بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 ديسمبر 2013

التسويق الإلكتروني بين الواقع والخيال .. نجاح مُبِهر .. وتحد مُبَهم

التسويق الإلكتروني بين الواقع والخيال .. نجاح مُبِهر .. وتحد مُبَهم

"تريد أن تنشئ تجارة كبرى؟ إذا لا بد من أن تضع نصف ميزانيتك لإدارة التسويق والمبيعات"، هكذا هو حال خطة وميزانية الدعاية والإعلان، فمتى ما توسعت الوسائل الإعلانية، كان المردود أكبر. ولكي تنجح، فلا بد أن يصل هدفك وصوتك إلى أكبر شريحة من المجتمع، وفي أقل مساحة وأقصر وقت، لكي تصبح محترفاً.
في المقابل تعد شبكة الإنترنت الوسط الأقوى، فهناك أكثر من 800 مليون مستخدم يوميا حول العالم، منهم 4.5 مليون مستخدم من المملكة العربية السعودية. فمن منا لا يعلم أن شبكة الإنترنت مصدر مهم للمعلومات، ومن منا لا يعلم بأن شبكة الإنترنت يمكن أن تكون مصدراً للربح في وقتنا الحاضر.
أظهرت دراسة حديثة تتعلق بإيرادات الإعلانات عبر الإنترنت، قام بها مكتب الإعلان التفاعلي (آي أي بي) و (بوك)، أن مبيعات الإعلانات عبر الإنترنت قفزت أكثر من 25 في المائة في الربع الثاني من عام 2007، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2006، حيث بلغت 5.1 مليار دولار. كما سجلت مبيعات الإعلانات عبر الإنترنت خلال الربع الأول من هذا العام 4.9 مليار دولار، لتصل خلال النصف الأول من هذا العام إلى عشرة مليارات دولار، وهو رقم قياسي جديد.
في المقابل أثبتت الأبحاث الحديثة أن أكثر من 80 في المائة من مستخدمي الشبكة صنعوا صفقات عن طريق الإعلانات البريدية على الإنترنت، وهذا أشبه بسوق تجاري للتسويق على الشبكة. فمع ازدياد أعداد المواقع على شبكة الإنترنت، التي أصبحت الآن بمئات الملايين، وفي إطار توفر تلك التقنيات والتوسع الكبير الذي قد يجعل كل مجمع تجاري بداخل كل منزل، فهل سيستفاد من تلك الخدمات بشكل أوسع عما هو عليه الآن؟ وهل ستزيد الثقة في كمية المشتريات؟ ومن سيبدأ بتطبيقها؟ هل التجار الكبار، أم الصغار، أم تجار لا صلة لهم بالواقع الحقيقي، وإنما افتراضيين؟
إذا أصبح التسويق الإلكتروني إحدى ضروريات الحياة في مجتمعنا اليوم، فمئات الملايين من المستخدمين يتصلون بشبكة الإنترنت يومياً من جميع أنحاء العالم، ومن هذا المنطلق يمكننا استغلال تلك الفرصة وتحويل الإنترنت إلى سوق مفتوح متنوع الجمهور لترويج السلع والخدمات المختلفة، وتحقيق ربحية عالية.
ولكن كيف يمكن البدء في إنشاء موقع لتسويق السلع إلكترونياً؟ وما خطوات النجاح المطلوب توافرها؟ وهل للتجارة الإلكترونية دور في إنجاح التسويق الإلكتروني؟ وما دور البنوك المحلية والعالمية تجاه المبيعات الإلكترونية، لما لهما من دور ضروري ومهم في إتمام عمليات البيع والشراء؟

تجارة إلكترونية

يؤكد الدكتور عماد الحداد، مؤلف كتاب "التجارة الإلكترونية"، المعد من قبل اللجنة العلمية للتأليف والتحرير والنشر، أن "التجارة الإلكترونية"، وهو مصطلح يطلق على عمليات تنفيذ وإدارة الأنشطة التجارية المتعلقة بالسلع والخدمات بواسطة تحويل المعطيات عبر شبكة الإنترنت، وذلك من خلال إنشاء موقع إلكتروني لعرض السلع المراد تسويقها.
ولكن نعود إلى السؤال الأساسي، وهو كيف يمكن التربح عبر الإنترنت؟ وهل يتم عرض السلع بشكل عشوائي؟
بالطبع لا، فلتحقيق ذلك يجب أن يكون لديك خطة، وهذه الخطة مكونة من ثلاثة أضلاع تمثل مثلث النجاح، وفشل أي من هذه النقاط يؤدي إلى ضعف فرص نجاح مشروع البيع عبر الإنترنت، أو ما سنطلق عليه "التسويق الإلكتروني".

أولاً: تطوير منتج جيد
يعتقد الكثيرون أن خلق منتج جيد عملية صعبة التحقيق، لكننا نقول إن ذلك ليس صحيحا، فأنجح المنتجات هي التي يمكن أن تصنعها بنفسك، وكل منا يمتلك مهارات خاصة تميزه عن غيره، وهذه المهارات، عادة ليست متوافرة للجميع، وفي أحيان كثيرة يكون لهذه المهارات سوق، ومن هنا يمكنك استخدام هذه المهارات لخلق منتج خاص بك، وكلما كان هذا المنتج مميزاً ولا يوجد الكثير من المنافسة في مجاله، زادت فرص نجاح تسويقه على شبكة الإنترنت.
إن شبكة الإنترنت تجعل من موقعك نافذة مفتوحة على العالم، فحاول أن تضع جميع اللغات والثقافات الأخرى في اعتبارك عند التسويق، ولا تقصر منتجاتك على فئة أو سوق معين إذا كانت لديك الفرصة لعرض منتجك بصورة أوسع.
قبل أن تبدأ، يجب أن تقوم بالبحث عن المنافسين في المجال نفسه، وتضع جدولاً لتقييم أوجه المنافسة، وتحديد القيمة أو الميزة النسبية التي يتميز بها منتجك، إضافة إلى كل ذلك، يجب أن يفوق مستوى منتجك توقعات العميل، وهذه خطوة مهمة لجعل هذا العميل نفسه يقوم بتسويق منتجك.
ثانياً: تطوير موقع إلكتروني
نأتي إلى الخطوة الثانية، وهي تطوير موقع إلكتروني مخصص لتسويق المنتج، وفيه يجب مراعاة أن يكون كل ما في الموقع يحث الزائر ويحفزه على شراء المنتج، وصياغة الكلمات هي أهم أداة تسويقية لديك، الكلمات المناسبة هي التي تحول الزائرين إلى عملاء، أو قد تجعلهم يذهبون إلى مواقع أخرى، ولا يعودون أبداً إلى موقعك.
فصياغة الكلمات المناسبة هنا هي أساس عملك، وطريقة تحويل الزائر إلى عميل تعتمد كلية على أسلوب إقناعك، ورسم الصورة الذهنية للعميل عن ذلك المنتج، ويجب أن يكون الموقع غير مبالغ في تصاميمه وزخارفه، فكلما كان بسيطاً كلما كان أفضل.
عند إنشاء الموقع خاطب الزائر مباشرة، وقم بتحديد المشكلة، وتحدث عنها، واعرض منتجك كما لو كان هو الحل الأمثل لهذه المشكلة. تكلم عن المنتج بالتفصيل، ويجب مراعاة أن كل كلمة أو عنوان، أو جملة تكتبها في الموقع يجب أن توحي بجودة المنتج، وفوائده الكثيرة وأفضلية هذا المنتج عن باقي حلول المنافسين، يجب أن يكون كلامك واضحا، دقيقا، غير مبالغ فيه، لكي يوحى بالمصداقية وحرفية المنتج.
ثالثاً: الخطة التسويقية
بوضع سياسات قصيرة المدى، يكون هدفها الرئيسي زيادة الإقبال على الموقع، وهو أمر مطلوب ومهم في بداية انطلاق الموقع، ولكن يجب عدم الاكتفاء بهذه السياسات وحدها لتأمين إقبال جيد على الموقع على المدى البعيد. حيث يمكن اللجوء إلى الإعلان عن الموقع الخاص بمنتجك في مواقع أخرى أو وسائط أخرى. كذلك يمكن استخدام منتديات الحوار، أو محركات البحث في الإعلان أيضاً. فالسياسات طويلة المدى تمد الموقع بسيل دائم من الزوار المهتمين بالمنتج. وهذه السياسات لا غنى عنها إذا كنت تريد مبيعات حقيقية لمنتجك، ويمكن تحقيق ذلك من خلال المحتوى الجيد والمحدث بشكل مستمر للموقع، وتقديم عدد من الخدمات المجانية لزائري الموقع، وإعداد قائمة بأسماء الزوار لإرسال النشرات الدورية للموقع إليهم.
ويجب أن ننبه هنا إلى أن احتواء خطة التسويق على مجموعة متنوعة من السياسات قصيرة وطويلة المدى، سيضمن للموقع إقبالا مستمرا ودائما ومتزايدا من الزوار المهتمين بالمنتج، مما يسهل عملية تحويلهم إلى زبائن وبالتالي زيادة حجم المبيعات.

مواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني ومحركات البحث

تعد محركات البحث مثل جوجل و"إم إس إن" و"سيرش"، أضخم محركات البحث حول العالم، حيث يتجاوز عدد مرتادي تلك المواقع أكثر من 400 مليون شخص يوميا. ومن السهل جدا تسجيل موقعك في محركات البحث وأدلة البحث، ولكن من الصعب جدا الوصول لأعلى قائمة البحث والتي غالبا يذهب إليها الباحثين والزوار. و لكن كيف تصل إلى قائمة البحث؟
هناك خبراء يقومون باختيار مفاتيح وعبارات البحث بدقه للوصول إلى أعلى فعالية ممكنة من محركات وأدلة البحث، والوصول بالموقع إلى أعلى مكانة في نتائج البحث.
توجد طريقتان للتعامل مع محركات البحث لتكون في قمة قوائم نتائجها، وهما الاشتراك الشهري، أو الدفع لكل نقرة ماوس.
فالاشتراك الشهري هو أمر عادي، فأنت تضع اسمك لدى قوائم محركات البحث لقاء اشتراك شهري، ولكن يجب عليك أولا أن تحسن من قدرات موقعك لكي يهتم بك محرك البحث ويضعك في قوائم محركاتها، ويهتم بمراقبة أدائك كل فترة، مثل الاهتمام بالعنوان والكلمات الدالة. فهناك بعض التحذيرات والنصائح التي يجب أن تتبعها لكي تكون في قمة قوائم محركات البحث، ونحن نقوم بتقديم العون اللازم لكي تكون ضمن العشرة الأوائل في القائمة.
أما الطريقة الأخرى فهي طريقة الدفع، فهذه المرة تختلف فهي تعتمد على حساب عدد المرات التي قام فيها المستفيدون من الدخول لموقعك عن طريق قوائم البحث هذه. ولكن وضعك هنا يختلف من حيث طريقة العرض، حيث يكون الإعلان عن موقعك إما على الجانب اليمين من الصفحة أو أعلى الصفحة، ويكون هذا المكان محدودا بعدد معين من الروابط لكل صفحة، ويكون موضعك في هذه الارتباطات الخاصة يعتمد على ما تستطيع دفعه لمحرك بحث معين، وأيضا وثوق صلة موضوع البحث بموقعك، عندها يتزايد المعلنون الآخرون ليظهروا في الأماكن المهمة.
رسائل دعائية للمستهدفين
يعد إرسال بريد إلكتروني لمجموعة من العملاء من المشكلات التي تقابل مصممي المواقع. فليس من السهل أن ترسل رسائل بريد إلكترونية إلى العملاء، فقد يكون إيميل العملاء يمنع الإعلانات أو قد يكون المستقبل ذاته غير مهتم بهذا النوع من الرسائل. ولذلك يجب أن يكون تصميم البريد مؤثرا ذا عرض جيد يستطيع أن يضمن التواصل مع العملاء. إضافة إلى الإعلانات في المواقع المشهورة بإعداد تصميم "بنر فلاشي" مميز يجذب المتصفحين.

اقتصادات تكنولوجية

يؤكد المهندس محمد السواح، مستشار التسويق الإلكتروني، ووكيل شركة WSI الكندية في السعودية، أن هناك تحديات تواجه السوق السعودي حيال اندماج ودخول التكنولوجيا في الحياة التقليدية، سواء كان في المنزل أم المكتب أم الشارع. فجميع نواحي الاقتصاد الرقمي أو التكنولوجي يتطلب شخصاً تقنياً. فالعديد من الشركات اليوم تدار من قبل أشخاص ولدوا في عهد ما قبل الحاسب الآلي، بحيث يجدوا صعوبة على البقاء في طليعة التغيرات التكنولوجية السريعة. فتبعا لتطور تقنيات الاتصالات، فمن المهم للأعمال أولا وعيهم بإعلام مخطط ليتوافق مع تلك الحياة الاقتصادية وينتج عنها الاستفادة مع هذا التطور والتغيير.
ويشيد السواح بمن يدرك أن الإنترنت سيؤثر بقوة في طريقة سير العمل في الحاضر والمستقبل، رغم ذلك لا بد من التوجيه لاتخاذ الخطوة المهمة بشكل صحيح لتأسيس استراتيجية إنترنت فعالة لشركتهم. فمع كل يوم يمر يقدم الإنترنت فرص تجاريه أكثر فأكثر.
وأضاف السواح أن العديد من المستثمرين يدفعون من المال الكثير لتطوير موقع متقدم على الشبكة العالمية، ومع ذلك يظل مفقوداً في الفسحة الواسعة لعالم الإنترنت. ومع وجود العديد من مواقع الويب على الشبكة، فإن فرص اكتشاف موقع معين بدون عنوان صحيح هو بمثابة البحث عن إبرة في كومة من القش. والمواقع الجديدة التي تنشأ على الإنترنت كل شهر ليست كلها قادرة على جلب الزائرين لتكون ناجحة.
ومن جانب التسويق على الإنترنت يقول السواح "أغلب الشركات تجهل تسويق منتجاتهم على الإنترنت. ولو أنّه من الضروري أن يكون لديه موقع على الشبكة العالمية مصمّم بشكل محترف، ويحتل مكانة رفيعة بين محركات البحث، في المقابل لا بد من توسيع مجالات الإعلانات بين التسويق التقليدي والتسويق الإلكتروني، فالتسويق التقليدي لا يقل ولا يزيد عن التسويق الإلكتروني، ففي كل الطرق هناك جمهور مستهدف وهناك هدف مستهدف".
حفظطباعةتعليقإرسال

ليست هناك تعليقات: