بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 ديسمبر 2013

ستة دروس نتعلمها من موقع باراك أوباما الالكتروني

ستة دروس نتعلمها من موقع باراك أوباما الالكتروني

 
إن مشاهدة التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية الأمريكية تقدم لنا التسلية، وخاصة عند النظر في حدة المنافسة على الترشيح داخل الحزب الديمقراطي. وأثناء متابعتتنا لجزء من هذه المشاهد ذكر أن باراك أوباما قد جمع 100% من تمويل حملته من التبرعات الإلكترونية.لم يقبل بأية مساعدات لحملته من الشركات الكبيرة أو جماعات الضغط، بل كانت حملة باراك أوباما من أكثر الحملات ربحا على مدار التاريخ، حيث جاءت معظم التبرعات للحملة عن طريق الإنترنت من خلال ما يزيد على مليون مبلغ من المبالغ الصغيرة.
لقد قام باراك أوباما حقيقة بجمع ما يقارب 200 مليون دولار عن طريق الإنترنت، وبرقم قياسي هو 55 مليون دولار فقط في شباط فبراير، أو ما يعادل 2 مليون دولار يوميا.
وهذا الخبر الأخير يصيبك بالذهول عند قراءته.
لقد حصل هذا في ليلة سبت على موقع باراك أوباما www.barackobama.com، الأمر الذي يسبب الإنبهار والإعجاب من مستوى التفاصيل والخبرة التي يتمتع بها الفريق الإلكتروني لباراك أوباما.
عندما تعرف ما تبحث عنه في موقع أوحملة تسويقية جيدين، فإن هذا سيجعلك تقدر مستوى المهارة وراء الاستراتيجية التسويقية الإلكترونية.
ورغم وجود الكثير جدا من العناصر الإيجابية التي يمكن الإشارة إليها في هذه المقالة، إلا أن هنالك ستة من الاستراتيجيات الرئيسية التي تجعل من الحملة التسويقية الإلكترونية لباراك أوباما حملة ذات نجاح باهر حقا:
1. يطلب منك للمرة الأولى التي تزور فيها الموقع أن تنضم للقائمة البريدية
من قبل أن تتمكن من مشاهدة أي جزء من موقع أوباما، يتم توجيهك إلى صفحة تطلب منك اسمك وعنوانك:
لاحظ كيفية تسهيل عملية الاشتراك، فهو لا يسألك إلا عن بريدك الإلكتروني والرقم البريدي. ولاحظ كذلك الدعوة الرئيسية لنقر الزر العملي "اعرف أكثر" ‘learn more’ باللون الأحمر. وهذا يهدف إلى جذب العين إلى العمل الرئيسي المطلوب منك القيام به في هذا الموقع. والمهم أنك لست بحاجة إلى الاشتراك لمشاهدة بقية أجزاء الموقع، إذ ما عليك سوى النقر فقط على "أهمل التسجيل" ‘skip signup’  لتزور الموقع الرئيسي، ولكن ليس هذا هو لب الموضوع.
لقد قمت بالطبع بإدخال بياناتي لأرى ما الذي سيحدث، فتم نقلي إلى هذه الصفحة:
إن المثير للإعجاب هنا هو الصيغ المستخدمة، مثل "انضم للحركة" ‘Join the movement’، و"هذه الحملة تخصك أنت"‘this campaign is about you’. أي أنهم يخبرونك بالاسباب التي تحثك على تعبئة النموذج.
إذن، الخطوة الأولى ليست سوى "نعم" مع البريد الإلكتروني والرقم البريدي. أما الخطوة الثانية فهي إدخال اسمك الكامل وعنوانك ورقم هاتفك. ولو كانت هذه المعلومات مطلوبة في الصفحة الأولى لكانت الاستجابة أضعف بكثير. وتذكر بأن جرّ الناس لكلمة نعم بأعداد كبيرة والتزامات قليلة أفضل من مطالبتهم بأن يقولوا "نعم" لالتزام كبير.
بعد إدخالك لبياناتك يتم نقلك إلى هذه الصفحة:
هنالك ثلاثة أشياء رئيسية مطلوبة منك في صفحة "شكرا لك" ‘thank you’، أهمها هو الذي نراه في الزر الأحمر "تبرع الآن" ‘donate now’، وهو ما سأفصّل فيه بعد قليل. أما الأمران الآخران فهما التسجيل للتصويت وزيارة الصفحة الرئيسية. وكل صورة في الصفحة عبارة عن رابط، وذلك لضمان نقل الزائر إلى صفحة مختلفة أيا كانت الصورة التي ينقرها، وهكذا يسهّل الموقع كثيرا التحرك من خلاله.


وحتما فإنك بمجرد الاشتراك فإنك ستبدأ باستلام رسائل إلكترونية قيّمة جدا تعود بك إلى موقعه لتقوم بعمل ما.

2. كل صفحة من صفحات الموقع تعزّز العمل الرئيسي "تبرع الآن" ‘Donate Now’

أيا كانت الصفحة التي تزورها في موقع باراك أوباما، فإن الزر الأحمر الذي يحتوي على عبارة "تبرع الآن" يلفت انتباهك. إنها الصورة الحمراء الرئيسية الوحيدة في موقع يمتزج فيه الأزرق والرمادي والأبيض، وهذه طريقة ماكرة ولكنها قوية جدة في تشجيع الناس على القيام بالعمل المطلوب.
وعند نقرك على زر "تبرع الآن" يتم نقلك إلى الصفة التالية:
هذه صفحة إستقبال مصممة لحث الزائر على التبرع لحملة أوباما. فعندما تزور الصفحة يبدأ شريط فيديو قصير جدا بشكل ذاتي ليخبرك بمعلومات مهمة جدا تبيّن لك أسباب ضرورة التبرع لهذه الحملة.
وعند منح الخيارات حول المبلغ المراد التبرع به، فإنه يسهل على الناس اتخاذ قرار بهذا الشأن. ويقوم الموقع كذلك بمساعدتك بتعبئة الفراغات بالمعلومات التي كنت أدخلتها في صفحات سابقة كي لا يكلفك إلا بالحد الأدنى من الطلبات الإضافية في حال قمت بالتبرع. والدعوة الرئيسية إلى زر القيام بهذا العمل موجودة داخل رسم أحمر كي يلفت انتباهك إلى العمل الذي تود القيام به. وهنالك أيضا رابط باسم "أهمل التبرع"‘skip donation’ في أعلى الصفحة في حال عدم رغبتك في تقديم أي تبرع في ذلك الحين.
إن عملية التبرع الإلكتروني تعتبر أكثر أنظمة "المبيعات" درّا للأرباح على الموقع.
3. الهندسة الممتازة لبناء المعلومات
إن الطريقة التي تظهر فيها المعلومات وتقدّم تجعلها سهلة الاستخدام، والأهم من ذلك أنها تجعلها سهلة للقراءة المتعمقة، و يتمتع زوار الموقع بأقصر مدة للانتباه في أي شكل من أشكال الاتصال الأخرى، التي ينتقلون فيها بسرعة من صفحة لأخرى ثم يغادرون الموقع دون القدرة على التوصل إلى ما يبحثون عنه.
عند زيارتك للصفحة الرئيسية في موقع باراك أوباما، ستجد أن المعلومات تسحبك سحبا، فإنك تجد بسرعة ما تبحث عنه، ويسهل عليك أيضا أن تتصرف لتتعلم أكثر:
هنالك صندوق للاشتراك موجود في أعلى الجانب الأيمن من الصفحة للانضمام إلى القائمة البريدية، وصورة معبرة و مؤثرة لباراك أوباما موجودتان كذلك بغرض بناء فوري للمصداقية. وبالطبع فإن زر "تبرع الآن" دائما ما يظهر للبصر مباشرة، بالإضافة إلى أعمال أخرى يطلب منك القيام بها، وكل ذلك يحدث قبل أن تنزل لترى ما في أسفل الصفحة.
أما "الشعار" الرئيسي للصفحة فيتنقل بين الرسائل والأعمال الرئيسية لذلك اليوم. ويرافق هذا الشعار المغري للعينين عنوان قوي ودعوة واضحة للقيام بعمل ما هو "تعلم أكثر"، وهذفه تشجيع الزوار على زيارة صفحة الإستقبال. ويقوم كل شعار بالربط بصفحة إستقبال مطلوبة أخرى بهدف ضمان الحد الأعلى من الاستجابة مع كل نقرة. ومن الأمثلة على ذلك:
حملة "كافح الملوّثات" “Fight The Smears”:
 
وحملة "دعم المعاهدة المفتوحة" ‘Supporting The Open Convention’:
تؤدي كل دعوة إلى القيام بعمل ما على الموقع إلى صفحة إستقبال مصممة للتحويل.
4. استخدام المدوّنة للتواصل عبر الرسائل
تضاف الرسائل البريدية إلى المدوّنة عدة مرات في اليوم، بهدف التواصل مع المؤيدين يوميا وتوفير قناة لمن كان منهم لا يستقبل الأخبار إلا عبر برمجيات RSS التجميعية، مثل بلوجلاينز Bloglines وفيدومون وFeeddemon.
تعتبر المدوّنات من أفضل الأساليب في التواصل وبناء العلاقات مع الناس، وأوباما يقوم باستخدامها استخداما ناجحا جدا.
وهو كذلك يستفيد من الجيل الثاني من المواقع الإلكترونية Web 2.0 ضمن رسائل مدوّناته، مثل فليكر Flickr – موقع التشارك بالصور،
وموقع يوتيوب YouTube، موقع التشارك بالفيديو.
لاحظ إضافة الإشارة "روابط سريعة" ‘quick links’ في أسفل كل رسالة من رسائل المدوّنة.
5. استخدام الشبكات الاجتماعية لتوسيع قاعدة التأثير

إن من أشد العناصر إثارة للإعجاب في حملة أوباما التسويقية هو القدرة على الوصول عبر الشبكات الاجتماعية، وهي من أسرع الطرق وأوسعها انتشارا من بين الأساليب الإلكترونية المتاحة في هذه الأيام.

إذا نزلت إلى الأسفل فإنك سترى في آخر موقع أوباما الأمور التالية:
لدى أوباما حساب في جميع مواقع الشبكات الاجتماعية ذات الأعداد الكبيرة من الزوار على الإنترنت. والأهم من ذلك أن كلا من هذه الحسابات المذكورة أعلاه يعمل بنشاط كبير لتحويل الزوار إلى الموقع الرئيسي. وليست هذه الاستراتيجية لأصحاب القلوب الضعيفة، بل إنها تحتاج إلى قدر كبير من الإدارة لتحقيق مستويات من النجاح تكافئ تلك المستويات التي قام بتحقيقها باراك أوباما.
لا يقوم باراك أوباما بمشاركة نشيطة في كبريات الشبكات الإلكترونية الاجتماعية كلها فحسب، بل إنه يمتلك شبكته الاجتماعية الخاصة به، حيث يمكن لمؤيديه "الشبك" مع المؤيدين الآخرين:
                                                                         
إن منحه لمؤيديه الفرصة للتعبير عن آرائهم في موقعه يعتبر "ضربة معلّم".
6. استخدام التسويق عبر الهاتف المحمول لزيادة انتشار رسالته
يدرج باراك أوباما قسما في موقعه للاشتراك عبر الهاتف المحمول، حيث يمكنك الانضمام إلى القائمة البريدية لرسائله القصيرة:
وهذا يربطك بصفحة الاستقبال التالية:
لاحظ كيفية اختيارك لفترات التحديث التي تحب أن تتلقى فيها رسائل الجوال ، وهو ما سيجعلك على تواصل مع آخر المستجدات في المواضيع التي تهمك.
أما أفضل ما في التسويق عبر الهاتف المحمول هو أن نسبة قابلية التوصيل تراوح 100%، أي أن جميع الناس يقرأون رسائل الجوال عند تلقيهم لها.
ملخص
إن كنت قد سبق وفكرت يوما في شكل حملة تسويقة إلكترونية مثالية، فما عليك سوى النظر في حملة باراك أوباما، وذلك لأن فريق التسويق الإلكتروني لديه يطبقون كل استراتيجيات التسويق الإلكتروني المتاحة، بما فيها الشبكات الاجتماعية والترتيب على محركات البحث بيج رانك ، و اعلانات الدفع عند الضغط PPC، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، والتسويق من خلال رسائل الجوال ، وغيرها. وفوق ذلك، تجد أن تطبيقهم لهذه الاستراتيجيات خال من العيوب.
إن تكلفة حملة للتسويق الإلكتروني مثل حملة باراك أوباما قد تفوق قدرة ميزانية معظم الشركات ومواردها، إلا أننا يمكن أن نتعلم الكثير عن أية استراتيجية معينة نفكر في تطبيقها.
على سبيل المثال، إن كنت تبحث عن طرق لتحسين معدل التحويل في موقعك، فعليك بالنظر إلى طريقة تصميم موقع أوباما. وإذا كنت تبحث عن طرق لتطبيق نظام الشبكات الاجتماعية فراجع صفحات النبذة الشخصية في ماي سبيس MySpace أو فيسبوك  Facebook.
ابدأ بالتفكير في طرق لتطبيق ما قلته لك للتو في هذه المقالة على موقعك الإلكتروني وحملتك التسويقية الإلكترونية.
والأهم من كل ما ذكر...
التطبيق العملي

ليست هناك تعليقات: