بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 ديسمبر 2013

كيف يؤثر تصنيف محركات البحث بيج رانك وسلوك المستخدم على معدل دخول الزوار المواقع الالكترونيه ؟

كيف يؤثر تصنيف محركات البحث بيج رانك وسلوك المستخدم على معدل دخول الزوار المواقع الالكترونيه ؟


كل صاحب موقع يتمنى أن يكون الأول في ترتيب محركات البحث بيج رانك ولا سيما موقع جوجل. هذا هو الهدف الوحيد والشغل الشاغل لدى معظم أصحاب المواقع، ولكن ما الذي يعنيه هذا الأمر بالنسبة للنتائج؟ وكيف توثر درجات التصنيف المختلفة على معدل دخول الزوار لموقعك الالكتروني؟
لقد قامت بعض الجامعات بإجراء عدد من التجارب الدراسية في العقد الماضي لاختبار سلوك المستخدم في عدد من محركات البحث حيث يقوم معظمها باستخدام وسائل متميزة عن المحركات الأخرى. إلا أن أسلوبا واحدا كان هو الأنجح من بينها، ألا وهو التعقب البصري.
هذا التعقب البصري ببساطة هو نوع من البرامج التي تسجّل وتقيس حركات العين، وقد استخدم هذا الأسلوب في تجارب متعددة لقياس الانتباه الذي يحصل عليه كل موقع مذكور في صفحة النتائج لدى محرك البحث.
من بين هذه الاختبارات، لم يقم إلا القليل منها بتعقب معدلات نقر الباحثين على كل مرتبة، ولم يجر إلا واحد من هذه الاختبارات باستخدام جوجل، واسمه "تحليل التعقب البصري لسلوك المستخدم في البحث على الإنترنت" Eye-Tracking Analysis of User Behavior in WWW Searchوبصراحة، يعتبر جوجل أكثر محركات البحث شعبية باللغة الانجليزية في العالم، لدرجة أنه أصبح جزءا من اللغة فنقول مثلا: (Have you ‘Googled’ something before?)، أي هل قمت بالبحث عن هذا الشيء عبر جوجل؟
قام الباحثون في جامعة كورنل Cornell University في التجارب المذكورة أعلاه بما مجموعه 397 من الاستفسارات وسجّلوا معدل وقت الانتباه وعدد النقرات لكل 10 نتائج للبحث على الصفحة الأولى لكل استفسار وللنتيجة الأولى في الصفحة الثانية.
لم تسجّل سوى النقرات الأولى (أي أن هذا لا يقيس عدد المستخدمين الذين يعودون لاحقا إلى نتائج البحث للنقر على موقع آخر)، وتم تخبئة الاستفسارات في خادم محلي لضمان تلقي جميع المستخدمين لمحرك البحث ذاته. يظهر الشكل أ بيانات التصنيف الإحصائية المسجلة على شكل جدول، بينما يظهر الشكل ب النتائج على شكل مخطط.

الشكل أ: نتائج المعدلات بعد تجربة التعقب البصري
نسبة مجموع
عدد النقرات
عدد
النقرات
الانتباه
(معدل الوقت)/ثانية
الترتيب على
محرك البحث
56.8%1540.851
14.0%380.762
10.0%270.443
4.1%110.274
4.4%120.195
3.3%90.116
0.4%10.107
2.6%70.118
1.1%30.109
2.2%60.0910
1.1%30.0211

(الشكل ب
) عدد النقرات مقابل معدل الانتباه لكل مرتبة في نتائج البحث

وهناك إحصائية إضافية لا يذكرها الجدول ولكنها قد تكون مفيدة للبعضن وهي تشير إلى أن الوقت الذي استغرقه الباحثون في النقر بعد اختيار أحد هذه النتائج بلغ في المعدل 7.78 من الثواني.
وإليك ملخصا بأهم الاستنتاجات المستخلصة من نتائج هذه التجربة:
  • 68% من المستخدمين قاموا بالنقر على أحد نتائج البحث، وأما 32% الباقون فلم ينقروا على أية نتيجة.
  • من بين 68% الذين قاموا بالنقر على نتيجة منها:
    • كان من العجيب أن حصلت المرتبة الأول على انتباه أعلى بقليل قفط من المرتبة الثانية، ولكنه حصل على عدد من النقرات يفوقه بأربعة أضعاف
    • حصلت المراتب الثلاثة الأولى على 80% من عدد النقرات
    • بعد المرتبة الخامسة، بتلاشى الفرق في الانتباه وعدد النقرات بين كل التصنيفات، مما يعني أن المرتبة تصبح أقل شأنا لدى المستخدم بمجرد شروعه في النزول إلى أسفل صفحة النتائج.
    • 98% من المستخدمين الذين قاموا بالنقر على أحد المواقع الالكترونيه فعلوا ذلك في الصفحة الأولى من النتائج.
يمكنن استخلاص عدد من النظريات بذكاء من هذه الإحصائيات. أولا: لا يشير عدد مرات البحث شهريا عن كلمة مفتاحية إلى عدد الأشخاص الذين سيقومون بالنقر على أحد نتائج البحث، فالكثير منهم (أي ما تقارب نسبتهم 32% كما ورد في الدراسة) سيقومون بتعديل البحث ليكون أقرب لحاجاتهم.
لقد كانت الاختلافات بين المرتبتين الأولى والثانية أكبر لغز ، ولكن بعد تفكير قصير بالإحصائيات تبين أن غالبية المستخدمين يقومون بعد ظهور نتائج البحث بقراءة المرتبة الأولى في محركات البحث على أساس أنه الموقع الأنسب، ثم يقرأون المرتبة الثانية لمقارنتها مع الأولى وتحديد الأفضل منهما. وبعد ذلك يعود المستخدم للنقر على المرتبة الأولى لسبب من هذين السببين: إما لأن المرتبة الثانية لم تكن أنسب من الأولى، أو لأنها كانت مشابهة لها ولشعوره بثقة أكبر بها فقط لأن جوجل صنّفها في مرتبة أعلى. وقد تكون هنالك عوامل أخرى مؤثرة في هذه الحصيلة الإحصائية الاستثنائية بين المرتبتين الأولى والثانية، ولكن ما ذكرناه يبدو هو التفسير الأقرب إلى المنطق.
إن الشيء الوحيد الذي يقوم به المستخدمون بمجرد النزول إلى أسفل الصفحة هو النظر السريع إلى نتائج البحث التي تظهر أتوماتيكيا، وذلك بعكس المراتب الخمس العليا، حيث يقرأها معظم المستخدمين بشيء من التفصيل، ثم ينزلون في الصفحة ليتفحصوا بدقة إن كان هنالك شيء مميّز، ثم يعودون إلى أعلى الصفحة للنقر على المواقع الالكترونيه ذات التصنيف الأعلى. وبعد عدة تحليلات ، تبيّن بأن هذا ما يحدث بالضبط في معظم الأحيان.
أما بالنسبة لوجود الموقع الالكتروني في الصفحة الثانية من نتائج البحث فلن يكون ذا فائدة عظيمة إلا إذا كان للكلمة المفتاحية حجم كبير من البحث. فإذا توفر 100 ألف بحث مثلا في الشهر لعبارة مفتاحية Keyword واحدة فإن المرتبة الحادية عشرة ستبقى قادرة على جلب 2000 زائر في ذلك الشهر لهذه العبارة وحدها. وأما إذا توفر 1000 بحث بالإضافة إلى وجودك في المرتبة الحادية عشرة فسوف ينخفض العدد إلى 10 زوار في الشهر. ولذلك نقول بأنه إذا لم يتوفر إلا عدد قليل من مرات البحث لكلمة مفتاحية معينة، فإنك ستكون قطعا بحاجة إلى أن تصبح في المراتب الخمسة الأولى لهذه العبارة كي تراقب إن كان هناك أية نتائج ذات أهمية. وفي أحسن الأحوال، فإن وجود عدد قليل من مرات البحث في الشهر غالبا ما يعني أن الكلمة المفتاحية لن تكون متميّزة في التنافس.
لكي تبني علامة تجارية الكترونيه، فإن عدد النقرات قد لا يكون بأهمية الانتباه، فطالما أن الناس دائما يشاهدون اسم موقعك أو شركتك فإن شهرة علامتك التجارية في ازدياد. وربما يكون هذا الأمر مثاليا بالنسبة للخدمات التي تستهدف مناطق معينة، مثل النقل أو إصلاح أنابيب المياه أو إصلاح الكهرباء أو الخراطة أو ما شابه، وسوف تبدو أكثر فاعلية إذا كان اسم الخدمة موجودا في عنوان موقعك الالكتروني URL، كما نرى في  newyorktaxis.com أوmanchesterelectricians.co.uk  أو sydneybuses.com.au. ففي هذه الحالات قد لا تكون المرتبة الأولى لكلمة مفتاحية معينة أهم من الحصول على أحد المراتب العشرة الأولى من العبارات المفتاحية المئة ذات العلاقة، فالمقصود أنك إذا استطعت أن تجعل اسمك في متناول النظر لأكبر عدد من المرات، فإن الزائر ستأتيه لحظة معينة ليحتاج خدمتك، وقد يؤدي الانتباه الذي حصلت عليه شركتك إلى انجذابه إلى موقعك من بين المواقع الأخرى، حتى لو لم يكن في المرتبة الأولى. وهذا ما يمكن تسميته "البناء الالكتروني للعلامة التجارية".
نعود الآن للسؤال الرئيسي: كيف تؤثر تصنيفات محركات البحث على كثافة الزيارات للمواقع الالكترونيه؟ يظهر الشكل ج النسب المتضمنة لمعدل دخول الزوار إلى كل مرتبة في نتائج البحث في جوجل لكلمة مفتاحية معينة.
(الشكل ج) نسبة مجموع عدد النقرات لكل مرتبة في نتائج البحث


هنالك دائما عوامل أخرى مؤثرة في سلوك المستخدم، إلا أن النظر إلى المخطط يؤيد القول بفوائد الحصول على المرتبة الأولى، أليس كذلك؟

ليست هناك تعليقات: