسبوق، يعتمد على النص والصوت والصورة والحركة واللون وغيرها من مؤثرات الاتصال التفاعلي الجماهيري والشخصي معا. 


وتكنولوجيا الاتصال على هذا النحو- ليست كغيرها من انواع التكنولوجيات الاخرى فهي تتحدى نفسها وتسابق الزمن وتتميز عن غيرها بوصفها عملية متكاملة اكثر من كونها مجرد أدوات، فأستخدامها يقود الى إعادة ابتكارها من جديد، وهو مايؤدي الى مزيد من الاستخدام وهكذا في دائرة لاتنتهي. 


أما بسيوني حمادة فيرى ان تكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيا المعلومات هما وجهان لعملة واحدة، على اساس ان ثورة تكنولوجيا الاتصال قد سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات التي كانت نتيجة لتفجر المعلومات وتضاعف النتاج الفكري في مختلف المجالات، وظهور الحاجة الى تحقيق أقصى سيطرة ممكنة على فيض المعلومات المتدفق واتاحته للمهتمين ومتخذي القرارات في اسرع وقت، وبأقل جهد عن طريق استحداث اساليب جديدة في تنظيم المعلومات تعتمد بالدرجة الاولى على الحاسبات الالكترونية، واستخدام تكنولوجيا الاتصال لمساندة مؤسسات المعلومات، ووضع خدمات لتصل عبر القارات. 


والواقع ان تعريف تكنولوجيا المعلومات ينطوي على هذا التزاوج اذ ينص في احدى صيغه على انه (أقتناء واختزان المعلومات وتجهيزها في مختلف صورها واوعية حفظها، سواء كانت مطبوعة أو مصورة أو مسموعة أو مرئية أو ممغنطة او معالجة بالليزر، وبثها باستخدام توليفة من المعلومات الالكترونية ووسائل اجهزة الاتصال عن بعد). 


ووفق تعريف اليونسكو فان تكنولوجيا المعلومات هي (مجالات المعرفة العلمية والتقنية والهندسية والاساليب الادارية المستخدمة في تناول المعلومات وتطبيقاتها، انها تفاعل الحاسبات والاجهزة مع الانسان ومشاركتها في الامور الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية) ، وهكذا فانه لايمكن الفصل بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت اليه نظم الاتصال فترابطت شبكات الاتصال مع شبكات المعلومات حيث انتهى عهد استقلال نظم المعلومات عن نظم الاتصال . 


ويشهد عالمنا المعاصر حالياً ثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للعمل على السرعة في الحصول على المعلومات ونشرها باقصى سرعة ممكنة 


فقد احدثت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات تغييرات نوعية في العديد من أوجه الحياة للدرجة التي مهدت الطريق للانتقال من المجتمع الصناعي الى مجتمع المعلومات وان هذه الثورة سوف تترك آثارها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المجتمع المعاصر كماً ونوعاً، ويقع في القلب من هذا التحول الارادة السياسية لدول العالم المختلفة اذ من المتوقع ان تشهد السنوات المقبلة اهتماماً متزايداً لتبني سياسات قومية للبنية التحتية للمعلومات بما في ذلك صياغة الاطر القانونية المشجعة لاستيعاب التكنولوجيا، وحث المجتمع لتوظيفها واحلالها محل الموارد التكنولوجية التقليدية. 


وبصفة عامة فقد أتاح التطور التكنولوجي في اساليب الاتصال فرصة جمع وتخزين واسترجاع وتجهيز ونشر ونقل حجم هائل من المعلومات والبيانات والوسائل الاعلامية على نطاق واسع، وبدرجة فائقة من الدقة والسرعة، وكذلك فقد اتاحت أجهزة الاتصالات الحديثة فرصة توفر معلومات وبيانات حديثة للجماهير وكذلك سرعة اعداد النشرات والرسائل الاخبارية وتخطيط الحملات الاعلامية وتنفيذها، واعداد بيانات مسح اتجاهات الجماهير ويعد الحاسب الألكتروني، والنقل بالاقمار الاصطناعية واشرطة الفديو تيب والفديو تكس والتليفاكس والات النسخ ذات السرعة العالية من اهم التطورات البارزة في اساليب الاتصال الالكتروني، وادواته فضلا عن الهاتف الدولي والتليكس(Teletext) الفاكسميل Faxmile. 


وبناء على ماتقدم فان التطور التكنولوجي قد هيأ ادوات اتصال متطورة لنقل الرسائل الاخبارية والاعلامية بسرعة ودقة واحكام اكبر ومرونة. 


لقد تطورت كل من تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في مسارين منفصلين ولكن شهدت ستينيات القرن الماضي بداية التواصل بينهما والذي تصاعد متجاوزا الحدود التقليدية حتى اصبحت الشبكات الالكترونية هي المالك الرئيس الاشكال التبادل الاعلامي كافة على المستوى العالمي، وقد اسفر هذا التزاوج بين كل من تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في التسعينيات عن ظهور مايعرف حالياً بالاتصال متعدد الوسائط([2">) (Multi- Media) الذي يركز على تطور الحاسبات، وتستند الثورة التكنولوجية الاتصالية الراهنة على ركائز رئيسة عديدة تشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تضم التلغراف والهاتف والتلكس والطباعة عن بعد والراديو والتلفزيون واجهزة الاستشعار عن بعد والميكرويف والاقمار الاصطناعية والحاسبات الالكترونية والالياف البصرية واشعة الليزر، وقد اسفر هذا التداخل عن ظهور مايسمى بالطريق السريع للمعلومات
(Super highway information). 





الثورة الخامسة للاتصالات: 


شهد النصف الثاني من القرن العشرين تقدماً في مجال التكنولوجيا يعادل كل ماتحقق في قرون عديدة سابقة، ولعل من ابرز مظاهر التكنولوجيا ذلك الاندماج الذي حدث بين ظاهرتي تفجر المعلومات وثورة الاتصال، ويتمثل المظهر البارز لتفجر المعلومات في استخدام الحاسب الإلكتروني في تخزين واسترجاع خلاصة ما أنتجه الفكر البشري، في أقل حيز متاح، وبأسرع وقت ممكن، أما ثورة الاتصال الخامسة فقد تجسدت في استخدام الأقمار، ونقل الأنباء والبيانات والصور عبر الدول والقارات بطريقة فورية. 


وقد ظهر في السنوات الاخيرة ابتكارات عديدة طورت صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية من أبرزها: 


أولا: ظهور الحاسب الشخصي [Personal Computer (P.C)"> والتوسع في استخداماته، إذ يتيح التعامل مع كمية كبيرة من المعلومات غير محدودة سواء للاستخدام الشخصي، أو إمكانية الاستفادة من المعلومات التي تقدمها قواعد وبنوك وشبكات المعلومات من خلال الربط بخط تليفوني معها، وهو مانسميه بخدمة الخط المباشر (Online). 


ويمكن استرجاع المعلومات التي يتم تخزينها في الحاسب الشخصي عند الحاجة إليها فورا، مما يوفر الوقت والجهد، كما استخدم الحاسب وسيلة ترفيهية، ويمكن ربطه بأجهزة الراديو والتلفزيون. 


ثانيا: أدى امتزاج وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية مع تكنولوجيا الحاسب الإلكتروني الى خلق عصر جديد للنشر الإلكتروني، حيث يتم طباعة الكلمات على شاشة التلفزيون، أو وسيلة العرض المتصل بالحاسب الإلكتروني لكي يتسلمه المستفيد في منزله أو مكتبه، حيث يقترب مستخدمو النصوص الالكترونية من المعلومات بالكمية والنوعية التي يرغبون فيها، وفي الأوقات التي تناسبهم، وقد تطورت نظم الاتصال المباشر بقواعد البيانات، كصناعة تدر بلايين عديدة من الدولارات سنويا، وتوجد هذه الصناعات في أماكن عديدة من العالم، حيث يوجد حاليا أكثر من 2800 قاعدة بيانات عامة حول العالم، فضلا عن عدد لاحصر له من قواعد البيانات الخاصة. 


ثالثا: ظهور التكنولوجيا الجديدة في مجال الخدمة التلفزيونية مثل خدمات (التلفزيون التفاعلي) Interactive Television عن طريق (الكابل) الذي يتيح الاتصال باتجاهين، ويقدم خدمات عديدة مثل التعامل مع البنوك، وشراء السلع وتلقى الخدمات، وبخاصة الخدمات الأمنية والرعاية الطبية، ويتيح التلفزيون الكابلي نحو مائة قناة تلفزيونية، كذلك يقدم التلفزيون منخفض القوة خدمات الجريدة الإلكترونية الخاصة بالمنطقة المحلية أو الحي السكني، ويتيح للجماعات الصغيرة أن تناقش الموضوعات المشتركة على مستوى الحي أو المنطقة الصغيرة مثل قضايا المدارس والصحة والسلع والخدمات، كذلك حققت خدمات(الاذاعة المباشرة عبر الاقمار الاصطناعية) قدراً هائلا من المعلومات والترفيه لمشاهدي المنازل مباشرة، وحدثت تطورات كبيرة في جودة الصورة التلفزيونية من خلال مايعرف بالتلفزيون عالي الدقة (High Resolution TV) وهو يزيد عدد الخطوط الأفقية للصورة التلفزيونية من 525 خطا في النظام الأمريكي، و 625 خطا في النظام الأوربي، الى 1125 خطا أفقيا في النظام الياباني الجديد، كما أتاحت التكنولوجيا اتساع نسبة الطول الى العرض في شاشة التلفزيون من 3:4 في النظام التقليدي الى 3:5 وكذلك تكبير حجم الشاشة الى نحو خمسة أضعاف حجمها التقليدي مع الحفاظ على جودة الصورة . 


رابعا: ظهور العديد من خدمات الاتصال الجديدة مثل الفيديو تكس(V.T)، والتلتكست(T.T)، والبريد الالكتروني، والاقراص المدمجة الصغيرة (CD) التي يمكن أن تخزن محتويات مكتبة عملاقة على قمة مكتب صغير، وكذلك المصغرات الفلمية، وتطوير وصلات الميكروويف، ونظام الليزر الذي ينبض 22 بليون نبضة في الثانية عن طريق الألياف الضوئية، مما يسمح لنا بأن نرسل عشرة قوائم كاملة من الموسوعة البريطانية كلمة بكلمة عبر خيط زجاجي رقيق في الثانية الواحدة، وتتطور إشارات نقل(الألياف الضوئية) بسرعة كبيرة وسيكون تصنيع هذه الألياف أقل كلفة في المستقبل عند مقارنتها بخطوط النحاس التقليدية، ويحمل الخيط الضوئي الواحد حوالي 672 محادثة تلفزيونية، كما يضم الكابل الواحد اثني عشر خيطا من هذه الخيوط الضوئية . 


ويتوقع أحد الخبراء أن يقلل استخدام الألياف الضوئية من نسبة الخطأ الضئيل في أجهزة الحاسبات الإلكترونية، كما يؤدي استخدام الألياف الضوئية الى زيادة معدل سرعة أداء الحاسبات الإلكترونية بواقع عشرة أضعاف الوضع الحالي، ومن المتوقع أن تزيد الألياف الضوئية من قدرة نقل المعلومات من موقع لآخر بسرعة أكبر كثيرا بحلول عام 2005 بحيث يمكن نقل 30 جزءا من الموسوعة البريطانية في 10/1 من الثانية. 


خامسا: هناك أيضا اختراعات جديدة يبدو أنها ستغير من شكل التسلية المنزلية بشكل أكبر من الانقلاب الذي حدث نتيجة الانتقال من الفوتوغراف الى الراديو في النصف الأول من القرن العشرين، ومن أمثلة ذلك التوسع في إنتاج الفيديو كاسيت المنزلي، وأشرطة وأقراص الفيديو، مما يزيد من تحكم المشاهد في المحتوى الذي يراه، كذلك تطورت ألعاب الفديو بشكل كبير بعد ربطها بالحاسب الالكتروني، ومن المتوقع ايضا التوسع في انتاج الكتب المصغرة التي يتم تسجيلها على رقائق صغيرة، ويمكن أن تتاح بأسعار منخفضة للغاية، كما يمكن عرض هذه الكتب المصغرة على شاشة التليفزيون مما يتيح طفرة في معدل قراءة الكتب وتداولها. 


تكنولوجيا الاتصال في التسعينات: 


إن من أبرز مايميز تكنولوجيا الاتصال منذ أول التسعينيات حتى الآن، أن العالم يمر في مرحلة تكنولوجية اتصالية تمتلكها أكثر من وسيلة لتحقيق الهدف النهائي وهو توصيل الرسالة الى الجمهور المستهدف، لذا يمكن أن نطلق على هذه المرحلة مرحلة (تكنولوجيا الاتصال متعدد الوسائط) أو (التكنولوجيا الاتصالية التفاعلية) أو مرحلة (التكنولوجيا المهجنة) والمرتكزات الأساسية لنمو هذه المرحلة وتطورها هي الحاسبات الإلكترونية في جيلها الخامس المتضمن أنظمة (الذكاء الاصطناعي) فضلاً عن الألياف الضوئية و(اشعة الليزر) و(الاقمار الاصطناعية)0 


ويمكن حصر أبرز سمات هذه المرحلة الاتصالية في الجوانب الآتية: 




استقرار بعض الأنظمة المستحدثة في الثمانينيات: 


مثل أنظمة (النشر المكتبي) Desktop Publishing ، وأنظمة (البريد الإلكتروني) Electronic Mail، وأنظمة النصوص المتلفزة
) Telivised Texts وأنظمة اللقاءات عن بعد Telecommunication. 








يجب أن تكون مسجلا لتتمكن من الرد     يجب أن تكون مسجلا لتتمكن من التعليق    




naseemلتطوير المستمر للوسائل الاتصالية التقليدية: 


أحدثت التطورات الراهنة في الحاسبات الإلكترونية ونظم الإرسال والاستقبال التلفزيوني تغييرات في أساليب إنتاج بعض الوسائل التقليدية، مثل الوسائل المطبوعة كالجريدة والمجلة وصناعة الصحافة بشكل عام حيث شهدت التسعينيات المزيد من تحول الصحف (جرائد ومجلات) الى الآلية الكاملة في عملية الانتاج من خلال ادخال الحاسبات الالكترونية، ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية في معظم مراحل الانتاج بدءا من توصيل المواد الصحفية الى مقر الصحيفة بالاستعانة بأجهزة الفاكسيميل والحاسبات الالكترونية، وفي عمليات المعالجة والانتاج الطباعي بدءا من تحرير النصوص والصورة على شاشات الحاسبات الالكترونية، حتى عملية الاخراج الكامل والتجهيزات للصفحات على الشاشات، ومنها الى المجهز الآلي للصفحات، حيث تخرج الصفحات مجهزة من الحاسب الإلكتروني الى سطح الطابع مباشرة، وهناك توظيف كبير للتكنولوجيات الرقمية في التقاط الصور الفوتوغرافية وفي معالجتها فنيا الى جانب المواد المصورة الأخرى، كما تطورت أساليب توثيق المعلومات الصحفية بحيث اختفى الأرشيف اليدوي التقليدي وحتى المصغرات الفيلمية بشكلها التقليدي، ليحل محلهما الأرشيف الإلكتروني الذي تجهز محتوياته وتنسق خلال عملية صف الجريدة، كما يستعان الآن بأقراص الليزر المدمجة في تخزين أعداد الصحيفة السابقة، وتم ربط مراكز المعلومات الصحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية وشبكاتها، وتم تطوير أساليب طباعة الصحف في أكثر من موقع في الوقت نفسه، من خلال تحسن أسلوب الارسال وتسريعه، وذلك لاصدار الطبعات الإقليمية والمحلية في الصحف. 




تأثير تكنولوجيا الاتصال على الوسائل الاعلامية: 


أثرت التطورات الراهنة في تكنولوجيا الاتصال على الاتصال الجماهيري وبوجه خاص على وسائله وعليه كعملية مستمرة متصلة ذات أطراف متعددة، ويمكن رصد بعض التأثيرات التي أحدثتها التطورات الراهنة في تكنولوجيا الاتصال على وسائل الاتصال الجماهيري في الجوانب الآتية:


أولا: التأثيرات على وسائل الاتصال التقليدية: 


إن التكنولوجيا الاتصالية الجديدة لاتلغى وسائل الاتصال القديمة ولكن تطورها وتغيرها بشكل ضخم، فقد تغير الفيلم السينمائي بعد ظهور الصوت وكذلك اللون، والحال ينطبق على الجرائد والمجلات بظهور مستحدثات جديدة في مجال صف حروف الجريدة وتوضيبها، وفي نظم الطباعة، ونظم إرسال الصفحات عبر الأقمار الاصطناعية مما أثر على أساليب التحرير والاخراج والانتاج بشكل عام، كما تغير التلفزيون بعد ظهور كاميرات الفيديو المحمولة، وبعد تصغير كثير من المعدات اللازمة للعملية الانتاجية وتطويرها. 


فكل تكنولوجية اتصالية جاءت لتطور تكنولوجيات سابقة تقليدية كانت تعد أساساً امتداداً للحواس الإنسانية (السمع- البصر) وذلك في كل مستويات الاتصال. 


فعلى مستوى الاتصال الذاتي كانت الوسائل التقليدية للاتصال هي: تدوين الملاحظات، والمذكرات الشخصية، الأجندة، الصور الفوتوغرافية، الآلات الحاسبة، أما المستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي الأشرطة المسموعة أو المرئية، برامج الحاسبات الالكترونية واستخدامها في كل المشكلات، وعلى مستوى (الاتصال الشخصي) Interpersonal كانت الوسائل التقليدية هي: المقابلة، البريد، التليفون، التلغراف، آلات النسخ، أما المستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عقد المؤتمرات عن بعد تلفونيا والكترونيا وعن طريق الفيديو، والبريد الإلكتروني، التليفون المتحرك، التليفون المرئي. 


وعلى مستوى (الاتصال الجمعي) كانت الوسائل التقليدية هي الاتصالات المواجهية المتمثلة في الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش والخطب،أما المستحدثات التكنولوجية فهي عقد المؤتمرات عن بعد، اتصالات الحاسب الإلكتروني، وعلى مستوى (الاتصال التنظيمي) (المؤسسي Organizational) كانت الوسائل التقليدية هي: الاتصالات السلكية واللاسلكية الداخلية، أما المستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عقد المؤتمرات عن بعد، البريد الالكتروني، الفاكسيميل، نظم المعلومات، الإدارة بالحاسبات الإلكترونية، المعالجة الالية للمعلومات. 


وعلى مستوى الجماعات الكبيرة كانت الوسائل التقليدية هي: الميكروفونات، أجهزة عرض الشرائح، الصور المتحركة، أما المستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عروض الفيديو، أنظمة الحاسبات الالكترونية متعددة الوسائط. 


وعلى مستوى (الاتصال الجماهيري) كانت الوسائل التقليدية هي: الجريدة، الراديو، التلفزيون، الفيلم السينمائي، الكتب، لوحات العرض، بينما المستحدثات التكنولوجية الراهنة هي: التلفزيون السلكي ، التلفزيون بالاشتراك، أنظمة النصوص المتلفزة(التليتيكست والفديوداتا) الاستقبال التلفزيوني المباشر من الأقمار الاصطناعية، أجهزة الراديو والمسجلات المحمولة، ألعاب الفيديو، أنظمة المعلومات الرقمية، الكتاب الالكتروني، أقراص الليزر Disk، Disc مدمج. 


ومن خلال ماسبق يمكن القول أن التكنولوجيا الاتصالية الراهنة بوسائلها الاتصالية المختلفة، لم تقض على التكنولوجيا القديمة بوسائلها المختلفة، بل انها شكلت امتداداً طبيعياً وتطويرا لهذه الوسائل القديمة. 




سمات تكنولوجيا الاتصال: 


على الرغم من أن الوسائل الاتصالية التي أفرزتها التكنولوجيا الاتصالية الراهنة تكاد تتشابه في العديد من السمات مع الوسائل التقليدية، الا أن هناك سمات للتكنولوجيا الاتصالية الراهنة بأشكالها المختلفة مما تلقي بظلالها وتفرض تأثيراتها على الاتصال الانساني بوسائلها الجديدة. 


وأبرز هذه السمات التي تتصف بها التكنولوجيا الاتصالية الراهنة هي: 


التفاعلية: 


وتطلق هذه السمة على الدرجة التي يكون فيها للمشاركين في عملية الاتصال تأثيراً على أدوار الآخرين وباستطاعتهم تبادلها، ويطلق على ممارستهم الممارسة المتبادلة أو التفاعلية (Interactive Communication)، وهي تفاعلية بمعنى ان هناك سلسلة من الأفعال الاتصالية التي يستطيع الفرد (أ) ان يأخذ فيها موقع الشخص (ب) ويقوم بأفعالة الاتصالية، المرسل يستقبل ويرسل في الوقت نفسه، وكذلك المستقبل، ويطلق على القائمين بالاتصال لفظ مشاركين بدلا من مصادر، وبذلك تدخل مصطلحات جديدة في عملية الاتصال مثل الممارسة الثنائية، التبادل، التحكم، ومثال على ذلك التفاعل في بعض أنظمة النصوص المتلفزة. 


اللاجماهيرية: 


وتعني أن الرسالة الاتصالية من الممكن ان تتوجه الى فرد واحد أو الى جماعة معينة، وليس الى جماهير ضخمة كما كان في الماضي، وتعنى أيضا درجة تحكم في نظام الاتصال بحيث تصل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة الى المستفيد. 


اللاتزامنية: 


وتعنى إمكانية إرسال الرسائل واستقبالها في وقت مناسب للفرد المستخدم ولاتتطلب من كل المشاركين ان يستخدموا النظام في الوقت نفسه، فمثلا في نظم البريد الإلكتروني ترسل الرسائل مباشرة من منتج الرسالة الى مستقبلها في اي وقت دونما حاجة لتواجد المستقبل للرسالة في وقت إرسالها. 


قابلية التحرك أو الحركية: 


فهناك وسائل اتصالية كثيرة يمكن لمستخدمها الاستفادة منها في الاتصال من اي مكان الى آخر اثناء حركته، مثل التليفون النقال، تليفون السيارة أو الطائرة، التليفون المدمج في ساعة اليد، وهناك آلة لتصوير المستندات وزنها عدة غرامات، وجهاز فيديو يوضع في الجيب، وجهاز فاكسميل يوضع في السيارة، وحاسب الكتروني نقال مزود بطابعة. 


قابلية التحويل: 


وهي قدرة وسائل الاتصال على نقل المعلومات من وسيط لاخر كالتقنيات التي يمكنها تحويل الرسالة المسموعة الى رسالة مطبوعة وبالعكس، وهي في طريقها لتحقيق نظام للترجمة الآلية ظهرت مقدماته في نظام مينيتيل الفرنسي. 


قابلية التوصيل: 


وتعنى إمكانية توصيل الأجهزة الاتصالية بتنويع أكبر من أجهزة أخرى بغض النظر عن الشركة الصانعة لها أو البلد الذي تم فيه الصنع وذلك عن طريق وضع معايير فنية لهذه الاجهزة يتم الاتفاق عليها بين هذه الشركات. 


الشيوع أو الانتشار: 


ويعني الانتشار المنهجي لنظام وسائل الاتصال حول العالم وفي داخل كل طبقة من طبقات المجتمع،وكل وسيلة تظهر تبدو في البداية على أنها ترف ثم تتحول الى ضرورة، نلمح ذلك في التليفون، وبعده الفاكسيميل، وكلما زاد عدد الاجهزة المستخدمة زادت قيمة النظام لكل الأطراف المعنية، وفي رأي (الفن تولفر) ان المصلحة القوية للأثرياء هنا أن يجدوا طرقا لتوسيع النظام الجديد للاتصال لاليقصى من هم أقل ثراء، حيث يدعمون بطريقة غير مباشرة الخدمة المقدمة لغير القادرين على تكاليفها. 


التدويل أو الكونية: 


البيئة الأساسية الجديدة لوسائل الاتصال هي بيئة عالمية دولية، وذلك حتى تستطيع المعلومة ان تتبع المسارات المعقدة وتعقب المسارات التي يتدفق عليها رأس المال الكترونيا عبر الحدود الدولية جيئة وذهابا من أقصى مكان في الارض الى ادناه في اجزاء على الألف من الثانية، الى جانب تتبعها مسار الأحداث الدولية في أي مكان من العالم. 




التأثيرات على الجمهور: 


من خلال تعدد قنوات الاتصال المتاحة أمام الأفراد, فلقد اتاحت تكنولوجيا الاتصال الحديثة المتمثلة في الأقمار الاصطناعية، والحاسبات الالكترونية ووصلات الميكروويف، والالياف الضوئية عددا كبيرا من خدمات الاتصال خلال العقدين الماضيين، مثل التلفزيون الكابلي التفاعلي، والتلفزيون منخفض القوة، والتلفزيون متعدد النقاط، ونظام الارسال المباشر من القمر الاصطناعي، والفديو كاسيت، والفديو ديسك، وأجهزة التسجيل الموسيقي المطورة، وخدمات الفيديو تكس، والتليكست والاتصال المباشر بقواعد البيانات، وهذه الوسائل تخاطب الافراد وتلبى حاجاتهم ورغباتهم الذاتية وان هذه التكنولوجيا الاتصالية الراهنة تتسم بسمة أساسية وجديدة في الوقت نفسه على عالم صناعة الاتصال، وهي التفاعل بين المستقبل والمرسل. 


وعن العقبات التي تواجهها صناعة تكنولوجيا المعلومات يقول عبد القادر الكرملي من العقبات التي تواجهها تكنولوجيا المعلومات هي معضلة تعريب المصطلحات الاجنبية، وتباين وعي القراء بقضايا تكنولوجيا المعلومات مشيرا الى ان قارئ مطبوعات تقنية المعلومات يعاني من ظاهرة تعدد الترجمات العربية للمصطلح الانكليزي الواحد، حيث لاتنجو من التعددية حتى أكثر المصطلحات بساطة ويزيد عدد الترجمات المتداولة لبعض المصطلحات عن اثنتي عشرة ترجمة مما يعد تشويشاً كبيرا على ذهن قاريء مطبوعات تقنية المعلومات لاسيما انها لاتظهر فقط باختلاف الكتاب بل لدى الكاتب الواحد وحتى في المقالة الواحدة احياناً. 


وهناك حل شامل لهذه المشكلة يعتمد على انشاء موقع تفاعلي لمصطلحات تقنية المعلومات، وان تتبنى هذا المشروع احد الجهات المهمة ويجب ربط اللغة العربية والجهات الاخرى التي تعمل على تعريب مصطلحات تقنية المعلومات بهذا المشروع عن طريق الانترنت واعطائها دورا اشرافيا مما يسهل التنسيق بينها مما يؤدي بناء ذاكرة جمعية للترجمة وتوحيد المصطلحات بشكل تلقائي ليوفر وقتاً طويلا مهدرا في الكتابة أو الترجمة في مجال تقنية المعلومات ويجنب القراء سوء الفهم الناجم عن فوضى المصطلحات*. 


وفيما نقف اليوم امام عقبة هذه النقلة الجديدة في عالم تكنولوجيا المعرفة يبدو العالم منقسماً الى ثلاثة اقسام: 


· أن 15% من سكان العالم يحصلون تقريباًعلى كل الابتكارات التكنولوجية الحديثة . 


· ان 50% من سكان العالم قادرون على استيعاب هذه التكنولوجيا استهلاكاً وانتاجاً. 


· أن بقية سكان العالم 35% يعيشون في حالة انقطاع وعزلة عن هذه التكنولوجيا. 


واذا كان هذا الواقع لعالم اليوم يعني شيئاً فانه يعني ان مقولة العالمية التي اطلقها في عام 1962 مارشال (ماكلوهن) لم تصح، ولايبدو انها سوف تصح في المستقبل المنظور برغم كثرة استخداماتها في الادبيات الاعلامية والثقافية الحديثة. 


ان الجمع بين الغنى والمعرفة من جهة اولى والجمع بين الفقر واللامعرفة من جهة ثانية يكون حالة انشطارية في المجتمع الانساني تحمل في طياتها مضامين أشد خطورة من الانقسام القائم منذ عقود بين الشمال الغني والجنوب الفقير، فنسبة الفجوة في الثروة بين اثرياء العالم وفقرائه كانت بنسبة 30 الى واحد في الستينيات ولكن بعد عشر سنوات تضاعفت هذه النسبة واصبحت بنسبة 60 الى واحد، وفي أقل من عقد من الزمن أصبحت النسبة في عام 1997 هي 74 الى واحد فعلى صعيد الملكية ان 200 بليونير فقط يملكون اكثر مما يملكه جميع سكان العالم وعلى صعيد الانتاج فان 600 مليون أنسان في الدول الفقيرة ينتجون أقل من ثلاثة من أصحاب المليارات، وفي العالم 40 شركة كبرى متعددة الجنسية تملك كل واحدة منها اكثر مما تملكه مائة دولة من الدول الفقيرة. 


اما نسبة الفجوة المعرفية فانها اشد خطورة ذلك أن عشرة شركات كبرى فقط من شركات الاتصال تسيطر على 86% من السوق، وان عشرة دول فقط تقدم 95% من براءات الاختراع والاكتشاف في العالم ذلك ان المعرفة تقود الى المزيد من المعرفة، وبالتالي الى المزيد من الغنى والثروة والعكس صحيح. 


ولاشك ان حجم العالم ينكمش بفضل شبكة الاتصالات والتواصل التي تلفه طولاً وعرضاً ولكنه كان كذلك ولو بقدر أقل من القرن الماضي ايضاً فقد كانت الامبراطوريات (الاوربية) تتغلغل في زوايا العالم المختلفة تربطها شبكة التلغراف والسفن البخارية، ثم جاء الراديو والتلفاز والهاتف وبعد ذلك الطائرات النفاثة والاقمار الاصطناعية لتزيد من حجم انكماش العالم وتضاؤله ولترسم حدوداً من نوع جديد بين الامم والشعوب، هي حدود المعرفة واللامعرفة، وهي على كل حال ليست كالحدود السياسية محدودة وثابتة ولكنها حدود معرفية -اجتماعية- اقتصادية متحركة ومتغيرة. 


ان ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال الراهنة قضت على معظم اساليب الحياة التقليدية، وان شبكات المعلومات والنشرات الالكترونية وكوابل الالياف البصرية ستعمل على تطوير صناعة الصحافة بنسبة أسية 3،6،18،36،72 وهكذا وتغيرها تغييرا جذريا، لتتحول من صحافة ورقية مطبوعة الى صيغ رقمية تنقل عبر الكوابل وخطوط التلفون الى اجهزة الكومبيوتر المنزلية ليقرؤها القارئ من خلال شاشة الكومبيوتر. 


وفضلاً عن هذا التحديث المتسارع في تكنولوجيا صناعة الصحف سوف تظهر ايضا أنواع جديدة من تكنولوجيا وسائل الاعلام، أذ يمكن من خلال التليتكستTeletext نقل مئات الصفحات من المعلومات في شتى المجالات عبر الاقمار الاصطناعية أو المحطات التلفزيونية الى اجهزة المشتركين التلفزيونية او عرضها على شاشات الكومبيوتر، ومن خلال منصات النشرات الالكترونية وشبكات الكومبيوتر المتصلة هنالك نوع جديد من منتديات الاتصال والحوار في شبكة الانترنت، وهناك كم هائل من معلومات يمكن الحصول عليها بيسر وسهولة وسرعة فائقة، كما اتسع ايضا نطاق صناعة النشر الالكتروني واصبحت تضم مايعرف بالفديوتكس * Videotex والبريد الالكتروني. 


ومن الخصائص العامة المميزة لهذه الوسائل الجديدة من وسائل الاعلام ان المتلقي لن يكتفي بدور المشاهد السلبي، بل سيتفاعل على هذه الوسائل تفاعلاً ايجابيا ويصبح قادراً على تحديد محتوى الرسالة الاعلامية، وتوقيت تلقيها، كما ان تكنولوجيا الاتصالات الحديثة قضت على مركزية وسائل الاعلام والاتصال، أذ تعمل الاقمار الاصطناعية على لامركزية محطات البث التلفزيوني، ويتم اعداد بيئة وسائل اعلام المستقبل وفقا لاهتمامات الجماهير ورغباتهم، ولن يرتبط الناس بوسائل الاعلام من خلال المساهمات الجغرافية فقط إذ دائما ماسيرتبطون معاً من خلال اهتماماتهم المشتركة ومايحتاجونه من معلومات . 


ونتيجة لذلك ستتحول المجتمعات الجغرافية الى (مجتمعات فكرية) بمعنى ان حدود المجتمع لن تتحدد بالحدود الجغرافية وانما ستحددها الاهتمامات الفكرية المشتركة غير المقيدة، وسوف يدعم هذه الاتجاهات اللامركزية انخفاض تكاليف وسائل الاتصال الالكتروني نتيجة انتشار الاقمار الاصطناعية وتكنولوجيا الالياف البصرية ومايستحدث من تكنولوجيا جديدة. 


ان تكنولوجيا وسائل الاعلام والاتصال الحديثة جعلت الصحافة تفقد اهميتها التقليدية، اذ أصبح فيض المعلومات الخام متاحاً للجميع، واصبح افراد المجتمع قادرين على مجادلة الصحفيين، وتفنيد آرائهم، بل ومنافستهم مما جعلهم يفقدون هيمنتهم على الاخبار والمعلومات، وستعمل هذه التكنولوجيا على خلق منتدى واسعاً للتواصل الاجتماعي حيث تستطيع الجماهير الانخراط في حوار متواصل ومتفاعل، لاتكتفي فيه بدور المتلقي السلبي بل تشارك مشاركة ايجابية وتدلي برأيها مباشرة في جميع القضايا المطروحة للمناقشة. 



أثر تطور التقنيات على الصحافة 


تعد الصحافة الوسيلة الاعلامية الاولى التي حصلت البشرية من خلالها على المعلومات والاخبار والمعارف والافكار، كما انها أسهمت بأضاءة جوانب كثيرة في حياة البشر محدثة فيها الكثير من التحولات. 


وقد تعرضت الصحافه لمجابهة الوسائل الاعلامية الاخرى التي توالى ظهورها تباعاً، وتعالت الصيحات بان هذه الوسائل سوف تحدث تأثيراً سلبيا كبيرا على الصحافة، الا ان الصحافة استطاعت ان تطور نفسها وتغير من محتواها لتصبح متفاعلة مع الجماهير وتاريخ الصحافة تاريخ لعناصر ومكونات كثيرة، فالصحف ليست اشياء فحسب بل هي اشخاص وعمليات وتاثيرات وتأثر ووظائف وانجازات وغيرها من التحولات والتغيرات التي ادخلتها الصحافة على نفسها من تنوع بالاخبار، واعمدة ثابتة وصور كاريكاتورية وغيرها من الفنون الصحفية المتعددة علاوة على ذلك الارقام والاحصاءات المختلفة فضلاً عن الجماعات الضاغطة، او الاحزاب والقوانين والاعتبارات المتعددة التي تحكم تلك العملية. 


وكشفت دراسة اجرتها جامعة ميشيغان الامريكية ان الصحف كان لها التاثير الاكبر على مشاركة اصحاب مستويات التعليم الجيدة في الانتخابات، في الوقت نفسه لم يكن للتلفزيون التاثير الذي يماثل الصحافة لضعف وجود تعبئة للمعلومات فيه ،فلم تستطع اخبار التلفزيون ان توفر معلومات عميقة ومن المستحيل لهذه الوسائل الاعلامية الاخرى ان تصل الى عمق الصحف في تقويم المعلومات وهذا من اهم العوامل التي تحفظ للصحافة استمرارها في مواجهة الوسائل الاخرى . 


ان الصحافة تتمتع بمميزات عديدة قياساً الى الوسائل الاعلامية الاخرى إذ أن هذه المميزات تعطيها القدرة على الاستمرار في ظل مواجهة الوسائل الحديثة، فيستطيع الانسان ان يقرأ الصحيفة مرات عدة بيسر وسهولة، فالمذياع والتلفزيون يفتقدان هذه الميزة المهمة التي تتيحها الصحافة للانسان المتلقي تعطيه القدرة على امتلاك المعلومات، وبالتالي امكانية تحليل الأفكار بشكل افضل واكثر دقة وتفصيل فضلاً عن التعمق في تناول الموضوعات، وهذا مايجعل الصحافة اكثر تأثيرا في الرأي العام عن غيرها من الوسائل الاخرى، وانها اي الصحافة ستظل حافظة لمواقعها وسط الوسائل الاعلامية الاخرى. 




الصحافة وتأثير التكنولوجيا: 


ان الصحافة تعرضت في مسيرتها الى الكثير من التطورات إذ ظهرت العديد من الوسائل الاعلامية الاخرى مثل المذياع الذي دار جدل طويل عند ظهوره ومايمكن ان يحدثه من تهديد للصحافة، الا ان الامر جاء على عكس ذلك تماماً فقد استمرت الصحافة وارتفع اداؤها ولم تؤثر الاذاعة على الصحافة كما كان متوقعاً كذلك جاءت الثورة التكنولوجية الاخرى بظهور وسيلة اعلامية ثالثة وهي التلفزيون ليستمر الجدل حول مدى تأثير هذا الجهاز على الصحافة، وانه سوف يحل محلها بشكل اوبأخر الا ان الصحافة استطاعت ان تطور نفسها وتؤكد كونها الوسيلة الاكثر تاثيرا والاعمق في المعلومة . 


وقبل الاذاعة عندما ظهرت السينما ترددت الاقاويل بانها ستؤثر سلباً على الصحافة ولكنها ظلت الوسيلة الاسهل في الرجوع اليها والامتاع في تناولها بين الوسائل الاخرى، وهو ما انطبق ايضا على التلفزيون حتى جاءت الثورة المعلوماتية الجديدة بظهور الانترنت لتعود الكرة من جديد حول تأثير هذه الوسيلة على الصحافة فانها لاشك سوف تؤثر على الصحافة، ولكن ليس بالشكل القوي والجاد وخاصة في العالم الثالث الذي لاتزال الغالبية العظمى من مواطنيه تعاني من الامية في هذا المجال، الاانها ستعطي فرصة مهمة للصحافة التقليدية لكي تطور من نفسها وترفع من مستوياتها لتعطي المعلومة الاعمق والاهم ،فلاشك ان هذه التكنولوجيا تعطي مزيداً من الانتشار وبشكل افضل دائما. 


كما ان بامكان الصحف ان تضع استراتيجية مهمة لمواكبة أحداث العصر وتكنولوجياته ولاشك ان الاعلام له تأثير قوي في تغيير المجتمعات والتحولات الفكرية والسياسية والا جتماعية لدى كل الشعوب . 


وكانت الصحافة احدى اهم الوسائل الاعلامية التي لعبت ولاتزال هذا الدور ان دور الصحافة يكمن دائماً في ثقة المتلقي من مصادر الصحافة، كما استطاعت ان تطور نفسها بتطوير المجتمعات وان تستفيد من التطورات التكنولوجيةفبالرغم من ظهور العديد من الوسائل الاعلامية الاخرى الا ان الصحافة لاتزال العين التي يرى من خلالها الجمهور مايحدث حول العالم، وان كل فرد يجد فيها مايبحث عنه ويناسب مستواه . 


ان وسائل الاعلام استفادت بشكل كبير من ثورة المعلومات حيث اتاحت كما هائلا من المعلومات وجاءت ثورة الاتصالات لتؤكد هذه الفائدة من خلال نقل المعلومات ثم كانت ثورة التكنولوجيا الرقمية التي اتاحت العديد من الامكانات من خلال توفر خدمة الارسال والبث الاذاعي والتلفزيوني دون عوائق. 


ان التكنولوجيا ليست كل شيء والاهم منها الانسان، وماذا يريد ان يوصل من ورائها هناك من يقول ان الانترنت ستنافس الصحافة المكتوبة والبعض يقول العكس ان الانترنت هي وسيلة يستعملها اصحاب الصحف والناشرون لوضع المعلومات عليها حتى يستطيع الناس الاطلاع عليها في انحاء العالم، فلا احد يأخذ دور الآخر، بل المهم ان تعرف الوسيلة الاعلامية كيف تخاطب بلغة عصرها، فالراديو لم يلغ الصحافة، والتلفزيون لم يلغ الراديو ولا الصحافة المكتوبة والفديو لم يلغ التلفزيون، والمهم ان لاتلغي الصحافة نفسها، أي يجب على اصحاب الصحف والناشرين كيف يتوجهوا بلغة العصر الى القارىء ولذلك نرى ان الصحافة الامريكية تغيرت، وتحولت الى صحافة اختصاص وعلينا تبعا لذلك معرفة كيفية استعمال التكنولوجيا لتطوير الاعلام ان كان مكتوباً ام مرئياً ام مسموعاً . 


لقد ادت الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الى وضع الصحافة المعاصرة امام تحديات جديدة اتاحت لها فرصا لم يسبق لها مثيل سواء كان ذلك في غزارة مصادر المعلومات، أو في سرعة نقلها أو في استخدامها وانعكست هذه التطورات على اساليب جمع وانتاج وتوزيع المعلومات في اجهزة الاعلام الرئيسة الثلاث المطبوعة والمسموعة والمرئية، وكذلك خلقت هذه التطورات جمهورا جديدا متميزا يعتمد على الانترنت وشبكات نقل المعلومات الالكترونية في تلقي المعلومات، وسارعت بالتالي اجهزة الصحافة العصرية الى استقطاب هذا الجمهور الجديد عن طريق اضافة شبكة الانترنت الى وسائلها التقليدية في نقل وتسويق النتاج الصحفي، ان وفرة المعلومات وتدفق الاتصال سوف يسهم في اتاحتها بشكل لم تعرفه البشرية من قبل، حيث أضحت المعلومات وفيرة بشكل لايمكن لاي متخصص ان يتابع معه مايستجد في حقل تخصصه، حيث لعبت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات دوراً في: 


1. وفرة المعلومات في جميع المجالات وعدم امكانية احتكارها من قبل الصحافة فقط . 


2. اتاحة هذه المعلومات لمن يستطيع الوصول اليها تقنيا واقتصاديا وفنيا وثقافيا وخاصة من خلال الانترنت والفضائيات ووكالات الانباء. 


3. ان التوسع في الاتصال وخصوصاً عبر شبكات القنوات الفضائية والتلفزيونات الخطية والانترنت، وربط الكومبيوتر وشاشة التلفزيون ليكونا جهازا واحداً سوف يتيح فيضان الاتصال اقليميا ودوليا ويعزز التنافس مع الصحافة بشكل كبير. 


ان استخدام التطور العلمي والتكنولوجي في صناعة وانتاج الصحف اصبح ضرورياً وله فوائد من حيث: 


أ- مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في مجال الاعلام. 


ب- مواجهة عصر المعلومات والاتصالات. 


ج- تطوير العملية الانتاجية للصحف وغيرها من المطبوعات لتحقيق الفائدة المثلى لصناعة الصحافة والطباعة والنشر . 


د- الموازنة الاقتصادية بين تكلفة الانتاج والعائد المحقق. 


هـ- اعادة تخطيط المهام والمسؤوليات في الحقل الصحفي بما يناسب روح العصر. 


و- مواجهة المنافسة بين الصحافة والتلفزيون. 


واصبحت الاقمار الاصطناعية تستخدم بشكل واسع في صناعة الصحف ونقل النسخ الى محطات بعيدة ففي مؤتمر عقدته صحيفة الفايننشيال تايمز حول مستقبل صناعة الصحف والاثار المحتملة الحديثة ...قيل انه اذا كانت هناك امكانية طباعة صحيفة بصورة اقتصادية في 9 أو 10 بلدان في العالم فلن يكون هناك سبب في عدم توقع اليوم الذي تجد فيه انفسنا قادرين على الطباعة في كل مدينة حيث يوجد قراء، أو حتى في اماكن التوزيع المهمة والمدن والانفاق والمطارات، بل وفي كل دائرة مهمة أو في المساكن والمنازل وعندما يستلم المشترك الإشارة الإلكترونية تعطيه نسخة مطبوعة من صحيفته اليومية. 




مراحل استخدام الوسائل الالكترونية في الصحافة: 


لقد مرت الصحافة الحديثة بمراحل عدة في استخدامها للوسائل التكنولوجية الجديدة حيث بدأت الصحف منذ الستينيات في استخدام انظمة الجمع الالكتروني ،لتمثل بذلك بداية تحول الصحف الى استخدام الانظمة الرقمية، وفي هذا الوقت ومنذ حوالي 30 عاماً تقريبا دعا (فيليب ماير) الى استخدام الكمبيوتر في جمع الاخبار فيما عرف بصحافة التدقيق (Precision Journalism) كوسيلة تساعد في تطبيق اساليب العلوم الاجتماعية والنفسية في التغطية الصحفية، وحتى منتصف الثمانينيات لم يطبق الصحفيون هذه الرؤية بشكل متكامل في معالجة قصصهم الصحفية، لانها كانت تقتضي استخدام أنظمة حاسبات كبيرة ومعقدة، ولكن وبالتدريج بدأت تقنيات معالجة المعلومات القائمة على استخدام الحاسبات الالكترونية تدخل الى مجال معالجة الاخبار في الصحافة، حتى قال البعض انه لايوجد اختلاف كبير بين عمل التدوين الصحفي وعمل العلماء الاجتماعيين فكلاهما يدرس السلوك البشري ويجمع المعلومات ويحللها وينشرها . 


ومع بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأت تدخل أجهزة الحاسبات الالكترونية بشكل مكثف الى غرف الاخبار في الصحف الامريكية والكندية، وفي بلدان اخرى عديدة حيث بدأ استخدامها في الكتابة والتحرير والصف والجمع الاليكتروني وبدأت بعض الصحف تتحول الى الآلية الكاملة في عملية الانتاج من خلال ادخال الحاسبات الالكترونية، ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية في معظم مراحل الانتاج كما بدأت هذه الصحف تحول ملفاتها من القصاصات الورقية الى ملفات الكترونية وزادت عمليات التفاعل الالكتروني مابين قواعد البيانات والمعلومات المتاحة امام الصحف، وتم ربط بنوك المعلومات الصحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية كما تصاعد حجم قواعد المعلومات التجارية وتنوعت خدمتها المعلوماتية والصحفية. 


وفي التسعينيات ايضا ومع تطور وسائل الاتصال وتقنيتها وانخفاض تكلفة اجهزة الحاسبات الالكترونية وتنوع احجامها، اصبح المندوبون قادرين على الاتصال بالنشرات الالكترونية المحلية والانترنت، وبفضل التقدم في الاتصالات السلكية والاقمار الاصطناعية فإن النصوص والصور والمخططات يمكن ان تنتقل بالفاكسميل من قارة الى اخرى ،كما تمكن الصحف من الطباعة في اكثر من مكان في الوقت نفسه وظهر هذا التطور في زيادة القدرة على التخزين الرقمي للصور، والاتجاه الحالي نحو الرقمنة الكاملة لكل مراحل الصورة من الكاميرا الى المسح الضوئي الى الانتاج الى معالجة الصور،حتى يتم عرضها على الشاشة لاضافة اللمسات اليها واخراجها، كما تزود وكالات الانباء الكبرى مشتركيها بوسائل استقبال الصور الرقمية فضلاً عن امكانية كتابة وطباعة مقالاتهم وادخالها مباشرة الى الحاسبات الالكترونية، فالتطورات الحديثة لم تجعل الصحفيين مضطرين للبقاء بصفة دائمة في الصحيفة نفسها، وساعدتهم على القيام بأعمال لم يكن بمقدورهم القيام بها من قبل. 


كما أدت الى تنوع طرق جمع القصص الصحفية، وتحسنت طرق اتصالهم المباشر بالمصادر، وتوافرات امامهم عدة ادوات متخصصة تيسر لهم اداء مهامهم. 


وبدأ استخدام الحاسبة الالكترونية كأداة للجمع والتقصي عن المعلومات وللوصول الى الوثائق والسجلات وتحليل قواعد البيانات، وان لم تتحول هذه الطريقة الجديدة الى اسلوب شائع في كل الصحف نظرا لتباين مجتمعاتها وامكانياتها وان ظهرت بعض البرامج التي تدعم تواجدها مثل البرنامج الذي اخترعه الصحفي (جبسون) الفائز بجائزة بوليترز وهو برنامج Nine Trak Express لمساعدة الصحفيين على تحليل الوثائق العامة باستخدام أجهزتهم الشخصية، وكذلك زيادة عدد المعاهد والكليات والمراكز المتخصصة في علوم هذا الفن الجديد الذي اصبح يعد من بين العلامات الفارقة في تاريخ جمع الاخبار الصحفية وواحداً من ابرز التحولات التكنولوجية في مجال التغطية الصحفية .
naseemالتكنولوجيا والمهارات الصحفية: 


بدت الصحافة مع منتصف التسعينات تتطلب مستوى معيناً من التخصص الفني والصحفي والمعلوماتي، وبدأ يتزايد ادراك الصحفيين لاهمية وقيمة الحاسبات الالكترونية والانترنت، وقواعد المعلومات والوسائل التكنولوجية والاتصالية الحديثة في حياتهم اليومية كصحفيين . 


وبدأوا يتكيفون مع هذا العالم الرقمي الجديد، وهو ماجعل استخدام الحاسبة الالكترونية في الصحف من اجل جمع المتن وتحليل الاحصائيات، وتصميم الصفحات وعرض المخططات شيئا اساسيا . 


وقد افرزت هذه التطورات ظواهر متناقضة في عالم الصحافة سواء مابين صحف دول معينة او غيرها او داخل الصحيفة الواحدة، فبينما يقوم الصحفيون الان بجمع الاخبار وكتابتها وتحليلها وتحريرها وتوضيبها باستخدام هذه التقنيات الحديثة وهو ماينعكس اثره على مضمون وشكل الصحيفة، فإن هناك صحفيين اخريين لم يستخدموا هذه التقنيات الحديثة بالمرة، او مازالوا يستخدمونها لاداء مهام تقليدية ويتبعون الوسائل التقليدية نفسها في جمع المادة وحفظها وتحريرها واسترجاعها. 


وبدا في الساحة الصحفية وكأن هناك فريقين فريق يسمىTechnojournalists الذي يجمع افراده بين مهارات التغطية، وادوات التعامل مع المعلومات الجديدة وتكنيكات إدارة المعلومات وفريق اخر يسمى Tradition Journalists مازال يستخدم الوسائل التقليدية في اداء العمل الصحفي في بيئة تقوم على التكنولوجيا. 





وظائف تأثير تكنولوجيا الاتصال على الصحافة: 


تتعدد وظائف تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المجال الصحفي ويمكن تقسيمها كالآتي: 


1. وظيفة انتاج وجمع المادة الصحفية الكترونياً ومن بين وسائلها الحاسبة الالكترونية وقواعد المعلومات والانترنت والتصوير الالكتروني والتصوير الرقمي/الالكتروني، والاقمار الاصطناعية والماسحات الضوئية والاتصالات السلكية واللاسلكية والالياف البصرية ....الخ. 


2. وظيفة معالجة المعلومات الصحفية رقمياً ومن بينها الحاسبة الالكترونية والنشر الالكتروني وسواء كانت تلك المعلومات مادة مكتوبة او مصورة او مرسومة فإن هناك العديد من البرامج التي تتعامل وتعالج مثل هذه المعلومات . 


3. وظيفة تخزين المعلومات الصحفية واسترجاعها وتقوم بنوك المعلومات وشبكاتها ومراكز المعلومات الصحفية باستخدام الاقراص المدمجة في توثيق ارشيفها ووثائقها وهي تساعد في البحث عن المعلومات واسترجاعها بشكل سريع وملائم مثل قواعد بيانات New York Times وبنك معلومات صحيفة الاهرام المصرية. 


4. وظيفة نقل ونشر وتوزيع المعلومات الصحفية مثل الفاكس والاقمار الاصطناعية والاتصالات السلكية واللاسلكية، والشبكات الرقمية، وشبكات الالياف والكابل .....الخ. 


5. وظيفة عرض المواد الصحفية ومن بينها اجهزة الحاسبة الالكترونية، والاجهزة الرقمية الشخصية . 


6. وظيفة التحرير الالكتروني وتتمثل في تنوع البرامج المساعدة في عملية الكتابة والمعالجة والتحرير الالكتروني، وبرامج فحص الاسلوب والاعراب والاملاء بل وتوجد برامج لكتابة القصص الاخبارية بشكل آلي باستخدام طرق التغذية الالكترونية للبيانات وذلك في مجالات عديدة مثل اسعار الاسهم والحصص والعملات، وهو ماجعل بعض الصحف تتخلص من الصحفيين الذين لايجيدون استخدام هذه البرامج حتى قال البعض ان الصحافة نفسها يعاد كتابتها ببرامج كمبيوتر جديدة . 


7. وظيفة توضيب واخراج المادة الصحفية، وهناك ثورة كبيرة في مجال البرامج الخاصة بالتصميم والاخراج الصحفي ومعالجة الصور والمخططات. 


وبالرغم من المزايا العديدة التي توفرها الوسائل الحديثة للصحافة الا ان ثمة مشاكل لم تحل بعد مثل سهولة الاتصالات بين الصحف وقواعد المعلومات وسرعتها وقلة خبرة الصحفيين في التعامل مع هذه التقنيات الجديدة وحاجة التعامل مع الملفات الاليكترونية لبعض الوقت مقارنة بالملفات المطبوعة وتراجع عنصر الابداع الفردي في العمل الصحفي بفعل تزايد الاعتماد على التقنية كوسيلة لتنفيذ الكثير من المهام وان كان البعض([3">) يرد على ذلك بأن التقنية توفر جهد الصحفي ووقته في اداء الاعمال الروتينية وتراجع دور الصحافة كحارس بوابة تقليدي، وكمفسر للاحداث والمعلومات حيث تؤدي التقنيات الحديثة الى ربط الجمهور بالمصادر الاخبارية الاساسية وهو مايزيد من ناحية اخرى من دور القوى التجارية في تحديد توجهات المادة الصحفية ومضامينها فضلاً عن التعارض بين الابداعية الموروثة في عملية التصوير وبين التدخلات الرقمية في معاجة الصور وامكانية استغلالها بشكل غير اخلاقي. 




اشكاليات استخدام التكنولوجيا على الصحافة: 


يثير استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في العمل الصحفي العديد من الاشكاليات منها: ان التغييرات السريعة والمتلاحقة في عالم التكنولوجيا والاندماج بين وسائل الاتصال جعل من الصعوبة وضع اطار محدد لفهم طبيعة وشكل الوسائل الجديدة، وتأثيرها بصفة عامة وعلى العمل الصحفي بخاصة من ناحية ثانية، بينما جلبت التكنولوجيا معها اسلوباً جديداً في العمل الصحفي تعدلت بمقتضاه وتغيرت الممارسات الصحفية القديمة فإنها اثارت في الوقت نفسه العديد من التساؤلات مثل :هل ستؤدي الى الغاء الممارسات الصحفية القديمة، ام ستتعايش معها؟…..ومن ناحية ثالثة بينما كانت مشكلة الصحافة دائما هي ندرة المعلومات فانها الان اصبحت تعاني من الوفرة والتخمة المعلوماتية، وهو مايثير قضية المعايير المستخدمة في تقرير طبيعة ونوعية المعلومات المهمة والملائمة للعمل الصحفي والجمهور؟وكيف يمكن التخلص من المعلومات غير المهمة وغير المفيدة ؟ومدى حاجة الجمهور لمثل هذا الكم من المعلومات ومدى رضاه عن هذه الوفرة المعلوماتية، ومن ناحية رابعة فإن العمل الصحفي حاليا في ظل التكنولوجيا الجديدة يقوم على اعادة انتاج الكم المعلوماتي المتوفر وهو امر يثير التساؤل حول وظيفة العمل الصحفي، هل هو مجرد اعادة انتاج لمضمون سابق ام خلق منتج معلوماتي جديد مع السعي لاختيار افضل الطرائق لتوظيفه؟ ومن ناحية خامسة فإن الوسائل الجديدة تركز على شكل المادة الصحفية، وطرق اخراجها وهو مايثير من جديد قضية المضمون المقدم وطبيعته وتوجهاته، وايهما اولى بالاهتمام الشكل ام المضمون ام الاثنين معاً؟ 




نشوء شبكة الانترنيت: 


لقد بدأت الانترنت حوالي نهاية الستينيات وبالتحديد عام 1969كمشروع محلي لصالح وزارة الدفاع الامريكية، وكانت تحاول تأمين الوسائل الكفء للاتصالات عبر الشبكات المنتشرة في انحاء الولايات المتحدة الأمريكية كافة بما في ذلك مراكز البحوث في الجامعات، وبعد ذلك بدأ العمل بتطوير انواع مختلفة من الشبكات في منتصف عقد السبعينيات واخذت تختصر باسم ( DARPA ) أي وكالة بحوث الدفاع المتقدمة، واستمرت عملية التحويل والدعم وبالتالي اتساع الشبكة . 


لقد انشئت الانترنت في ظل التحولات الاستراتيجية التي اتخذتها القيادة العسكرية الامريكية لوزارة الدفاع ابان الحرب الباردة، وذلك تحسباً لاحتمال دمار أي من مراكز الاتصال الحاسوبي المعتمدة بضربة خارجية، مما يؤدي الى شل الشبكة الحاسوبية بأكملها، وحرمان القيادة العسكرية الامريكية من الاسناد المعلوماتي، ففي عام 1969 ربطت وزارة الدفاع الامريكية بين اربعة مراكز أبحاث حتى يستطيع العلماء تبادل المعلومات والنتائج، وقامت بتخطيط مشروع شبكة حاسبات الكترونية يمكنها من الصمود امام هذا النوع من الهجمات السوقية المحتملة بحيث اذا تعطل جزء من الشبكة تتيح البيانات تجنب الجزء المعطل، وتصل الى هدفها واطلق على هذه الشبكة اسم شبكة وكالة مشاريع الابحاث المتطورة (ARPA NET) اختصاراً. 


بحلول عام 1980 كانت شبكة الانترنت قد انفصلت الى جزئين متصلين هما: 1- ARPA NET 2-MIL NET. والأخيرة اصبحت الشبكة العسكرية في منتصف عقد الثمانينيات فان مؤسسة العلوم الوطنية
(NSF) National Scientific Foundation اصبحت مهتمة بتحويل مشاريع شبكات المنظومة المقامة على اساس بروتوكولات ( Tcp/ip ) لمصلحة المؤسسات الاكاديمية الرئيسة في الولايات المتحدة الامريكية. وثم ربطها بمركز الحاسبات المتقدمة في عام 1988، وانتهت(NSF) في انشاء شبكة الانترنت بشكل اوسع . 





شبكة الانترنت ووسائل الاعلام: 


أثارت تكنولوجيا الانترنت ضجة كبيرة في الأوساط الاعلامية كسابقاتها من الاكتشافات الجديدة في الميدان الاتصالي والمعلوماتي، وفي نهاية الامر حافظت كل وسيلة على شخصيتها وقوتها وشعبيتها .. 


لكن ثورة الانترنت هذه المرة تختلف عن سابقاتها حيث انها تجمع بين تكنولوجيات مختلفة استطاعت ان تتخطى الحواجز الجغرافية والزمنية، ونستطيع القول حتى اللغوية إذ اصبحت اللغة الانكليزية هي لغة الاتصال والتواصل والعلم في نهاية القرن الماضي، ومايميز الانترنت عن باقي تكنولوجيات الاتصال والمعلومات هو اعتماد الشخص على نفسه للوصول الى مصادر المعلومة ،كما تتطلب التكنولوجيا الجديدة تفاعل مستخدمها معها، فالاستخدام هذا يقوم على اساس التفاعل والمشاركة من قبل المستخدم، وهذا على عكس الوسائل السابقة التي يكون فيها المستفيد مستقبلا فقط. 


ونظرا للميزات التي تنفرد بها اثارت شبكة الانترنت نقاشا وحواراً كبيرين في الاوساط الاعلامية والعلمية والاخلاقية ففي الاوساط الاعلامية رأى المتخوفون من الانترنت انه سينافس الوسائل الاعلامية المختلفة، ويقضي عليها مع مرور الزمن وسيتوجه الجمهور الى الانترنت للحصول على الاخبار والمعلومات والاعلانات ومصادر المعرفة المختلفة متخلياً عن الوسائل الاخرى. 


في الصناعة الاعلامية يرى (انجيلو اغوستيني) ان الانترنت قد احدثت ثورة عارمة في عالم الصحافة حيث ان غالبية الصحف العالمية لجأت لحجز موقع في الشبكة، وتقديم الصحيفة الى القراء عبر الانترنت وهذه التقنية الجديدة تحتم بطبيعة الحال على الصحف ضرورة الابداع والابتكار والخروج عن المألوف وتجنب التقليدي، هذا يعني ان الشبكة فرضت منطقا جديدا غير في العمق ميدان صناعة الاخبار وتبادلها، وللعلم فإن شبكة الانترنت تحتوي على اكثر من 15000جريدة في مختلف انحاء العالم وان الشبكة متوفرة في اكثر من 170دولة وتشمل اكثر من 60مليون مستخدم عبر العالم . 


هذا يعني انه بالنسبة للصحافة هناك فوائد كثيرة تنعم بها من الانترنت فبالنسبة للمتخوفين من الانترنت يجب عليهم الرجوع للتاريخ لمعرفة ان الابتكارات الجديدة من تكنولوجيا وسائل الاعلام لم تقض على سابقاتها، لكن الشيء الذي احدثته هو التغير في انماط الانتاج وفي الوسائل، هذه التطورات اثرت في المهنة وفي ثقافتها من دون القضاء على الصحافة او على الوسائل الاعلامية الاخرى . 


ولذلك فالسؤال الذي يطرح هو هل ستكون الانترنت مكملة ومفيدة للصحافة ام ستكون مهددة ومنافسة، المعطيات تقول ان الانترنت تكنولوجيا جديدة للمعلومات ستفيد اكثر مما تضر بالصحافة، فشبكة الانترنت هي مصدر مهم من مصادر الاخبار والمعلومات والعلم والمعرفة، بالنسبة للصحافة ومن خلال الشبكة يستطيع الصحفي الدخول في اتصال مع (مجموعات المناقشات)وغيرهم من مستعملي الشبكه للحصول على معلومات او معطيات علمية او بيانات او غير ذلك، وهذا يعني ان القائم بالاتصال اصبح في متناوله بنك من المعلومات وملايين الاشخاص عبر العالم يستطيع ان ياخذ منهم ويعطيهم معهم وهذا لصالح المهنة لخدمة احسن واشمل وافضل للجمهور والصحافة الجادة في مطلع القرن الحادي والعشرين اصبحت تهتم أكثر فاكثر بالتحليلات والدراسات والتعليقات الجادة وتعد الانترنت مصدراً ووسيلة مهمة في خدمة هذه الانواع الصحفية التي تتطلب تعمقاً في التحليل وغزارة في المعلومات، وقوة في الاقناع والتأثير، فشبكة الانترنت تحتوي على مئات الصحف والمجلات ومحطات الاذاعة والتلفزيون ووكالات الانباء، كل هذه الوسائط تعد روافد مهمة للمعلومات التي تبحث عنها الصحيفة لتقديمها للجمهور . 


وتتيح الانترنت الفرصة لقارىء الصحيفة عبر البريد الالكتروني ان يتصل مباشرة بصحيفته المفضلة، وان يحاور الصحفيين ويتناقش معهم في مختلف الموضوعات والاراء، وتعد صحف الانترنت وسيلة للتقارب بين المرسل والمستقبل ووسيلة رئيسة في ترشيد عملية الاتصال والتوصل بين افراد المجتمع. 




مستويات افادة الصحف من الانترنت: 


هناك سبعة مستويات لافادة صحافة الانترنت تتمثل بالآتي: 


المستوى الاول: الانترنت كمصدر للمعلومات كونه : 


1. اداة مساعدة للتغطية الاخبارية او مصدراً اساسياً للاحداث العاجلة . 


2. استكمال المعلومات والتفاصيل والخلفيات عن الاحداث المهمة . 


3. الاستفادة في الصفحات المتخصصة. 


4. التعرف على الكتب والاصدارات الجديدة . 


المستوى الثاني: الانترنت كوسيلة اتصال كونه: 


1. وسيلة اتصال خارجية بالمندوبين والمراسلين وتلقى رسائلهم عن طريق البريد الالكتروني . 


2. وسيلة اتصال بالمصادر . 


3. عقد الاجتماعات التحريرية مع المراسلين والمندوبين . 


المستوى الثالث:الانترنت كوسيلة اتصال تفاعلي من حيث : 


1. توسع فرص مشاركة القراء عن طريق البريد الالكتروني. 


المستوى الرابع:الانترنت كوسيط للنشر الصحفي: 


من خلال اصدار نسخ من الجريدة نفسها، او ملخص لها او قواعد للبيانات او ارشيف للصحيفة، او اصدار جرائد ومجلات كاملة . 


المستوى الخامس: الانترنت كوسيط اعلاني يضيف دخلاً للصحيفة. 


المستوى السادس: الانترنت كأداة لتسويق الخدمات التي تقدمها المؤسسة الصحفية: 


من خلال انشاء موقع او اكثر يقدم معلومات اساسية عن تطورها وانجازاتها . 


المستوى السابع: تقدم خدمات معلوماتية: 


من خلال تحول المؤسسة الصحفية الى مزود بالخدمات للمشتركين، وتقديم خدمات التصميم واصدار الصحف والنشرات لحساب الغير. 


واذا كانت شبكة الانترنت تنشط ذاكرة الصحفي وتساعده على تعميق تخصصه، وتحقيق التقدم المهني ،من خلال تزويده بقوائم المعلومات عن طريق البريد الالكتروني ،فإنها تضيف الى كاهله مسؤوليات جديدة تتمثل في الفحص والتدقيق وحسن الاختيار للتغلب على اشكاليات التلاعب والتحليل والتحريف والمصادر غير الموثوق بها ،الامر الذي يكفل تنمية القدرة على التحليل والفهم والاستنتاج والتقليل الى حد ما من حالة الارتباك المعلوماتي التي تصيب المحللين والقراء على حد سواء. 


واذا كانت شبكة الانترنت قد اضافت تحديات جديدة على عاتق الصحف المطبوعة بجانب التحديات التي فرضتها القنوات الفضائية، فإن هذا التطور التكنولوجي الجديد من شأنه تدعيم مركز الصحافة المطبوعة وتطويرها من خلال الاستغلال الامثل للامكانات والخدمات التي تتضمنها شبكة الانترنت، وتبنى رؤية جديدة لوظائف الصحافة بما يواكب ثورة المعلومات . 


ورغم المنافسة الحادة التي تواجهها الصحافة المطبوعة فإنه من الصعب توقع ان تصبح الصحيفة الاليكترونية بديلا عن الصحيفة المطبوعة؛ يدلنا على ذلك التطور الذي تشهده صناعة النشر في الدول المتقدمة ففي بريطانيا ارتفع عائد صناعة الصحف والكتب من 17مليون دولار في عام 1995 الى 25 مليار دولار عام 2002. ومن هذا الانتاج الكبير الذي يصل الى ثلاثة عشر مليار ونصف مليار جنيه استرليني تبلغ عائدات توزيع الصحف ثلاثة مليارات جنيه استرليني وتوزيع المجلات خمسة مليارات ونصف مليار جنيه استرليني، وتوزيع الكتب ثلاثة مليارات جنيه استرليني علماً أن اجمالي توزيع الصحف البريطانية بلغ مايقرب من سبعة مليارات ونصف مليار نسخة سنوياً. 




الاستخدامات الصحفية للانترنت: 


تتعدد انواع الاستخدامات الصحفية للانترنت ،ويمكن اجمالها كالآتي : 


1. الحصول على فيض متدفق ومتجدد من الاخبار الصحفية من مصادر متعددة، وبلغات متباينة وفي مجالات متنوعة . 


2. الحصول على كم كبير من المعلومات والبيانات والارقام والاحصائيات المتوفرة على الانترنت من العديد من الجهات والمنظمات والدول والافراد. 


3. استكمال معلومات الموضوعات الصحفية وخلفياتها من بيانات وارقام واحصائيات . 


4. استطلاع وجهات نظر المصادر الصحفية في الموضوعات الصحفية والتعرف على ارائهم وافكارهم وردود افعالهم حول القضايا التي يطرحها عليهم الصحفي . 


5. الاتصال بقواعد المعلومات ومحركات البحث وارشيفات العديد من المنظمات والشركات ووسائل الاعلام والمكتبات والجامعات والمنظمات، والاستفادة منها في نواحي صحفية عديدة. 


6. تطوير مهارات الصحفيين وكسر حاجز المهارات الصحفية التقليدية والانطلاق بها الى افاق رحبة من التغطية والتحليل وجمع المعلومات، وصياغتها وتطوير اساليب الكتابة الصحفية، واستخدام تقنيات حديثة في المعالجة الصحفية، وتقديم منتجهم الصحفي باشكال وصور متعددة ومتنوعة. 


7. استخدام الانترنت كارشيف خاص للصحفي ،يحوي موضوعاته الصحفية ومواعيده وعناوينه الخاصة واهتماماته وكتبه وقراءاته ...الخ حيث تتوفر العديد من البرامج والخدمات التي تساعد على استخدام الانترنت كذاكرة مستقلة وارشيف متحرك. 


8. استخدام الانترنت في بناء صحيفة الصحفي الخاصة التي تحوي المصادر الصحفية المفضلة له التي تجلب له الاخبار التي يهتم بها ويتابعها كما تساعده على تصميم صحيفته المفضلة بالشكل الذي يروقه، والقيام -نيابة عنه -بمهمة السكرتير الخاص الذي يتولى جمع الاخبار، والمعلومات الجديدة والمتنوعة ويصنفها بشكل منظم ومرتب ومتوافق مع ميوله واهتماماته . 


9. بناء عالمه الصحفي الخاص،الذي يطلع من خلاله الاخرون على شخصيته وميوله وقراءاته واهتماماته وسيرة حياته وكتاباته وارائه ومقالاته وانجازاته واعماله الصحفية . 


10. الاتصال بالمصادر الصحفية الكبرى من منظمات وشخصيات دولية ومشاهير ومسؤولين. 


11. الحصول على الادوات الصحفية المساعدة مثل ارقام التلفزيون والعناوين والبريد الالكتروني للمصادر الصحفية من والى صحيفته ومصادره من اي مكان وبدون تكلفه تذكر وبطريقة تساعده في الاستفادة المثلى من البيانات المتبادلة بينهما وتوثيقها وتصنيفها . 


12. الانضمام الى جماعات صحفية واخبارية يتبادل معها الخبرات الصحفية في موضوعات شتى، وبما يساعد في تطوير مهاراته ومعارفه . 


13. الاستفادة من الآلاف القواميس والمراجع والموسوعات والدوريات المتوفرة على الانترنت، التي تصنف معلوماتها بشكل يسهل الاطلاع عليها استكمال مقرراته التعليمية الصحفية على يد العديد من الاساتذة في جامعات متنوعة وصحفيين محترفين من صحف مختلفة بما يعمق معارفه الصحفية ويطورها بشكل دائم . 


14. تطوير وسائل جمعه للمادة الصحفية وطرق التقائه بمصادره حيث يمكن عقد مؤتمرات صحفية عن بعد، والاتصال بهم عبر البريد الاليكتروني وعقد مؤتمرات فيديو ونقاشات جماعية، وغرف دردشة والاطلاع على اشكال جديدة من العمل الصحفي، وعلى افكار موضوعات صحفية مختلفة والبحث عن زوايا جديدة في معالجة القصص والتقارير الصحفية . 


15. استخدام الوسائل الحديثة في التغطية الصحفية مثل التغطية باستخدام الكمبيوتر، التي تتيح له جمع المادة الصحفية من قواعد ضخمة للمعلومات بشكل الكتروني عبر جهازه الخاص وتحليلها والكتابة عنها. 


16. المشاركة في الاقسام الاخبارية لصحف اخرى والاطلاع على اختياراتهم ومعاييرهم الصحفية وممارستهم وادائهم . 


17. تطوير طرق اتصاله بقرائه وتعميق علاقاته بهم عبر الوسائل التفاعلية التي توفرها الانترنت . 


18. استخدام البريد الاليكتروني في ارسال واستقبال الرسائل الصحفية ولتجميع معلومات خلفية عن الموضوعات الصحفية والاشتراك في القوائم البريدية. 


19. أرسال واستقبال المواد الصحفية من والى جريدته، ومصادره من أي مكان وزمان وبدونه تكلفة تذكر، بطريقة تساعده على الاستفادة من البيانات المتبادلة وتوثيقها و تصنيفها. 





الظواهر والقضايا الصحفية التي تثيرها الانترنت: 


تثير الانترنت في علاقتها بالصحافة العديد من القضايا المهمة مثل ظاهرة العولمة او الكونية، وتخطى الحدود الوطنية او السيادة القومية وتهديد هويات العديد من المجتمعات الصغيرة لصالح اكتساح ثقافة وتقاليد المجتمعات الغربية([4">) كما تثير من جديد قضية التبعية الاعلامية لمصادر المعلومات الغريبة، وكذلك طبيعة توظيفها وهل يتم ذلك لخدمة المجتمع ام في غير صالحه؟ وهل اختراقها للحدود جاء على حساب انتهاك خصوصية الافراد وحرماتهم؟وهل ينظر اليها الجمهور بوصفها وسيلة موازية للصحيفة المطبوعة، وفي اي المجالات تستخدم، وهل تركز على المعلومات ام الترفيه، وهل هناك تأثيرات سلبية لاستخدامها؟ وهل يؤدي غياب وجود حراس بوابة على الشبكة الى معاناة مستخدميها من خطر التزاحم ومن وجود معلومات لاقيمة لها أو معلومات مضللة او غير مصنفة بدقة ؟ 


كما انها تثير تساؤلات عديدة حول تأثير الانترنت على الوظائف التقليدية للعمل الصحفي حيث قللت من اهمية وظيفة الرقابة على الاخبار من قبل صحفيين حراس بوابة يقرون مايستحق ان ينشر، وما لايستحق كما قللت الانترنت من اهمية وظيفة التفسير في الصحيفة حيث تكتظ بالاراء والتحليلات في قطاعات متعددة . 


كما تثير ظاهرة التفاعلية في العملية الصحفية اي بين الصحفي وقرائه حيث ان الاتصال ليس عملية احادية الاتجاه بل عملية تفاعلية، ولم يعد المستقبل متلقيا سلبيا بل يلعب دورا ايجابيا ومؤثرا في العمل الصحفي كما اصبح بمقدوره التحكم في المضمون الصحفي من خلال عمليات الانتقاء والاختيار والتوليف مما يعطيه سيطرة اكبر على الاداء الصحفي، وهو مايمكن ان يساعده على التكيف مع انفجار المعلومات والسيطرة عليها كما وكيفا كما تثير شبكة الانترنت قضية اخلاقيات العمل الصحفي ومدى التزامها، ضرورة التزام الدقة وتحري الصحة وابتغاء الموضوعية، واحترام المواثيق المهنية وحقوق الاخرين، وطبيعة القوانين الصحفية التي ينبغي ان تحكم العمل الصحفي الذي يمتد مجاله عبر الفضاء متخطيا الحدود الجغرافية والسياسية . 




وهنالك اربعة عناصر رئيسة ستميز الانترنت عن الصحافة وهي: 


السرعة :اذا اسقطت طائرة او حدث انقلاب او اغتيال زعيم تستطيع ان تعرف تفاصيل هذه الاخبار فور وقوعها، ولست في حاجة الى انتظار صدور الجريدة في اليوم التالي لمعرفة التفاصيل . 


الصدقية :سحب الانترنت بساط توفير المعلومات من تحت اقدام الصحافة واصبح يقدم معلومات وفيرة جداً. 


تقويم الاخبار :تستطيع الصحافة ان تضفي اهمية ما على خبر بان تضعه في الصفحة الاولى، لكن الانترنت اكتسبت صدقية من نوع اخر وذلك باعطائك خيارات متعددة للخبر الواحد . 


التفاعلية :يتيح لك الانترنت ان تحصل على اجابات فورية عن اية تساؤلات حول اي خبر، وابداء رأيك فيه والتعليق عليه او اضافة أية معلومة مهمة عليه. 


naseemالمعلوماتية وتحرير المادة الصحفية: 


ان اهم التحولات التي يمكن الحديث عنها ومتابعة مراحلها في ثورة وسائل الاعلام والاتصال هي التي تخص المعلوماتية، ومااحدثته من تغيرات في المؤسسات الاعلامية ومن ذلك الصحافة المكتوبة التي تغير نظام عملها . 


فدخول المعلوماتية الى غرف التحرير منذ بداية الثمانينيات اثر كثيرا على صناعة الصحف واساليب الكتابة الصحفية وامكانية الاستفادة من الطرق السريعة للمعلومات التي تعرض بواسطة الصحافة المكتوبة اليوم لقرائها صحفاً الكترونية على شبكة الانترنت وهو مايشكل من الناحية التقنية تقدما لان تقنيات الوسائط المتعددة تمكن الصحفي من ارفاق الرسومات والصور والبيانات المكملة للنص كما تمكن القارىء من الحصول على اشكال مميزة لصحيفة بفضل امكان اختيار موضوعات محددة، وبما يمكن القارىء للوصول الى المعلومات لاتمام قراءته او يستطيع الاتصال بكاتب المقال ليطلعه على ردود فعله، وتعليقاته او يتواصل مع قارىء اخر لتبادل الاراء. 


والى جانب هذه الصحف الالكترونية يجد القارىء اليوم على الانترنت انظمة ذاتية لبث المعلومات والاخبار وفي حين ان الصحف الالكترونية تحتم على القارىء ان يبحث عن الخبر او المعلومة بآلية الابحار (بتقنية السحب) تعتمد هذه الانظمة على غرار الصحافة والتلفزيون التقليديين على نظام احادي الاتجاه وتسلسل هي تدفع في الواقع المعلومات الى المتلقي (مبدأ الدفع)الذي ماعليه الا ان يتصل ليتلقى معلومات آنية تبعا لوقوع الاحداث وتطورها . 


ولم يكن التأثير الحقيقي على قوة انتشار الصحف مستقبلاً إلاّ في التطور التكنولوجي للصحافة ذاتها، ومن اجل ذلك استعدت المؤسسات الصحفية لهذه المرحلة حيث كونت معظمها جهازا او هيئة لمواجهة المستقبل من الجانب التكنولوجي لا من الجانب الفكري فحسب، والذي ينبغي له ان يزداد تحررا واستقلالا ويشمل التطور جميع جوانب الصحافة اختياراً او اضطراراً، وتكمن المشكلة التي تواجه صحافتنا في المستقبل القريب في نوعية المحرر الصحفي الذي يراد له مستقبلا ان يكون مؤهلا للعمل على اجهزة التنضيد لتصميم موضوعه، والتدخل في اخراجه، فالتطور الالكتروني في صحافة اليوم تعدى مرحلة ان التطور في تكنولوجيا الاتصال بشكل عام وتطور تكنولوجيا الصحافة بشكل خاص قد وفر للصحافة امكانية كبيرة في اداء وظيفتها الدولية من جهة، وايجاد وظائف جديدة من جهة اخرى ففضلاً عن زيادة كفاءة الصحافة في اداء وظيفتها فقد كان للتطورات المتلاحقة في وسائل الاتصال اثرها الكبير في تطور نشاطات الصحف. 




مشكلات استخدام الانترنت صحفياً: 


بالرغم من المزايا العديدة للانترنت فان هناك العديد من المحاذير عند تقييم مصداقية المعلومات التي يتم الحصول عليها من الانترنت لضمان القيام بتغطية موضوعية، وان المعلومات على الانترنت يمكن ان تضلل ولايمكن التأكد من دقتها ولامعرفة مصدرها، كما ان مصادرها يمكن ان تزيف المعلومات او تستخدم الادعاءات الملفقة او يكتفي بها بديلا عن المصادر الاساسية كما تختلط بها الحقائق بالاعلانات والدعاية. 


كما ان استعراض مواد الانترنت يمكن ان تستهلك وقتا كبيرا بلا جدوى بدون معرفة وقت ومكان التوقف عن البحث، فالبحث عن المعلومات يقتضي تطوير المهارات البحثية لدى الصحفيين فضلا عن انها لاتقوم بدور المقيم لاهمية المعلومة، ولاتقرر ما اذا كانت ذات صدقية ام لا او ما اذا كانت يجب ان تدرج ضمن المادة الصحفية ام لا، فتلك مهام تتم من قبل صحفيين مدربين فضلا عن ان المعلومات على الانترنت غير منظمة بشكل يسير والتعامل يقتضي اجراء فحص مزدوج للمعلومات ولرسائل البريد الاليكتروني للتأكد من انها جاءت ممن ارسلها وكذلك التأكد من نوعية المصادر المشاركة في الجماعات الاخبارية، ومدى اهليتهم وجدارتهم الصحفية كما يصعب التمييز بين الصحفيين المحترفين وغيرهم من الدخلاء على المهنة، فكما تساعد الانترنت في تنشيط ذاكرة الصحفي وتعميق تخصصه، فانها تضيف الى كاهله مسؤوليات جديدة تتمثل في الفحص والتدقيق وحسن الاختيار على اشكاليات التلاعب والتحليل والتحريف، والمصادر غير الموثوق بها الامر الذي يتطلب تنمية قدرته على التحليل والفهم والاستنتاج. 


ومن ناحية اخرى يفرض الاستخدام المتزايد لتقنيات متعددة لجمع الاخبار مواجهة انواع جديدة من مشكلات اخلاقيات العمل الصحفي مثل حق الملكية الفكرية والرسائل الصحفية المفخخة فضلا عن القضايا التقليدية المتعلقة بتوافر الدقة والعدالة والخصوصية والصحة والموضوعية. 


ومن ناحية ثالثة فأن معظم المواد الصحفية والمعلومات المتوافرة على الانترنت مكتوبة باللغة الانكليزية ومعدة وفقا لمناهج الفكر الغربي وفلسفتها الصحفية والاعلامية وهو امر يضع قيوداً على انتشار استخدام الانترنت من قبل الصحفيين الذين لايجيدونها. 




الصحافة وتطور التقنيات: 


منذ بداية الثمانينات يشهد مجال الاتصال الاعلامي تحولات عظيمة ناتجة خصوصاً عن تطور التقنيات الاعلامية التي فرضت مفهوم الخبر المباشر، وتاليا سرعة البث وسرعة التلقي وفرضت بذلك على الوسائل الاعلامية والاتصالية ان تعيد النظر في اساليبها . 




ومن اهم تأثيرات تطور التقنيات على الصحافة المكتوبة: 


-اعطاء أهمية اكبر للعناصر المرئية في اخراج الصحيفة. 


-تأثير الاساليب التحريرية بمميزات الحيادية والموضوعية والايجاز لتصبح قراءة الصحيفة قراءة سريعة . 


الى جانب ذلك تحدث حركة الاندماج والتكامل بين الوسائل الاعلامية التقليدية تحولاً كبيراً نرى منتجي برامج التلفزيون يقدمون لزبائنهم عروضاً كانت تقدمها الى الان الصحافة المكتوبة، فموقع شبكة CNN الامريكية يقدم لمستخدمي الانترنت نسخاً مفردة لصحيفة مرئية تجمع بين مميزات الصورة الثابتة، والصورة الحية والنص وهذه المبادرة لها انعكاساتها الاقتصادية لان هذه الخدمات تقدم مجانا بفضل عائدات الاعلانات والدعاية المالية عكس الصحف الالكترونية التي تشغلها جماعات الصحافة المكتوبة . 


وهذه التحولات كلها لاتؤكد بالضرورة اضمحلال الوسيلة المكتوبة التي من المتوقع ان تقاوم طويلا، لكنها تسمح للوسيلة التقليدية بمواكبة تطور الوسائط السمعية البصرية التي تعني بالضرورة في اشكال البث والنشر. 


ويرى فريدريك انطوان وبول ريكو ان هذه التكنولوجيا قد تفضح حقيقة دور الصحافي الذي يدعي انه مجرد وسيط بينما هو في الواقع لا يقدم الحدث كما هو ليعيد تشكيله، فلقد لعبت الصحافة دورا مهما وبارزا خلال العشرين عاما الماضية لكن المعلومات التي قدمتها للقراء قد تكون شحيحة قياسا الى توفر المعلومات في الوقت الحاضر، واستطاعت شبكة الانترنت تحويل قوة الصحافة الينا جميعا حيث اصبح محتوى الاخبار ومضمونها يحدد بنسبة كبيرة من قبل القارىء والمصدر وليس المؤسسة الصحفية فالقارىء يستطيع ان يختار قراءة الاخبار من مؤسسة صحفية معينة او يتجاهلها. 


ان هذا التطور سوف يغير طبيعة الصحافة بطريقة اخطر من اختراع التلغراف والخدمات السلكية والراديو والتلفزيون؛ حيث نتجه الى عالم تقترب فيه الصحافة في انجاز مهمتها من خلال تحرير معلومات صحيحة الى اناس هم في حاجة اليها لاصدار احكامهم واتخاذ قراراتهم. 




العناصر المرئية في الصحافة: 


في السنوات العشر الاخيرة توسعت معظم الصحف في استخدام النظم الالكترونية الحديثة، مثل نظم ارسال النصوص المرئية وهي نظم تجمع بين شاشات التلفزيون من جهة واجهزة الكومبيوتر والتلفزيون والاقمار الاصطناعية من جهة اخرى، وهي تقوم على الارسال في اتجاهين. 


ولقد بدأ الاستخدام الفعلي لهذه الانظمة المتقدمة في نقل الاخبار منذ عام 1976 حيث استخدمتها وكالة U.P لتغطية اولمبياد مونتريال، وتغطية انتخابات الرئاسة الامريكية في العام نفسه، وقد انتقل استخدام هذه النظم المتقدمة في نقل الاخبار من وكالات الانباء العالمية الى الصحف الكبرى في الولايات المتحدة الامريكية، ثم في غرب اوربا ثم انتقلت بعد ذلك الى بعض الدول النامية التي كانت بعيدة عن هذه النظم المتقدمة في الاتصالات الصحفية لضعف البنية الاساسية الاتصالية التي تتيح استخدام مثل هذه النظم، فاستخدمتها جريدة الشرق الاوسط التي كانت تصدر في لندن وجدة والرياض والظهران وباريس والقاهرة والرباط ونيويورك في الوقت نفسه عن طريق نقل صفحاتها كاملة بواسطة نظام (ارسال النصوص اللاسلكية) وقد تبعتها في ذلك صحيفة الاهرام المصرية التي تصدر طبعات عديدة دولية من لندن وباريس ونيويورك . 


واذا كانت تكنولوجيا الاتصال المتطورة قد اضافت امكانات جديدة أسهمت في تطوير الصحافة فان هذا التطور ولاسيما في مجال الاذاعة والتلفزيون، قد اوجد العديد من الصعوبات امام الصحافة فهي تعاني من انخفاض عوائد الاعلانات التي باتت تفضل الاذاعة والتلفزيون وبخاصة بعد دخول عصر البث المباشر الدولي عن طريق الاقمار الاصطناعية . 




التطورات الحديثة في مجال النشر: 


ان اكثر التطورات اهمية وإثارة في مجال النشر هو التكامل بين الفديو والنشر المكتبي Desk Top Publishing (D.T.P) فقد اتاحت اوجه التقدم الحديثة في آلات المسح الضوئي وشاشات التقاط صور الفديو القيام بتضمين صور الفديو داخل اي مستند بطريقة ايسر من ذي قبل وتتيح اجهزة الفديو الرقمية للمستخدمين القيام بتحرير صور الفديو ومعالجتها، واضفاء التأثيرات الخاصة عليها وذلك من خلال تحويل الصور ذات الاشارة التناظرية analog الى شكل رقمي Digital يمكن معالجته ويمكن القول انه مع دخول نظام النشر المكتبي الى اقسام الكومبيوتر في الصحف، ولاسيما في دول اوربا والولايات المتحدة الامريكية كانت هنالك أنظمة وسيطة مهدت الطريق لدخول الانظمة الجديدة الى مطابع هذه الصحف مثل آلات المسح الضوئي الصغيرة عالية الجودة، وبرامج معالجة الصور وشاشات توضيب الصفحات وتصميمها، واجهزة الكومبيوتر الصغيرة، كما كانت مخرجات هذه الانظمة يتم الحصول عليها مباشرة على افلام حساسة مما خلق حلقة وسيطة متمثلة في الانظمة الالكترونية في مرحلة ماقبل الطبع، والتي مهدت الطريق لانظمة النشر المكتبي التي تعد الركيزة الاساسية التي تركز عليها الثورة الراهنة في مجال النشر الالكتروني . 


ان مصطلح النشر المكتبي يشير بصفة اساسية الى تكنولوجيا الحاسب الالي التي تسمح للمستخدم بان تصبح لديه ملفات تضم النصوص والاطارات والصور والرسوم في مستند واحد يتميز بجودة عالية . 


ولقد بدأت ثورة النشر المكتبي عام 1984مع ثلاثة شركات قامت بأحداث تغييرات هائلة في صناعة الكومبيوتر وهذه الشركات هي مؤسسة آبل للكومبيوتر
(Apple Computer Inc.) والدوس (Al dos)وأدوب (Adobe) فقد طورت ابل كومبيوتر ماكنتوش وقد زودته بفأرة Mouse وطابعة ليزرية وقدمت شركة الدوس برنامج (Page Maker) لتصميم الصفحات واخراجها وطباعتها وقدمت شركة (ادوب) Post scripy وهي لغة طباعية لوصف الصفحات تضمنها الطابعة الليزرية لانتاج اشكال الحروف المختلفة والنصوص والعناصر الغرافيكية. 




الثورة المعلوماتية والصحافة 


شهد النصف الثاني من القرن العشرين ثورة الاتصال الخامسة حيث يمكن تمييز تطور الاتصال من خلال خمس ثورات اساسية، تتمثل الثورة الاولى في تطور اللغة، والثورة الثانية في الكتابة، واقترنت الثورة الثالثة باختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر على يد العالم الالماني غوتنبرغ عام 1495م، وبدأت معالم ثورة الاتصال الرابعة في القرن التاسع عشر من خلال اكتشاف الكهرباء والموجات الكهرومغناطيسية والتلغراف والهاتف والتصوير الضوئي والسينمائي، ثم ظهور الراديو والتلفزيون في النصف الاول من القرن العشرين، أما ثورة الاتصال الخامسة فقد اتاحتها التكنولوجيا في النصف الثاني من القرن العشرين من خلال اندماج ظاهرة تفجر المعلومات وتطور وسائل الاتصال وتعدد اساليبه . 


ولكي نحدث تغييرا جذرياً في المسار التاريخي لابد ان نستوعب عناصر التغيير الفعال وخصوصاً التي تؤسس طريق المستقبل وبشكل أخص العناصر المستحدثة، ومن هذه التحديات التاريخية الجديدة ظاهرة المعلوماتية التي فرضت نفسها كعنصر حاسم في صياغة المستقبل. 


وبدأ العالم يأخذ منحى تطورياً اساسه العلم والمعرفة حتى القرن الواحد والعشرين الذي شهد ثورة معرفية كبيرة اساسها وعمادها ومادتها المعلومات لاغير، حيث أصبحت السلاح الذي يتيح لمن امتلكه القدرة والسيطرة على العالم لأن هذا القرن هو خلاصة مركزة لتطور التراكم العلمي والمعلوماتي والمعرفي لتاريخ البشرية، ويرى الفن توفلر ان القوة في القرن الواحد والعشرين لن تكون في المعايير الاقتصادية او العسكرية، ولكنها تكمن في عنصرالمعرفة (Knowledge). 


حيث يؤكد في كتابه تحول السلطة: ان المعرفة بصفتها وسيلة تختلف عن كل الوسائل الاخرى كونها لاتنضب، ويمكن استخدامها بافضل شكل لتعطي الافضلية باستراتيجية وتكتيك هاديء، وان خطورة المد المعلوماتي الجديد تنبع من قدرته على استحواذ القنوات والادوات التي تصنع ثقافة الفرد، وتستحوذ على بنيته المعرفية وتتحكم في سلوكه وتوجهاته، واهدافه، وبعبارة موجزة فانها تسترقه في القطيع الالكتروني الذي تقوده قلة ونخبة تستحوذ على معظم موارد العالم. 


وان التحولات التاريخية الكبيرة كان لها دور انعطافي في التطور البشري، والتقدم الحضاري ولكن تحولات القرن العشرين هي شي آخر في منعطفاته، إذ استخلص هذا القرن كل تجارب التاريخ، واستجمع خبراته وبدأ حركة تصاعدية بلغت ذروتها في نهاياته وبدء اطلالته على القرن الواحد والعشرين، والتقدم التقني والمعلوماتي في الاتصال كان علامة هذا العصر التي طرحها مبتكروها كمرحلة انتقالية حاسمة في حياة البشرية. 


واستطاعت هذه التقنية ان ترفع الحواجز وتقرب المسافات الى حد جعل العالم شاشة صغيرة تمتد عبر شبكة معقدة من الاتصالات، وهذه التقنية قد ولدت وتولد مفاهيم جديدة لأنها قد قاربت بين البشر والامم الى حد التفاعل الشديد والسريع بحيث خلقت حالة تداخل شديدة بين الافكار والثقافات، فاصبحت اهم عمليات العولمة ومسحتها المميزة هي المعلوماتية. 


والمقصود بالمعلوماتية ليس نقل المعلومات وتيسرها لاوسع عدد من الافراد والمؤسسات فحسب وانما الفرز المتواصل بين من يولد المعلومات (الابتكار) وعليك القدرة على استغلالها، والمهارات وبين من يستفيد منها لها بمهارات محدودة . 


ومع تزايد وتيرة نمو المعلومات وتقدم ادواتها التكنولوجية يعتقد البعض ان العالم سيصبح اكثر ديمقراطية، وان الاستبداد في طريقه للانحسار وهذا مايبشرون به من خلال العولمة والاندماج العالمي حيث القضاء على اشكال التنوع والتعدد واستحالة المنافسة مع بقاء التنافس منحصراً في يد قلة قليلة من ملوك المال والاعلام والمعلومات. 


وتشير الارقام الى ان اندماج الشركات الكبرى وتكتلها يزداد يوماً بعد آخر ليصل الى الاحتكار المطلق للاعلام والمعلومات، حيث بدأ عدد الشركات المسيطرة على الاعلام في الولايات المتحدة بالانكماش من 50 شركة عام 1984 الى 26 شركة عام 1987 ثم الى 23 شركة عام 1993، وما أن حلت سنة 2000 حتى استقر العدد على عشر شركات وهو مايقودنا الى الاستنتاج الى أن العالم يتجه الى مزيد من السيطرة المطلقة للاقلية المستبدة التي تتحكم بقرارات العالم الاعلامية والسياسية والاقتصادية حيث تتحكم بمصادر المعلومات من انتاجها وصناعتها وتسويقها. 




تقنية الاتصال السريع وصناعة المعلوماتية: 


ان اساس ظهور المعلوماتية وتحولها الى قوة العصر يرتكز اساساً على تطور تقنيات الاتصال وسرعتها، بحيث أصبحت لها السلطة في صناعة الاحداث وبناء السياسات وأسقاط الانظمة وتوتير الاقتصاد وانهياره والتهام الثقافات، وتعليب العقول، فللمعلوماتية عبر ادواتها الاتصالية واخطبوطها الاعلامي القدرة على صناعة الواقع الوهمي حسب توجهات النخبة المسيطرة الاقتصادية والفكرية للاستئثار والتحكم والسلطة ذلك ان القدرة على رسم حدود الواقع هي القدرة على السيطرة، وان عملية نقل المعلومات هي السلطة وانفراد فئات معينة بحق الوصول او التعامل معها يمثل نوعا من السلطة، فالسلطة المعلوماتية هي القدرة على استثمار سرعة الاتصالات لايصال معلومات مجهزة مسبقة لأهداف معينة وهنا يكمن جوهر ظاهرة المعلوماتية باستغلال الفراغ الذي يخلفه متلقي الرسائل بالاتصال السريع عندما يفقد الوقت اللازم لاستيعاب الرسالة وهضمها. 


اي ان الاتصالات التي هي عصب عصر المعلومات، وعملية الاتصال تتطلب في الاساس مرسلاً ومرسلاً اليه، وقناة اتصال ومن شأن اعتماد وسائل الاتصال بالغة السرعة ان نجعل المعلومات تنتقل عبر قناة الاتصال في مدة وجيزة جداً تؤدي الى وضع المرسل والمرسل اليه وجها لوجه، وبالتالي انهيار عوامة المعلومات التي عرفها المختصون بانها الوقت الذي تستغرقه المعلومات في قناة الاتصال، فتقنية الاتصالات وسرعتها وقدرتها على ايجاد التواصل المادي بين البشر وضعتها في مقدمة الاولويات الثقافية والاقتصادية، بحيث أصبحت المنبر الثقافي والتعليمي حتى اصبح ممتلكو هذه الوسائل المعلوماتية هم الذي يضعون المعلومة ويرسمون واقعاً خيالياً ليتحكموا بتأثيراته على المتلقي*. 


الاعلام والمعلوماتية: 


لم يعد الاعلام مجرد وسيلة نقل ولكن اصبح مصدراً للمعلومة، وبات قادراً على صياغة رؤية خاصة للعالم ندخل الى لاوعي المشاهدين، اذا كانت الماكنة المعلوماتية قادرة على تحويل الواقع الى خيال، وتغيير الخيال الى واقع أو الشر الى خير، فان الامر سيصبح خطيراً حينئذ لأن ادوات المعلوماتية أصبحت العصب الحيوي الذي يتنفس منه العالم افكاره وتحركاته وفعالياته كافة فلقد أصبحت العاب الواقع الافتراضي في طريقها لان تصبح اكثر من مجرد وسيلة للترفيه، انها تتحول الى جزء حيوي من الثقافة الجديده لدى الشباب. 


ان مبعث الخطورة ينبع من كون ادوات المعلوماتية هي في يد قلة من الاباطرة الذين احكموا سياستهم ونفوذهم، ويفرضون من يريدون على العالم فشركة مثل: شركة (AL Toleg) التي تعد احدى اكبر شركات الاتصال بعيدة المدى في العالم تقدر ان ثمة الفين او ثلاثة الاف شركة عملاقة تحتاج الى خدماتها العالمية ويوجد حسب احصاءات منظمة الأمم المتحدة 35 الف شركة كبيرة عابرة للأوطان ترتبط بها 150 ألف شركة تابعة، وقد أتسعت تلك الشبكة بحيث يقدر ان المبيعات مابين الشركات التابعة التي تنتمي للمجموعة نفسها صارت تمثل ربع التجارة العالمية، وهذه البنية الجماعية التي تشهد عز نموها لم تعد مرتبطة باحكام الدولة والامة، وهي تمثل عنصراً أساسياً من نظام الغد العالمي. 


ان ثورة المعلومات فتحت افاقاً واسعة للعثور على رؤى جديدة عجز عنها السابقون لافتقارهم لتلك التقنيات؛ ولكن السؤال يبقى محيرا كيف يستطيع الانسان ان يتعامل مع هذا الاجتياح المعلوماتي بشكل موضوعي وعقلاني ونقدي؟ وماالذي سيفعله الشخص العادي، وهو يجد نفسه ليس في مواجهة 50 قناة فقط بل الافاً من أفلام السينما والعروض المختلفة وكيف سيواكب مئات القنوات من التلفزيون التفاعلي، وخدمات التسوق وكلها تتزاحم لجذب انتباهه . 


ومن ملامح هذه الظاهرة أباطرة المعلومات فقد ظهر في خضم هذه الاعاصير المعلوماتية رجال من نتاج الرأسمالية واصبحوا يسيرون العالم بصناعتهم للأحداث وتسويقهم التجاري من ادوات الاعلام والمعلومات، مثل بيل غيتس الذي يعد اغنى رجل في العالم وصاحب اكبر شركة للحاسبات انتجت نظام تشغيل تعتمد عليه معظم الاجهزة الكومبيوترية في العالم ومثل (روبرت مردوخ) ذلك اليهودي الاسترالي المتجنس بمجموعة جنسيات عالمية الذي بدأ حياته العملية عام 1952 وكان عمره وقتها 21 عاماً حين ورث عن ابيه جريدتين محليتين في استراليا، لكنه انطلق ليصبح إمبراطور الاعلام العالمي حين سيطر على 70% من الصحف الاسترالية وبدأ منذ عام 1969 بالتوجه الى بريطانيا حيث اشترى صحف (التايمز والصن) ثم اصدر (صنداي تايمز ونيوز اوف ورلد) واستولى على محطة (بي سكاي) التي تضم 40 قناة ثم محطة (جراند سكاي) التي تضم 7 قنوات ثم (بريميوم شانلز) واتجه بعد ذلك الى كل العالم، ففي اليابان يمتلك محطة (جي سكاي بي) وفي الصين قناة (فونيلس) وفي الهند قناة (ال سكاي بي) وفي اندونيسيا (تلفزيون اندونيسيا) وقناة في في جنوب افريقيا وقناتين في البرازيل والمكسيك وفي امريكا يمتلك مجموعة قنوات فوكس القرن العشرين وفوكس 2000، حيث يسيطر على 25 قناة تغطي 40% من مشاهدي التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية فضلاً عن امتلاكه لجريدة (الواشنطن بوست) ودار نشر (هابرر كولتيز) وفي استراليا فان امبراطورية مردوخ قد توقفت الى 269 جريدة يومية ومحطة تلفزيونية بها 34 قناة وقد قال عنه تيد ترنر- احد أباطره المعلومات أيضا لاتسمحوا لدخول هذا الرجل الى بلدكم فهو يريد السيطرة على جميع محطات التلفزيون في العالم ويريد التأثير على كل الحكومات. 


ويذكر صاحب كتاب احتكار الاعلام ان طبقة تمثل 1% من الناس تمتلك أسهماً في اجهزة الاعلام ففي عام 1983 كانت اغلبية ملكية الشركات محصورة في خمسين شركة، وفي عام 1997 تقلصت الشركات المسيطرة على الاعلام الى عشر شركات، وعندها تسيطر مجموعة قليلة من الاشخاص هم رؤساء شركاتهم على اكثر من نصف المعلومات والافكار التي تصل الى 220 مليون امريكي، ومن خلال امتلاك الاعلام والسيطرة عليه فان مايتراوح بين 30 الى 50 مصرفاً وما يتراوح بين 10 الى 50 شركة اعلامية تسيطر على العالم وتعمل على صنع وتحطيم السياسيين والحكومات. 


ومع ثورة المعلومات وسيطرة الاتصال الالكتروني انتقل المجتمع العالمي من مجتمع صناعي الى مجتمع (تواصل) أو مجتمع معلومات ويعود السبب في انتقال الانسان من المجتمع الزراعي الى المجتمع الصناعي الى أكتشاف الآله ومن ثم اختراع الحاسوب في النصف الثاني من القرن الماضي حيث بدأت ملامح مجتمع مابعد الصناعة. 




التقنية الرقمية: 


لقد كان احد الاهداف الرئيسية وراء تطوير الحاسبات في مجال الاتصال هو الخروج من طبيعة وسائل الاتصال الجماهيري (صحافة - اذاعة- تلفزيون) ذات الاتجاه الواحد من المصدر الى الملتقي الى وسائل اكثر فاعلية بين مصدر المعلومات والمتلقي، ولا أدل على ذلك من استخدام الحاسوب في العملية التعليمية والفديو ديسك والفديو تكس (المعلومات المرئية- الالعاب المرئية والعزوف مؤقتا عن التلفزيون عالي الكثافة الى ضرب جديد من التلفزيون مركز على نظام الاعلام المتعدد (اصوات+ صور+ معلومات)، واستخدام الشارة التلفزيونية الرقمية في الارسال مؤشر على ظهور التلفزيون الرقمي التفاعلي (صورة وصوت انقى واصفى) مع امكانية تبادلات تفاعلية لاحد لها بين المرسل والمتلقي الى جانب استخدام الحاسوب في الاذاعة والصحافة حيث يمكن القفز على مرحلتين في اعداد الجريدة وهي الطباعة واستخدام الورق مما جعل الحديث عن الصحافة الالكترونية والمجتمع اللاورقي من مميزات مجتمع التواصل. 


ان ترابط التلفزيون والحاسوب والتلفزيون والتلفون الى جانب البث المباشر عن طريق الكابل خلق آلات تفاعلية مركزة على المعالجة، ولأن، الكومبيوتر رقمي فقد لزم تحويل كل مايقدم اليه الى ارقام، وترتكز عملية الرقمنة* على اساليب من ترقيم أو تشفير حيث يعطي لكل حرف رمز رقمي، واسلوب التبسيط كتحويل الصور الى نقاط متراصة، وكذا الالوان واسلوب التوصيف حيث يتم تمثيل الاصوات اللغوية بترددات معينة. 


أن الرقمنة او التقنية الرقمية حسنت من خدمات الاتصالات والتلفون فالاشارة الرقمية أقل تعرضاً للضوضاء والتشويش والتداخل من الاشارة المستمرة، مما ادى الى تحقيق معدلات عالية لتتدفق البيانات عبر شبكات الاتصال، وأدى الى تصغير المعدات وانخفاض كلفة الدائرة الاتصالية.


وادت الثورة التقنية وانصهارها مع الاعلام الى جلب الكثير من الصحف الى البيوت عبر الكابلات الستلايت، وان شبكة الانترنت وضعتنا على اتصال مباشر مع اي مكان في العالم، وسمحت بكمية لاتحصى من تبادل المعلومات ونقلها. 


وعلى سبيل المثال، يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية اكثر من 1700 صحيفة يومية والآلاف من النشرات الاسبوعية و9000 محطة أذاعية و1000 محطة تلفزيونية، و7 مراكز انتاجية رئيسة و2500 دار نشر للكتب، وان معدل الوقت الذي يقضيه الامريكيون في متابعة الاعلام هو 3400 ساعة سنوياً. 
naseemان سمات ثورة المعلومات الراهنة كما يراها الدكتور العسافين هي: 


اولاً: ان الثورة الراهنة تجنح نحو العالمية او محاولة توحيد العالم في سياق واحد، كما تعمل على إزالة الاثر التقليدي للتمايز الجغرافي وللحدود السياسية التي كانت تشكل ضمانة وشرطا وعاملاً ومستقبلاً في تكوين الحياة والعمل. 


ثانياً: ان الاهمية المتزايدة والاستثنائية في الثورة الراهنة تبرز من خلال وسائل الاتصال والمعرفة والعلم وهذا يعني تحول المعلومات بالمعنى الواسع للكلمة الى مركز الثقل في هذه الثروة. 


ثالثا: ان التدويل المتزايد للمجال الانساني يرتبط بالتفاوت النوعي في الوقت الذي تخضع الانسانية للتأثيرات الثقافية والمادية والاقتصادية نفسها، بحيث ان اي تبدل في مكان ما يؤثر على الجميع فان توزيع امكانيات ووسائل النمو يتفاوت يومياً بعد يوم مما يخلق نوعاً من الاحتكار الشامل لعناصر التقدم من قبل البعض، ونوعا متفاقما من التهميش الانساني للبعض الذي يكاد يشمل الان القسم الاعظم من الانسانية . 


مهما كانت المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي ستحدث فان مالايمكن تصوره مجيء وقت لايوجد فيه اولئك الذين يكرسون وقتهم لمعرفة مايحدث، ولنقل المعلومات الى الاخرين مع شرح مناسب لمغزى هذه المعلومات. 


وفي الوقت الذي ازداد فيه عدد سكان العالم واصبح ممكنا زيارة جميع انحاء الكون خلال بضع دقائق، فان المشاكل والمناطق التي تثير الاهتمام والتي لابد لصحفي المستقبل من الاهتمام بها سوف تتضاعف مرات عدة، ويستمر تعقيد وتداخل شتى جوانب الحياة البشرية في زيادة وتوسيع كل من فرص ومسؤوليات كل من جامعي وموزعي الاخبار، وسوف لن تشكل اي خلاف الطريقة التي تستخدم في المستقبل لتوزيع الاخبار بدلاً من المنادين في المدينة وكتاب الرسائل الاخبارية والحمام الزاجل، او البرق او الهاتف او الصحافة المطبوعة او المرئية او الاذاعية او التلفزيونية. 


ويصبح من المؤكد ايضا حقيقة تزايد الحاجة في المستقبل الى صحفيين افضل لنقل وتحرير الاخبار في العالم اكثر مما كانت هذه الحاجة في الماضي، وبالتالي فان المؤهلات المطلوب توفرها في اولئك الذين يدخلون في مجال العمل الصحفي سوف تتزايد تماماً عما كانت عليه، وان مسألة التطوير والتحسين في نوعية الجهاز في الصحافة ستستمر كونها ضرورة عمل، حيث ان الصحافة الكفء والقادرة والمسؤولة هي الصحافة التي تستطيع مواكبة التطورات التكنولوجية واستيعاب ما يؤمن لها الاستمرارية والتطور ومواكبة متطلبات العصر. 


ومهما كانت الوسائل الالكترونية التي سوف يتم تطويرها ليستخدمها رجل الاتصال، فان الحاجة سوف تبقى ملحة للتسجيل الدائم، وهذا يعني انه سوف يبقى دائما هنالك اكثر من مبرر لبقاء الصحافة المطبوعة فعلى الرغم من ان التكاليف الضخمة لاصدار الصحف قد ادت الى تخفيض عدد الصحف اليومية في الولايات المتحدة الامريكية من 2600 صحيفة الى 1750 صحيفة خلال نصف قرن تضاعف فيه عدد السكان فان توزيعها الاجمالي بلغ ذروته وهي ستون مليون نسخة، فيوميا هنالك 150 مليون امريكي يقرأون الصحف . 


ومع دخول وسائل الاعلام عامة والصحافة المطبوعة خاصة في عصر المعلومات بما فيها من تطورات كبيرة في مجال استخدام ادوات تكنولوجيا وطباعية حديثة وتنوع مصادر المعلومات الصحفية لاستحداث اشكال من الاساليب الا انها تواجه تحديات عديدة في ذات الوقت منها. 


1. كيفية مواكبة هذه الثورة المعلوماتية في ظل توفر وسائل كثيرة تحاول جذب جمهورها من القراء . 


2. تعاظم تكلفة انتاج الصحيفة الورقية اليومية . 


3. تكاثر الاعباء الادارية والتنظيمية. 


4. الحاجة الى تكوين كوادر اعلامية مؤهلة لقيادة العمل الصحفي. 


5. التدفق الهائل للمعلومات يجعل من الصعوبة التميز بوضع المعلومات الصحيحة بيد القارئ. 


6. صعوبة مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية وتقنيات العصر لاستخدامها في انتاج الصحيفة اليومية. 


7. تكاثر الوسائل الاعلامية. 


8. تزايد استخدام الانترنت ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية في اتمام العمليات الاتصالية. 


9. ظهور الصحافة الالكترونية التي تستقطب جزءا من قراء هذه الصحف. 




صناعة الصحف: 


أن تطورات تكنولوجيا الاتصالات والحاسبات الالكترونية في مجال صناعة الصحافة شملت اساليب جميع المواد التحريرية والتصوير الميكانيكي، والطباعة وفصل الألوان، ولقد مرت الصحافة بمرحلتين هما الجمع الساخن (اليدوي)، والجمع البارد (التصويري عن طريق الكومبيوتر) وبفضل الجمع التصويري الذي يستعمل الالياف الزجاجية، فان كمية الانتاج تضاعفت مرات عديدة مع تنوع استخدام انواع الحروف والاحجام . 


لقد كانت السرعة القصوى عند الجمع الساخن لاتتجاوز ثلاثة اسطر في الدقيقة الواحدة، واصبحت تصل عن طريق الجمع التصويري الى الفي سطر في الدقيقة فضلاً عن إن كفاءة التخزين فيها تصل الى 80 مليون حرف مسجلة على الاقراص الممغنطة، مما يسهل معه استرجاع المواد والمعلومات وتصحيحها وتعديلها بواسطة تحكم الحاسوب. 


ولقد شهدت طباعة الصور تطورا مذهلاً، فتحولت الصورة العادية الى مجموعة من النقط، كذلك الامر مع فصل الالوان، فهناك نظام متكامل يتكون من ماكينة فصل الالوان وحاسوب ومجموعة اقراص ممغنطة، ووحدة تلفزيونية، ولقد استطاعت صناعة الصحف بهذه الطريقة المعتمدة على الحاسوب وتكنولوجيا الاتصالات - وبخاصة الاقمار الاصطناعية- ان تقدم للجريدة وللقارئ خدمة عالية الجودة مع توفير السرعة والوقت في آن واحد. 


وقد استفادت الصحف العربية من هذا الانجاز التكنولوجي، وعمدت بعضها الى طبعات دولية تعد بلندن او باريس وتطبع في اماكن مختلفة فهناك الاهرام والشرق الاوسط والقبس والسياسة والحياة وغيرها. 


وهنالك طريقتان لنقل صفحات الصحف واستقبالها في مكان اخر هما. 


1. طريقة المسحScanning .* 


2. طريقة التخزين لحروف المقالات في صورة رقمية على اقراص صلبة Hard disk يتم ارسالها عن طريق الاقمار الاصطناعية الى جهاز Image Setter ينتج فيلماً (برومايد) صالحاً لانتاج الواح طباعية، ينتج عنها صفحات مماثلة للصفحات المنقولة . 


وتستغرق هذه العملية في الارسال من 3 الى 7 دقائق بحسب كمية الصور وكمية ضغط المعلومات المستخدمة فيها. 




تكنولوجيا الحاسبات الالكترونية: 


الكمبيوتر هو آلة اليكترونية مرئية يتم تغذيتها بالبيانات (مدخلات) فتقوم بمعالجتها وفقا لبرامج موضوعة مسبقا (المعالجة) للحصول على النتائج المطلوبة، والتي تخرج (مخرجات) في اي شكل من اشكال المخرجات مثل شاشة العرض او في صورة او في شكل جدول البيانات. 


وقد مرت الحاسبات الالكترونية خلال تطورها بالمراحل الآتية: 


· ظهر الجيل الاول من الحاسبات عام 1946 من خلال العلماء “جون موشلي” و”إيكارت “ و”جولد شيانى” وهو الحاسب، ثم تكونت شركة لانتاج الحاسبات على المستوى التجاري باسمUnivac .. 


· ظهر الجيل الثاني من الحاسبات الالكترونية في أوائل الستينيات بعد استخدام عناصر الترانزيستور في بناء دوائر الاجهزة الحاسبة كبديل لاستخدام الصمامات المفرغة Vaccum Tube. 


· أدى استخدام الدوائر الالكترونية Integrated Circuits الى ظهور الجيل الثالث من الحاسبات الالكترونية في عام 1969. 


· ظهر الجيل الرابع من الحاسبات خلال عقد السبعينيات بعد ان تطورت الدوائر الالكترونية المتكاملة بسرعة كبيرة، وبعد تطويع المواد فوق الموصلة وأشباه الموصلات الحرارية Semiconductor. 


· ظهر الجيل الخامس من بداية الثمانينيات ويطلق عليه الحاسب الشخصي Personal Computer وهو يتمتع بصغر الحجم وسهولة التشغيل والربط من خلال وسائل الاتصال العادية مثل التلفزيون والتلفون 


ويتكون الكمبيوتر من الاجزاء الآتية: 


أولا: أدوات الادخال للحاسب 


ثانيا: وحدة المعالجة المركزية 


ثالثا: وحدة التخزين (ذاكرة الحاسبة) 


رابعا: ادوات الاخراج 



استخدام الحاسب الالكتروني (الكمبيوتر) في مجال الصحافة: 


يتيح استخدام الحاسب الالكتروني تطبيقات عديدة في مجال الصحافة وذلك على النحو الآتي: 


أولا: معالجة الكلمات 


لقد امكن استخدام الكمبيوتر في نظم معالجة الكلمات لأغراض الكتابة، وتحرير النصوص في مكاتب العمل وتعد معالجة الكلمات الوسيلة العصرية في استخدام الآلات الكاتبة التقليدية؛ ونظم معالجة الكلمات في أجهزة الحاسب هي عبارة عن برنامج خاص لتمكين المستخدم من تنسيق النص وتحريك الكلمات والجمل من مكان الى آخر وشطب وإضافة المعلومات المطلوبة على شاشة الجهاز باستخدام لوحة المفاتيح، ويمكن تخزين النص على قرص ممغنط وحفظه لحين الحاجة، فيطبع او يعدل او تضاف اليه معلومات جديدة. 


ثانيا: النشر المكتبي 


تستخدم أجهزة الحاسب الالكتروني الان في انتاج صفحات كاملة من الصحف مزودة بالعناوين والنصوص والرسوم، ويتيح ذلك للمخرج الصحفي أن يعيد نسخة الصفحة على شاشة المراقبة بالشكل الذي يريده مطبوعا على الورق، كما يستطيع إجراء أية تعديلات على شكل الصفحة ومحتواها بسهولة، وتسمى الصورة الناتجة على الشاشة “WYS\WYG” ومعناها أن الصورة التي نراها على الشاشة هي نفسها الصورة التي نحصل عليها على الورق المطبوع. 


ثالثا: تصميم الرسوم 


غيرت الحاسبات الالكترونية من طريقة أداء الناس للرسوم التقنية، فمن خلال استخدام نظم تصميم الرسوم(CAD) يتم ابتكار الرسوم وتخزينها وتغييرها بشكل أسهل من السابق، وتستخدم هذه الرسوم في وسائل الاتصال من خلال عرض خرائط الطقس والرياح ورسم الخرائط وتحديد المناطق الجغرافية وغيرها من الرسوم التي تستخدم في الاخبار. 



رابعا: البريد الالكتروني 


وهناك أيضا الكمبيوتر في البريد الالكتروني وهي وسيلة تقنية تشمل على معدات ووسائل اتصال تسمح بادخال وتخزين وتوزيع الرسائل والبيانات من مكان الى اخر في اي مكان من العالم، وذلك باستخدام خطوط الهاتف أو موجات الراديو، أو الالياف الزجاجية أو الاقمار الاصطناعية، في الطرف المستقبل محطة حاسب يمكنها اخراج البيانات المستقبلة على طابعة او خزنها في أجهزة لاستخدامها عند الحاجة. 


خامسا: الاتصال المباشر بقواعد البيانات 


تشكل قواعد البيانات ذات الوصول المباشر On-Line جزءا مهما من برامج تطبيقات الكمبيوتر ونقلها، حيث من الممكن اليوم، البحث في قواعد البيانات الالكترونية بطريقة تفاعل تحاورية عن طريق منفذ Terminal للاتصال بالحاسب الالكتروني، وأحيانا يكون هذا المنفذ على مسافة آلاف الاميال من الحاسب الالكتروني المركزي. 


وللاستفادة من هذا البرنامج، يجلس المستفيد الى منفذ متصل بالحاسب الالكتروني المركزي عن طريق خط هاتفي عبر شبكة الاتصال عن بعد، وبإمكان المستفيد بوساطة هذا المنفذ الاتصال بالمئات من قواعد البيانات وبذلك يكون المستفيد (على الخط) مع برنامج استرجاع المعلومات بالطريقة نفسها التي يكون فيها اي انسان (على الخط) عندما يتحدث مع انسان آخر هاتفيا. 


سادسا: النشر الالكتروني 


النشر الالكتروني عبارة عن اصدار أو بث أو طرح الكلمة المكتوبة للتداول بالوسائل الالكترونية، فاذا ماجمعنا جانبي الصناعة والبث معا فإن “النشر الالكتروني” يعني استخدام الناشر للعمليات المعتمدة على الحاسب الالكتروني التي يمكن بوساطته الحصول على المحتوى الفكري، وتسجيله وتحديد شكله وتجديده من أجل بثه بطرق واعية ويرتبط النشر الالكتروني بعدد كبير من التقنيات كالبرق والتصوير الضوئي والهاتف والحاسبات الالكترونية والأقمار الاصطناعية وأشعة الليزر، الا أن النشر الالكتروني اكثر من مجرد نقل الحروف الى شاشة العرض، او الى آلة طابعة وهو أكثر من تنضيد الحروف، بل اكثر من مجرد وسيلة لاختزان الوثائق، واسترجاعها، فالنشر الالكتروني يكفل امكان توفير كميات كبيرة من المعلومات في متناول المستفيد وبشكل مباشر. 


وتعد الحاسبة الالكترونية بالنسبة للنشر الالكتروني اكثر من مجرد أجهزة للاختزان والتوزيع، فهي تمنح الناشر القدرة على الارتقاء، ويمكن ان تستخدم في تنظيم واعادة تنظيم جميع انواع المعلومات سواء على الخط ام على اقراص وأشرطة ومصغرات فيلمية. 


سابعا: النشر الشبكي 


ويقوم على استخدام شبكات المعلومات وبنوكها في نشر الكتب والدوريات العامة والمتخصصة- خاصة الدوريات العلمية - وتوزيعها للمشتركين عبر منافذ خاصة بكل مشترك بحيث تصل المعلومات مباشرة الى المشترك في الشبكة عبر النهاية الطرفية للحاسب الالكتروني الخاص به في منزله او مكتبه. 




تكنولوجيا الصحافة: 


يقصد بتكنولوجيا الصحافة، التطبيق العملي للاكتشافات العلمية في مجال الصحافة وتكنولوجيا الصحافة بالضرورة جزء من تكنولوجيا الاعلام. 


فتكنولوجيا الصحافة ببساطة شديدة تعني مجموعة المعارف والبرامج والخطوات والادوات التقنية أو التكنولوجيات التي يتم من خلالها تحقيق مايلي: 


· جمع البيانات والمعلومات من مصادرها المختلفة وتوصيلها الى مقر الصحيفة، أو توصيلها الى المندوب او المحرر الصحفي أيا كان، وتلعب الحاسبات الالكترونية باندماجها مع الاتصالات السلكية واللاسلكية والاقمار والالياف البصرية وأشعة الليزر دورا أساسيا في تحقيق ذلك الان، ولعل مثال ذلك الكمبيوتر المحمول وشبكات الحاسب. 


· تخزين المعلومات بشكل منظم يسهل معه استرجاعها ولعل بنوك المعلومات وشبكاتها ومراكز المعلومات الصحفية التي تستعين بأقراص الليزر المدمجة، وشبكات المعلومات المحلية والدولية أبرز نماذج لدور الحاسبات في هذه العملية التي يطلق عليها التوثيق الالكتروني للمعلومات الصحفية. 


· معالجة المادة الصحفية المكتوبة والمصورة والمرسومة تحريرا واخراجا وتجهيزا للطبع، وتتم الان على شاشات الحاسب الالكتروني من خلال برامج النصوص والصور والرسوم جاهزة لكي تنقل مباشرة على السطح الطابع. 


· نشر المادة الصحفية وتبادلها في أكثر من موقع في الوقت نفسه من خلال أنظمة النصوص المتلفزة (قنوات المعلومات المرئية) التفاعلية والاحادية، أو من خلال الصحف الالكترونية اللاورقية، أو من خلال طباعة الصحيفة في اكثر من مكان داخل البلد الواحد في الوقت نفسه، وكل ماسبق يتركز على الحاسبات الالكترونية . 


ولمراجعة التحديات التي تواجهها الصحافة في ظل ثورة المعلومات وتقنياتها يجب العمل على بحث قضايا مشتركة منها: 


1. العمل على تعزيز سبل العمل الصحفي في ظل التحديات التي تواجهها . 


2. ان التقدم التكنولوجي في مجال الطباعة الانتاج الصحفي تتطلب مواكبة احدث تقنياته. 


3. تبادل الخبرات بين المؤسسات الصحفية وتكوين مراكز استشارية بحثية صحفية لمعرفة اخر المستجدات في العمل الصحفي . 


4. انشاء مركز تدريبي للصحفيين لتزويد العاملين في الحقل الصحفي بأحدث التطورات في العمل الصحفي، ويشكل مركزا لاستقدام الخبرات الصحفية ونواة لاعداد كوادر صحفية مؤهلة. 


5. العمل على تأسيس موقع خدمات معلوماتية مشتركة على الانترنت.

ليست هناك تعليقات: