بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 7 ديسمبر 2013

لمحة على مفهوم التجارة الإلكترونية

لمحة على مفهوم التجارة الإلكترونية

وفاء المهنا
أكثر سؤال طرح علي بعد أن أنهيت دراسة الماجستير في تخصص التجارة الإلكترونية، كان "ما التجارة الالكترونية؟ وهل تحتاج إلى تخصص مستقل بذاته؟". ومع تكرار السؤال وجدت أنه من الضروري توضيح جوانب من اللبس في مفهوم التجارة الالكترونية، لذا سأحاول في هذه السطور أن أعطي نظرةً عامة عن مفهوم التجارة الالكترونية وأهمية هذا التخصص في المنشئات، وعن طبيعة المواد التي يتعلمها الطالب في مثل هذا التخصص.
هناك اعتقاد سائد بين كثير من الناس أن مفهوم التجارة الالكترونية يقتصر على شراء وبيع السلع والخدمات إلكترونياً عن طريق الانترنت، صحيح أن البيع والشراء الكترونياً يعد جزءاً رئيسيا من التجارة الالكترونية، إلا أنه لا يشمل مفهومه الواسع الذي ينطوي تحته التسويق الالكتروني وتطوير الخدمات التي أصبحت في وقتنا الحالي جزءاً لا يتجزأ من عالم الأعمال اليوم. فمع توسع استخدام الانترنت تطورت تبعا لذلك التجارة الالكترونية وظهرت خدمات جديدة لم تكن متاحة في السابق منها على سبيل المثال خدمة تحويل الأموال الكترونياً وخدمة إدارة المخزون وحجز تذاكر السفر والفنادق، وكذلك تبادل المعلومات الكترونياً بين أقسام المنشئة الواحدة أو بين الشركة وعملائها فكل هذه المهام لم تكن ممكنة قبل توفر الانترنت وتطور التجارة الالكترونية.
قد يتساءل البعض عن أهمية وجود شخص متخصص في التجارة الالكترونية في المنشئات والمؤسسات التجارية التي أمضت عقودا من العمل الناجح دون وجود مثل هذا التخصص، والإجابة ببساطة ليكون حلقة الوصل بين الإدارات العليا وقسم تقنية المعلومات. فمن المعروف وجود اختلاف في وجهات النظر بين المسئولين في الإدارات العليا وبين مسئولي تقنية المعلومات فكل طرف لا يفهم احتياجات الطرف الآخر بالشكل الصحيح، حيث ينصب اهتمام المسئولين الإداريين عن اتخاذ القرارات على العائدات المالية والربح وتقليل التكلفة المادية، فيما لا يضع مسئولو تقنية المعلومات الأمور المالية في الأولوية بل يركزون على الجانب التقني فقط. فعلى سبيل المثال في حال وجود أزمة مالية فإن أول ما تفكر فيه الإدارات المالية لتقليص النفقات هو تقليص النفقات على جانب تقنية المعلومات مما يؤدي لحدوث خلاف مع المسئولين في إدارة تقنية المعلومات.
وهنا يأتي دور المختص في التجارة الالكترونية ضمن فريق الإدارة ليكون حلقة الوصل بين الطرفين نظرا لإلمامه بالجوانب الإدارية والتقنية في نفس الوقت.
للأسباب التي ذكرت سابقاً عمدت كثير من الجامعات العالمية والمحلية لافتتاح أقسام خاصة للتجارة الإلكترونية في كليات إدارة الأعمال، بحيث يكون هذا القسم مشترك بين كليتين هما كلية إدارة الأعمال وكلية تقنية المعلومات والحاسب الآلي. بحيث يتلقى الطالب خلال دراسته لهذا التخصص مواد في كلية إدارة الأعمال مثل الإدارة العامة وإدارة المشاريع والتسويق وغيرها وفي نفس الوقت يدرس مواد متخصصة في تقنية المعلومات مثل تصميم المواقع وتنفيذها ولغات البرمجة الرئيسة مثل "الجافاJava-" و "الاتش تي أم الHTML-" وإدارة الشبكات وإدارة المخاطر. لذا تشترط أغلب الجامعات أن يكون المتقدم للماجستير على سبيل المثال خريج أحد مسارين: إما إدارة الأعمال، أو تقنية المعلومات.
وقد يتبادر للذهن هل التجارة الالكترونية نوع واحد أم عدة أنواع؟ وهذا سيكون محورنا في المقال القادم.
حفظطباعةتعليقإرسال

ليست هناك تعليقات: