بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

التسويق في العصر الرقمي

التسويق في العصر الرقمي

التسويق في العصر الرقمي 



التسويق سيظل هو التسويق بـ "المزيج التسويقي" المعروف وعناصره الأربعة التي أضحت اشهر من موقع ( محادثة خاصة ) على الإنترنت !! هذه العناصر هي التسعير والترويج (خاصة الإعلان) والتوزيع وتصميم المنتجات، و هناك من يضيف (الناس) كعنصر خامس يؤثر علي العناصر الأخرى و يوجهها. السؤال الأهم الذي يطرح نفسه من أعلى برج جوال يصرخ و يقول كيف ستتغير آو تتأثر هذه العناصر بثورة الإنترنت ودخول العالم إلى الاقتصاد الرقمي كما نلاحظ تجـليات ذلك أمام أعيننا الآن؟ وكيف ستتأثر وظيفة التسويق بمجملها مع هذه التقلبات التقنية المدهشة؟


بادئ ذي بدء ، لابد من التذكير أن التسويق الحديث قائم في الأساس على توجهات العملاء CUSTOMER OREINTED يتأثر بما يريدون وبما يدور في خواطرهم وما يمارسون من صرعات وصفقات !! لذلك يصمم المزيج التسويقي أو يؤسس عادة على ضوء صفات وخصائص وحاجات ورغبات جماهير العملاء. أذن في العصر الإلكتروني ومع الجماهير المتلهفة لكل شئ له علاقة بالإنترنت والتجارة الإلكترونية يبدو أنه لامناص من تبدل و تغير المزيج التسويقي ولابد أن يتطور ليتوافق مع واقع الحال الرقمي الرهيب .


"التسعير" مثلاً سيتأثر حتماً بحقيقة أنترنـتية تقول أن العميل يستطيع معرفة الأسعار المنافسة للمنتجات والخدمات حول العالم وبضغطة زر ، وعليه سيكون من المستبعد أن توضع الأسعار بمزاجية المنتجين أو اعتباطية الوكلاء والموزعين. ولكن الأسعار الجيدة في عصر ثورة الاتصال والمعلومات و تحول العالم إلى "سوبرماركت" صغير يجب ان تحاكي مستويات الأسعار حول العالم مع وجود " زيادات " طفيفة لتغطي التكاليف التي قد يتحملها العميل في حالة الاتصال مع منتجين خارج الحدود مثل النقل والضرائب والضمانات والتأمين والمخاطرة وغيرها .


" الترويج " في عصر الإنترنت سينقلب رأسا على عقب، على مستوى الوسيلة والرسالة . الوسيلة الرئيسة ستصبح بلا شك الحاسب الآلي فهو سيكون وسيلة الالتقاء والاحتكاك المباشر مع جماهير العملاء و ستتراجع الوسائل المقرؤة و بقية الوسائل مثل المرناة (!!) و المذياع و اللوحات الإعلانية غيرها .وإذا كان عدد مستخدمي الانترنيت لدينا يبلغ النصف مليون إنسان ونحن في قاع الثورة فما بالكم بعدد الناس (مستخدمي هذه الوسيلة) الذين تصل لهم رسالة شركة ما عبر شبكة الإنترنت في الدول التي تعيش في قمة الاقتصاد الرقمي.
الرسالة في عصر الإنترنت يجب أن تكون موجزة جداً جداً وتركز على الاسم والشعار فقط . فالرسائل التي هي أشبه بالمعلقات والمليئة بالرسوم واللقطات والصور والعبارات المزخرفة قد انتهى زمانها والى الأبد . الترويج سينصب في المقام الأول على إشهار الاسم والشعار لان مستخدم الإنترنت لا يجد الوقت الكافي و لا الشهية المفتوحة لقراءة و متابعة الإعلانات المدبجة بالمجاملات و الادعاءات و التـقولات و صور الفتيات (و لا نزكي علي الله أحدا)!!



"التوزيع" ، كوظيفة تسويقية مهمة ، تلقت طعنة نجلاء في عصر الإنترنت ، بل عدة طعنات . فالتجارة الإلكترونية تهدد وظيفة التوزيع المادي بقوة وقد ضربت الموزعين والوسطاء بصاروخ رقمي عابر للقارات يتيح الاتصال المباشر ما بين المنتج والمستهلك عبر الحدود والمحيطات ومن خلال جدران غرف النوم !! و عليهم ألان أن يقدموا خدمات متقدمة و حقيقية و تنافسية أو أن البساط سيسحب من تحت أقدامهم (و لات ساعة مندم) . من ناحية أخرى، عندما يريد مدير التسويق تصميم قنوات التوزيع فلابد أن يضع " الحاسب الآلي " من ضمن جوقة منافذ التوزيع المتاحة ، بل أهمها.



"تصميم المنتج أو الخدمة" هو الأخر ليس بعيدا عن التأثر بالعصر الرقمي . فالفنادق والمقاهي والطائرات و… غيرها لم تعد تـنـتج إذا لم تقدم خدمة الإنترنت لزبائنها. كما أن تصميم المنتجات الحديثة لا ينفك عن التأثر بهذا العصر المدهش. اليوم، يجب أن تكون المنتجات متوافقة مع روح العصر الرقمي و قابلة للدخول في الإنترنت من باب التجارة الإلكترونية او الإعلان الإلكتروني أو التزود بتقنية حاسوبية إلكترونية أو التسمي ( من تسمية ) بشيء له علاقات بالإنترنت وأخواتها ، وهذا اضعف الأيمان .



"الناس" و ما أدراك ما الناس ،، تقول العرب منذ سالف الأزمان (إرضاء الناس غاية لا تدرك ) ولكن في عصر الثورة الإلكترونية اصبح الوصول إلى الناس و إرضائهم وحملهم على السلوك أو التصرف المطلوب ( الاقتـناع والإقناع ) اقرب من حبل الوريد ويمكن الوصول اليه على ظهر فارة!! لقد سقطت الحواجز المادية بين المنتجين والناس و أضحى التخاطب مع العملاء مباشرة أمرا عادياً لا يستلزم الاستعانة بالوسطاء والوكالات المتخصصة والمستشارين و من لف لفيفهم .



من هذا المنطلق أصبحت وظيفة التسويق اخطر واصعب لان الاحتكاك مع عامل متغير أو عنصر متحرك (مشاعر وانطباعات المستهلكين ) يستوجب ديناميكية فائقة في التفكير والاستراتيجية التسويقية ومن ثم تغيير دائم و حركة مستمرة في الأساليب والإجراءات والطرق التسويقية المتبعة .



لنأخذ هذا المثال، في السابق ينتقل المستهلك إلى السوق ويشاهد البضاعة ويرى سعرها ويقارنها مع مجموعة بسيطة من المنتجات المعروضة على الرف و من ثم يتخذ القرار والذي يتأثر بالظروف الزمكانـية (من الزمن/الوقت و المكان/المسافة) و كذلك بالرغبة في عدم العودة إلى البيت خالي الوفاض . أما ألان فهو لم يغادر (صالة الجلوس) في منزله و يشاهد المنتج ويرى سعره ( و في المستقبل قد يتمكن من تذوق المنتج !! ) ويقارن مع منتجات منافسة بأعداد ومصادر ومستويات جود مختلفة ثم يقرر بدون ضغوط في الوقت والمكان و بالسعر و الجودة المطلوبة. صورة مختلفة تماما تتطلب أساليب و طرق تسويق مختلفة بطبيعة الحال .



نحن نعيش في (خضم) قفزات إلكترونية و عصر رقمي مختلف و يبدو أن التسويق كـ (فن و علم) لن يجد بدا من الولوج إلى "عصر" جديد تحيط به (حتمية التغيير و الاختلاف) كإحاطة السوار بالمعصم.


منقول :
http://www.dr-alotaibi.com/digitalmarket.htm

ليست هناك تعليقات: