بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

استراتيجية التسويق الدولي في ظل العولمة

افتراضي استراتيجية التسويق الدولي في ظل العولمة
استراتيجية التسويق الدولي في ظل العولمة
خطة البحث ‏
مقدمة
المبحث الأول :أساسيات التسويق الاستراتيجي ‏
‏ المطلب الأول : مفهوم التسويق ومراحل تطوره ‏
‏ المطلب الثاني :مفهوم التسويق الاستراتيجي ‏
‏ المطلب الثالث : أهمية التسويق الاستراتيجي وخصائصه
‏ المطلب الرابع : ممارسة التسويق الاستراتيجي ‏
‏ المطلب الخامس : أنواع استراتيجيات التسويق ‏
المبحث الثاني : التسويق الاستراتيجي في ظل العولمة
‏ المطلب الأول : تحول التسويق اتجاه العولمة ‏
‏ المطلب الثاني : مفهوم التسويق العالمي ‏
‏ المطلب الثالث : آلية تطبيق التسويق العالمي ‏
‏ المطلب الرابع : تأثير العولمة على النشاط التسويقي ‏
‏ المطلب الخامس : كيفية التعامل تسويقيا مع بيئة العولمة ‏
خاتمة ‏
المراجع


مقدمة
إن التسويق علم ، فن ومهنة فهو علم له نظرياته ،مفاهيمه ،أساسياته ،مبادئه ،استراتيجياته ‏،نظمه ، أنشطته وعملياته. وفن له أصوله ، مهاراته ، ممارساته ، تطبيقاته وتكتيكات خاصة ‏ومتميزة جدا .‏
إن التسويق أصبح منظومة تضم كافة الأنشطة والجهود المنظمة و المنسقة بعناية فائقة قائمة ‏على أسس علمية وفنية وتطبيقية لمواجهة كافة التغيرات وتطوراتها المتلاحقة و السريعة .‏
فالتسويق مهنة كل المهن تدور حوله و تتوجه إليه كافة الاستراتيجيات و الأهداف و المهن و ‏التخصصات وصار عماد صلب لآليات التجارة وعالم المال والأعمال ، ويلعب التسويق دورا ‏هاما في نجاح الشركات ، إذن النشاط التسويقي هو المركز الرئيسي تدور حوله جميع الأنشطة ‏الأخرى للمؤسسة .‏
إن اتساع نطاق السوق يسهم في تحقيق العديد من الوفرات ويوفر إمكانية اكبر لتحقيق كفاءة ‏استغلال الموارد المتاحة للمجتمع ، وتعتبر الأسواق الخارجية بمثابة الامتداد الطبيعي للأسواق ‏المحلية أخذا بعين الاعتبار زيادة درجة عدم التأكد ووجود العديد من المتغيرات على النطاق ‏العالمي مثل :العولمة .‏
ومن هذا المنطلق فقد ازداد الاهتمام بقضايا التسويق الخارجي نتيجة لاندماج الأسواق العالمية ‏والاتجاهات الواضحة نحو العولمة في ممارسة أنشطة الإنتاج والتسويق في آن واحد.‏
إن هذه التحولات الكبرى تدفع بجميع الشركات التي تمارس النشاط التسويقي أن تتجه نحو ‏تسويق جديد يختلف عن التسويق العميق الذي يتميز بمساواة التسويق بالبيع والتركيز على طلب ‏العملاء ومحاولة تحقيق الربح من كل تعامل معهم بدلا من محاولة تحقيق الربح عن طريق ‏إدارة تثمين العميل ووضع الأسعار اعتمادا على ملاحظة التكلفة وليس بناء على الأسعار ‏المستهدفة .‏
لذا سنتطرق من خلال هذا البحث إلى هذه الأبعاد الجديدة للتسويق والتي قد نجدها جميعا في ‏موضوع : التسويق الاستراتيجي و العولمة .‏
وذلك من خلال الإشكالية التالية :ماهية التسويق الاستراتيجي وأهميته في مسايرة العولمة
والتي اعتمدنا من خلالها على تقسيم البحث إلى مبحثين : المبحث الأول تناولنا فيه أساسيات عن ‏التسويق الاستراتيجي من خلال مفهوم التسويق ، مفهوم التسويق الاستراتيجي ،أهميته ‏،خصائصه ،كيفية ممارسته ، أنواع الاستراتيجيات التسويقية .‏
أما المبحث الثاني يتمثل في واقع التسويق الاستراتيجي في ظل العولمة من خلال تحول التسويق ‏اتجاه العولمة ، مفهوم التسويق العالمي ، آلية تطبيقه ، تأثير العولمة عليه وكيفية التعامل ‏تسويقيا مع بيئة العولمة.‏

المبحث الاول : أساسيات عن التسويق الاستراتيجي ‏
‏ المطلب الأول :مفهوم التسويق ومراحل تطوره
‏1ـ مفهوم التسويق : هناك تعريفات عديدة للتسويق يعكس كل منها فلسفة معينة ووجهة نظر ‏محددة .‏
عرفه كوتلر على انه "عبارة عن وضعية فكرية ومجموعة من التقنيات تسمح للمؤسسة بان ‏تستولي على الأسواق بخلقها و الاحتفاظ بها وتطويرها "‏
أما الجمعية الأمريكية للتسويق فقد عرفته " يتكون التسويق من أداء أنشطة الأعمال التي توجه ‏تدفق السلع و الخدمات من المنتج إلى المستهلك "‏
عموما يمكن تعريف التسويق " على انه نشاط إنساني يهدف إلى إشباع حاجات و رغبات ‏المستهلك عن طريق التبادل و التسويق هو إمكانية خلق زبائن مربحين و الحفاظ عليهم"‏
‏2ـ مراحل تطور التسويق : ‏
الفلسفة ‏ الهدف الوسيلة التركيز على المرحلة
ـ اصنع منتج جيد ‏فسوف يشتريه ‏الناس ‏
ـ اربح في كل ‏وحدة نسبة معينة ‏
ـ آنا اعرف آن ‏الناس يبحثون عن ‏الجودة ‏ إنتاج اكبر قدر ‏ممكن ‏ صنع منتجات ذات ‏جودة عالية ‏ الإنتاج التوجه المنتج
ـ البائع المتميز ‏يحل كل المشاكل ‏‏.‏
ـ البائع يقوم بكل ‏ما ينتج .‏ كلما زاد حجم ‏المبيعات كلما زاد ‏ربحنا ‏ جهود بيعيه مكثفة ‏وجهود إعلانية ‏ المنتجات الحالية ‏ التوجه بالمبيعات
ـ إنتاج ما يريد ‏المستهلك ‏استهلاكه
ـ البحث في ‏رغبات المشترين
آن نربح من خلال ‏إشباع المستهلك المزيج التسويقي ‏المتكامل ‏ الحاجات الحقيقية ‏للمستهلك ‏والرغبات التوجه بالتسويق

ـ إنتاج ما لا ‏يتعارض مع ‏مصالح بيئة ‏التسويق ‏
الاجتماعية .‏

ـ البحث في ‏رغبات ومشاكل ‏المجتمع
آن نربح على ‏المدى الطويل من ‏خلال خدمة ‏المجتمع
حملات التسويق ‏الاجتماعي ‏
الحاجات المباشرة ‏و غير المباشرة ‏للمستهلك و ‏المجتمع
التوجه بالمجتمع

وبصفة عامة يمكن التمييز بين المفهوم الكلاسيكي و المفهوم المعاصر للتسويق ، حيث نجد ‏اختلافين أساسيين هما : دوره الذي لم يعتبر إلا دور ثانوي و أصبح دورا أساسيا ، ومن جهة ‏ثانية ميدانه الذي كان ضيق ثم اتسع بشكل واضح . والجدول التالي يبين هذا التطور: (1)‏
المفهوم المعاصر للتسويق المفهوم الكلاسيكي للتسويق ‏
التسويق:‏
ـ أساسي وله الأسبقية فهو النشاط الأساسي ‏للمؤسسة وزبائنها .‏
ـ واسع في محتواه الذي ينطلق من إعداد المنتج ‏إلى ما بعد البيع .‏
ـ واسع في حقل تطبيقه <خدمات ، سلع ، أحزاب ‏سياسية .........>‏ التسويق :‏
ـ ثانوي مقارنة بالنتاج .‏
ـ ضيق في محتواه الذي يقتصر على البيع و ‏التوزيع والإعلان .‏
ـ ضيق في حقل توزيعه <السلع ذات الاستهلاك ‏الواسع >‏
‏ ‏

‏(1)منير نوري ،التسويق مدخل المعلومات و الاستراتيجيات ، ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 2007 ، ص12 ـ 22‏
‏ المطلب الثاني :مفهوم التسويق الاستراتيجي
هو النشاط الذي يركز على الوسائل التي تستطيع بواسطتها المنظمة تمييز نفسها بشكل فعال عن ‏منافسيها والاستفادة من نقاط قوتها المتميزة لتقديم قيمة أفضل للمستهلك. ‏
كما وان التسويق الاستراتيجي يتكون من ثلاث عوامل والتي يعبر عنها بالعلاقة الثلاثية ‏والمعروفة بمثلث التسويق الاستراتيجي.‏






الشكل 1 : مثلث التسويق الاستراتيجي ‏
واعتمادا على تفاعل هذه العوامل فانه يتطلب تشكيل إستراتيجية للتسويق بالاعتماد على ثلاث ‏قرارات :‏
 مكان التنافس من خلال تحديد السوق .‏
 كيفية التنافس من خلال تعديل المنتج أو تقديم منتج أخر .‏
 وقت التنافس من خلال توقيت الدخول إلى السوق.‏
كما أن التسويق الاستراتيجي هو التركيز على اختيار المنتجات الصحيحة في الأسواق الصحيحة ‏وفي الوقت الصحيح ، وفي التسويق الاستراتيجي تحدد الأهداف بشكل منظم في مستويات ‏مختلفة بعد دراسة كاملة للمدخلات الضرورية وتوزيع الموارد لتعظيم الأداء الكلي وأخيرا ‏تصاغ الاستراتيجيات بوجهة نظر شاملة.(1)‏


‏(1)‏ نزارعبدالمجيد البرواري،احمد محمد فهمي البرزنجي،استراتيجيات التسويق،دار وائل ‏للنشر،الاردن2004ص144ـ145‏
‏ المطلب الثالث :أهمية التسويق الاستراتيجي وخصائصه ‏
‏1 ـ أهمية التسويق الاستراتيجي :‏
يترتب على التسويق الاستراتيجي الفعال حصول المنشأة على العديد من المزايا والفوائد تذكر ‏أهمها في: ‏
• تحقيق التوازن بين المنشأة والبيئة التي تعمل فيها‎.‎
• مساعدة المنشأة على تحديد وتحليل خصائص السوق الذي تعمل فيه في الماضي ‏والحاضر والمستقبل‎.‎
• مساعدة رجال التسويق على التنبؤ بالمستقبل والكشف عن المشكلات التسويقية المحتمل ‏حدوثها، مما يتيح الفرصة للاستعداد لمواجهتها‎.‎
• مساعدة رجال التسويق على التعرف على الآثار المستقبلية لقراراتهم الحالية‎.‎
• مساعدة الإدارة على تحديد وتحليل مواطن القوة والضعف في المنشأة بالمقارنة ‏بمنافسيها‎.‎
• مساعدة المنشأة على قياس وتحليل وتقييم الفرص التسويقية واختيار أسسها وتحديد ‏أهداف أكثر واقعية‎.‎
• تحقيق التكامل والترابط بين أنشطة وعمليات التسويق من جهة، وبينها وبين أنشطة ‏وعمليات المنشأة من جهة أخرى‎.‎
• تسهيل مهمة الرقابة على أنشطة التسويق والتخلص من أو تطوير وحدات الأعمال سيئة ‏الأداء‎.‎‏(1)‏
‏2 ـ خصائص التسويق الاستراتيجي :‏
o الإنتاج في ظل وجود نظام تسويق إستراتيجي يضبط بطلب السوق‎.‎
o إستراتيجية التسويق سياسة إبداع وتغيير مستمر في المؤسسات ومنتجاتها سلع ‏والخدمات‎.‎
o إستراتيجية التسويق وسيلة التمييز التنافسي‎.‎
o التكامل والترابط مع جميع وظائف المنشأة‎.‎
o توقع ردود فعل المنافسين والإحباط ضدها‎.‎
o التكيف مع الظروف البيئية وخاصة الخارجية‎.‎
o تنمية أكبر البدائل للوصول إلى مهمة المنشأة وأهدافها الرئيسية‎.‎
o النظرة الشمولية للمتغيرات التي تتم التعامل معها‎.‎
o المرونة في التكيف مع الظروف المتغيرة بصفة عامة‎.‎
o الحاجة إلى قدر كبير من المعلومات أغلبها خارج نطاق المنشأة‎.‎
o توفير التغذية المرتدة بالمعلومات‎.‎‏(2)‏

‏(2)،(1)‏‎ http://ar.wikipedia.org/wiki
‏ المطلب الرابع : ممارسة التسويق الاستراتيجي ‏
لا يمكن للشركات ومهما كانت قدراتها التسويقية و النجاحات التي تحققها في الأسواق ممارسة ‏التسويق الاستراتيجي إلا بعد القيام بالإعداد الجيد لإستراتيجية التسويق والتخطيط الاستراتيجي ‏للتسويق و تنفيذ الخطة الإستراتيجية التسويقية .‏
ـ1ـ إعداد إستراتيجية التسويق : تمر هذه العملية بما يلي :‏
 التحضير لإعداد الإستراتيجية التسويقية :تتكون من خمس خطوات أساسية يمكن ‏عرضها كما يلي :‏
C I MM ‎ STP R
حيث تعني :‏
R ‎‏: البحوث ، ‏STP‏: التجزئة ، الاستهداف و تثبيت صورة المنتج في ذهن العملاء ،MM‏: ‏مزيج التسويق ، ‏I‏ : التنفيذ ، ‏C‏: الرقابة ‏
حيث يبدأ التسويق الفعال بالبحوث لان البحوث في التسويق تكشف عن الكثير من أجزاء السوق ‏التي تتكون من عملاء مختلفي الاحتياجات وتكون الشركة رشيدة إذا استهدفت فقط تلك الأجزاء ‏التي تستطيع إشباعها بطريقة رفيعة و على الشركة أن تعرض لكل جزء من السوق معروضاتها ‏و منتجاتها حتى يتمكن العملاء المستهدفون من تقدير اختلاف معروضاتها عن معروضات ‏المنافسين ، وتمثل تجزئة السوق و الاستهداف و تثبيت صورة المنتج ، تفكير الشركة ‏الاستراتيجي في التسويق ، ثم تطور الشركة مزيجها التسويقي الذي يتكون من مزيج القرارات ‏عن المنتجات و السعر والمكان و الترويج ، بعد ذلك تنفذ الشركة مزيج التسويق ، وأخيرا تقوم ‏الشركات بمعايير الرقابة لتراقب و تقيم النتائج و تطور استراتيجيات التجزئة والاستهداف ‏وتثبيت صورة المنتج وتكتيكاتها عن مزيج التسويق.‏
 التخطيط لإستراتيجية التسويق :وذلك من خلال :‏
‏1ـ إعداد مخطط تسويق الوحدة :يتضمن تحديد النقاط التالية :‏
‏1ـ التذكير بالمشروع و بالإستراتيجية و بالأهداف العامة للمؤسسة وتأثيره على إستراتيجية ‏التموقع في السوق.‏
‏2ـ الأهداف العامة .‏
‏3ـ الوسائل العامة .‏
‏4ـ أنظمة المعلومات .‏
‏5 ـ ملخص الميزانية .‏
‏6 ـ عناصر مراقبة الأداء .‏
‏7ـ سيناريوهات تغيير المخطط.‏
‏8 ـ ملخص شامل عن الإستراتيجية .‏
الميزة الأساسية لهذا المخطط هو ضمان نظرة واضحة للأهداف و للأخطار وللوسائل على ‏مختلف الأسواق وإعداد سيناريوهات بديلة بالاعتماد على أنظمة معلومات جزئية فعالة ، وهو ‏لا يستطيع تعويض المخططات العامة للمؤسسة التي تعالج حقيقة الزبائن و الأسواق ‏والمنافسين و الأعمال التسويقية للمؤسسة .‏
‏2ـ إعداد مخططات التسويق للوحدات الأساسية :هذه المخططات تتموقع على مستوى الأسواق ‏وقطاعات الأسواق والأعمال الواجب القيام بها وتكون أكثر تفصيلا وهي تساعد المؤسسة في ‏فهم الاداءات المختلفة لمختلف الأسواق التي تقدم فيها المؤسسة عرضها.‏
 النموذج القاعدي لإعداد إستراتيجية التسويق :ينطلق من المنطلق الداخلي لإستراتيجية ‏المؤسسة الذي يعتمد على تعدد الاستراتيجيات ، حيث يتضمن تحديد الأسواق سهلة ‏البلوغ و القيام بمستوى أولي لتقطيع السوق يسمح ببناء قطاعات أسواق متجانسة في ‏داخل السوق الممكنة ،ثم اختيار القطاعات المستهدفة أي القيام بالتقطيع الكلي ،بعدها ‏يتم القيام بمستوى ثاني من التقطيع يقود إلى بناء مجمعات زبائن متجانسة فيما بينها أو ‏داخل القطاعات وفي اختار الزبائن المستهدفين أي التقطيع الجزئي.(1)‏

ـ2ـ التخطيط الاستراتيجي للتسويق :‏
يعرف التخطيط الاستراتيجي للتسويق " على انه العملية الإدارية التي يتم من خلالها تحديد ‏الأهداف التسويقية ، وتنمية البدائل المزيج التسويقي التي توصل إلى تحقيق هذه الأهداف ، ‏والقيام بالتقييم و المفاضلة بين البدائل ، واختيار المزيج التسويقي المناسب ، وخلق الظروف ‏المناسبة لتنفي برامج المزيج التسويق المختار " ‏


‏(1)منير نوري ،التسويق مدخل المعلومات و الاستراتيجيات ، ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 2007 ، ص179 ـ 196‏
ويعكس التخطيط الاستراتيجي للتسويق الخصائص التالية :‏
 المخاطرة المحسوبة .‏
 التكيف مع الظروف البيئية وخاصة الخارجية .‏
 تنمية اكبر عدد من البدائل .‏
 التكامل و الترابط بين وظائف المؤسسة .‏
 توقع ردود فعل المنافسين.(1)‏
ـ3ـ تنفيذ الخطة الإستراتيجية التسويقية :‏
بعد أن تنتهي الشركة من عملية التخطيط الاستراتيجي ،عليها أن تنتج المنتج الذي م ‏تصميمه وتسعيره و توزيعه وترويجه وتسمى هذه المرحلة بمرحلة التنفيذ.‏
في هذه المرحلة قد تظهر كل أنواع مشكلات التنفيذ ، تحدث هذه المشكلات غالبا في ‏إدارتي التسويق والمبيعات ،فقد تفشل إستراتيجية التسويق في مرحلة التنفيذ مهما كان ‏إعدادها جيدا . حيث يتطلب تنفيذ الخطة الإستراتيجية ترابطا ابعد من ذلك .لذلك يجب أن ‏يرافق تنفيذ الخطة الإستراتيجية التحليل الاستراتيجي للتسويق .و اعتبارات أساسية لتنفيذ ‏الخطة الإستراتيجية التسويقية .‏
أولا : خطوات التحليل الاستراتيجي التسويقي : تتمثل في :‏
خطوة 1:تحديد الإستراتيجية الكلية الحالية للشركة.‏
خطوة 2 : إعداد مصفوفة محفظة النشاط لمعرفة التركيبة الكلية و شكل المحفظة الكلية ‏وشكل المحفظة الحالية.‏
خطوة3 : تحديد الشكل العام لصناعة وبيئة المنافسة لكل وحدة أعمال والتوصل إلى ‏مجموعة من الاستنتاجات بشان مدى جاذبية كل صناعة .‏
خطوة 4 : الدراسة المتعمقة للقدرة التنافسية لوحدات الأعمال و مدى تميزها مقارنة ‏بالمنافسة .‏
خطوة 5 : مقارنة وحدات الأعمال المختلفة على أساس أداؤها الفعلي الحالي و توقعات ‏الأداء في المستقبل .‏

‏(1)منير نوري ،التسويق مدخل المعلومات و الاستراتيجيات ، ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 2007 ، ص199ـ 200‏

خطوة 6 : تحديد مدى توافق كل وحدة أعمال مع توجه الشركة و استراتيجياتها و ما إذا ‏كان لها علاقات توافق استراتيجي ذات أهمية مع وحدات الأعمال الأخرى في المحفظة.‏
خطوة7 : ترتيب وحدات الأعمال حسب أولوية الاستثمار وتحديد مجالات إنفاق الشركة ‏لأموالها و ما يجب أن يكون عليه التوجه الاستراتيجي العام لكل وحدة .‏
خطوة 8 : التأكد من ما إذا كان الأداء المقدر للمحفظة سوف يحقق أهداف الشركة ، وهل ‏هناك فجوة في الأداء ؟ وماهي التصرفات الواجب القيام بها للقضاء على هذه الفجوة ؟
ثانيا : اعتبارات أساسية لتنفيذ الخطة الإستراتيجية التسويقية ‏
توجد عدة اعتبارات ينبغي أخذها في الحسبان قبل البدء في تنفيذ الخطة الإستراتيجية و ‏منها: أهمية عنصر الزمن في مجال التخطيط الاستراتيجي ، وضرورة تعريف الآخرين ‏العاملين بالمنظمة بالخطة الإستراتيجية الموضوعة ومن الأهمية بمكان أن يقوم المسؤولين ‏عن عملية التخطيط الاستراتيجي بحشد جهود العاملين بالمنظمة و توجيههم نحو تقبل ‏الخطة و الالتزام بها مع ضرورة تحديد مستويات الأداء حتى تكون الرقابة واقعية وفعلية ‏‏.(1)‏

‏(1)منير نوري ،التسويق مدخل المعلومات و الاستراتيجيات ، ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 2007 ، ص207 ـ208‏


‏ المطلب الخامس : استراتيجيات التسويق
أولا :استراتيجيات المنتج
و تنقسم إلى 9 استراتيجيات فرعية :‏
ـ1ـاستراتيجيات إحلال المنتج :وتتكون بوضع علامة المنتج ليكون أكثر قبولا من قبول ‏الزبون مقارنة بالمنتجات المنافسة ، و كذلك لتلبية المنتج للحاجات المتعددة أما طرق التمكين ‏هي :‏
ـ التمكين بواسطة الصفات .‏
ـ التمكين بواسطة السعر و النوعية .‏
ـ التمكين طبقا للاستخدام .‏
ـ التمكين طبقا للمستعمل .‏
ـ التمكين طبقا لمستوى منتوج آخر .‏
ـ التمكين طبقا للمنافسين وبه نوعا من الإستراتيجية .‏
وتضم هذه الإستراتيجية إستراتيجيتين :‏
أ ـ إحلال العلامة التجارية المنفردة .‏
ب ـ الإحلال المتعدد.‏
ـ 2ـ إستراتيجية إعادة تمكين المنتج : من أسباب إتباع هذه الاستراتيجيات هي :‏
ـ دخول منافس جديد .‏
ـ تفضيلات المستهلك متغيرة .‏
وهناك ثلاث أنواع في استراتيجيات إعادة التمكين :‏
ـ إستراتيجية إعادة التمكين بين الزبائن الحاليين .‏

ـ إستراتيجية إعادة التمكين بين المستخدمين الجدد.‏
ـ إستراتيجية إعادة التمكين للاستخدامات الجديدة للمنتج.‏
تهدف إلى : إطالة حياة المنتج في ذهن الزبون ، وكذلك تصحيح الأخطاء للإستراتيجية ‏السابقة .‏
نتائجها :زيادة في المبيعات و الربحية ، زيادة الحصة السوقية .‏
ـ 3ـ إستراتيجية المنتج المتعارض : تعني قيام المنظمة بالتنافس مع نفسها في السوق بواسطة ‏علامة خاصة .‏
وهنا ك3 أنواع من هذه الاستراتيجيات و هي : ‏
ـ إستراتيجية تقديم منتجات متنافسة ‏
ـ استراتيجيات العلامات الخاصة ‏
ـ إستراتيجية التعامل مع المصنع الأصلي
تهدف إلى : جذب زبائن للمنتج ، التقليل من الكلف ، زيادة حجم السوق ‏
نتائجها : زيادة في : الحصة السوقية ، المبيعات ، الأرباح ، النمو .‏
ـ 4 ـ إستراتيجية مدى المنتج :تمثل جهد المنظمة الاستراتيجي من خلال تعاملها مع المزيج ‏التسويقي وكذلك تتعلق برسالة الوحدة الإستراتيجية .‏
وهناك 3 أنواع هي : ‏
ـ إستراتيجية المنتج المنفرد : وهي وجود منتج منفرد في السوق .‏
ـ إستراتيجية المنتجات المتعددة : يتم عرض منتجين أو أكثر هدفها هو التخلص من مخاطر ‏التقادم .‏
ـ إستراتيجية نظام المنتجات : المنظمة تبيع المنتجات من اجل إشباع الحاجات وليس التركيز ‏على بيع المنتج بحد ذاته .‏
ـ5 ـ إستراتيجية تصميم المنتجات : فيها 3 أنواع من الاستراتيجيات :‏
ـ استراتيجيات المنتجات النمطية :تهدف إلى زيادة الإنتاج للشركة وتقليل التكاليف ‏
ـ إستراتيجية منتجات الزبائن : يتم بيع منتجات حسب طلب الزبائن و بما يتلاءم مع حاجياتهم
ـ إستراتيجية المنتجات النمطية مع بعض التحويرات .‏
ـ6 ـ إستراتيجية حذف المنتج :من خلال حذف المنتج غير المرغوب فيه وتكون نتائجها على ‏المدى القصير :‏
زيادة في المبيعات نتيجة التحسن و التركيز على المنتجات الأخرى .‏
تخفيف المخزون ‏
الاقتصاد في العمليات الإنتاجية .‏
ـ7ـ إستراتيجية المنتج الجديد :تتضمن 3 أنواع :‏
ـ إستراتيجية تطوير المنتج. ‏
ـ إستراتيجية تقليد المنتج .‏
ـ إستراتيجية المنتج المبدعة .‏
ـ8ـ إستراتيجية التنويع : وهي تطوير منتجات غير متشابهة و تسويقها وتوجد 3 أنواع :‏
ـ إستراتيجية التنويع المركز :وجود علاقة بين المنتجات التي تقدم مع المنتجات القديمة .‏
ـ إستراتيجية التنويع الأفقي : عدم وجود علاقة بين المنتجات التي تقدم مع المنتجات القديمة ‏
ـ إستراتيجية التكتل المنوع : المنتجات جميعها جديدة ‏
ـ9ـ إستراتيجية القيمة السوقية :‏
تهدف إلى : تحقيق الإشباع من خلال الاستجابة لحاجات الزبائن وانعكاس ذلك على زيادة ‏المبيعات .‏
نتائجها : تحقيق : إشباع أعلى ، ربحية (1)‏

‏ (1)نزار عبد المجيد البرواري،احمد محمد فهمي البرزنجي ،استراتيجيات التسويق،دار وائل للنشر ،الأردن2004 ‏ص175ـ182‏


ثانيا : استراتيجيات التسعير ‏
ـ1ـ استراتيجيات تسعير المنتجات الجديدة : تشمل :‏
ـ إستراتيجية قشط السوق : وتعني التسعير بأعلى سعر ممكن مع ميزانية كبيرة للترويج و ‏تخفيض السعر بعد ذلك .‏
ـ إستراتيجية التغلغل السوقي :تستخدم عند تقديم منتج جديد للسوق و الهدف منها هو التغلغل و ‏النمو في السوق و الحصول على اكبر حصة ممكنة ، من خلا استخدام الأسعار المنخفضة ‏وهي تلائم السوق ذات الحساسية العالية لنمو الأسعار وهذه الإستراتيجية ملائمة خاصة عندما ‏يكون من المتوقع مواجهة الخطر منافسة شديدة و سريعة وعندما لا يكون هناك سوق تتسم ‏بوجود مستهلكين مستعدين لدفع أسعار مرتفعة للحصول على أفضل المنتجات.‏
ـ إستراتيجية قيادة السعر :تتجسد من خلال تحديد الأسعار من قبل منظمة م تعتبر القائدة في ‏السوق وهناك نوعين من قيادة السوق :‏
 قيام المنظمة بأخذ المبادرة في تغيير الأسعار و تكون باقي المنظمات مستعدة للإتباع ‏على أن يحقق هذا التغيير ربحا كافيا .‏
 منظمة صغيرة ولكنها معتمدة كقائد للسعر بعد آن تكون قد أثبتت بأنها قادرة على ‏تحليل و تشخيص التغيرات ف السوق .‏
ـ2ـ استراتيجيات تسعير المنتجات الحالية : وتشمل :‏
ـ إستراتيجية ثبات السعر : بموجبها لا يتم التغيير في السعر وتهدف إلى المحافظة على مركز ‏المنتج وحصته السوقية و ربحيته و تعزيز صورته في ذهن المستهلك .‏
ـ إستراتيجية تخفيض السعر : تعتبر دفاعية لمواجهة المنافسين أو للقضاء عليهم وهي تقود ‏إلى تخفيض هامش الربح و بناء حصة سوقية كبيرة.‏
ـ إستراتيجية زيادة السعر : تهدف إلى المحافظة على الربحية خلال فترات التضخم وتتطلب ‏توافر مرونة اتجاه السعر و العناصر الأخرى.‏
ـ3ـ استراتيجيات مرونة السعر : وتشمل :‏
ـ إستراتيجية السعر الواحد :يقصد بها تحديد سعر واحد لجميع المستهلكين لنفس المنتوج تحت ‏نفس الظروف والكميات بهدف تبسيط قرارات التسعير والمحافظة على سمعة جيدة للمستهلكين ‏‏.‏
ـ إستراتيجية السعر المرن المتغير : تهدف إلى تعظيم الأرباح خلال الأمد القصير ودعم ‏الحركة الأعمال عن طريق القيام بالتعديلات في سعر المنتج وهذه الإستراتيجية تعني تحديد ‏أسعار مختلفة لمستهلكين مختلين لنفس المنتج و الكميات .‏
إستراتيجية تسعير خط المنتجات : تهتم بتحديد سعر كل منتج ضمن خط المنتجات اعتمادا ‏على طبيعة العلاقة بين هذه المنتجات فيما إذا كانت تكميلية أم تنافسية ، وتهدف إلى تعظيم ‏الأرباح .‏
ـ إستراتيجية السعر التاجيري :تتعلق هذه الإستراتيجية بقيام المنظمة بتأجير الأصل الذي ‏تمتلكه إلى طرف آخر و الحصول على عوائد إيجار لقاء ذلك ، مثال عن ذلك إيجار القنوات ‏الإعلامية للبث التلفازي. ‏
ـ إستراتيجية التسعير في مرحلة النضوج السوقي: في مرحلة النضوج يكوم من المفضل ‏سرعة تخفيض السعر بمجرد ظهور بوادر التدهور للمنتج في السوق .(1)‏
ثالثا : استراتيجيات التوزيع ‏
ـ 1ـ إستراتيجية التأثير على المستهلك :وشمل :‏
ـ إستراتيجية الدفع :لان المنتج قد دفع بالمنتج من خلال قناة التوزيع ليتولى الوسيط إغراء ‏المستهلك بالشراء .‏
ـ إستراتيجية الجذب : جذب المستهلك للشراء من خلال الإعلان و أساليب الترويج وتنشيط ‏المبيعات كالجوائز .‏
ـ2ـ إستراتيجية تعديل قناة التوزيع :وتشمل :‏
ـ إستراتيجية التوسع :عندما تقرر المنظمة زيادة كثافة التغطية بالتوزيع المباشر .‏
ـ إستراتيجية السيطرة والتطوير :عندما تقرر المؤسسة استخدام وسطاء جدد أو من خلال ‏امتلاك مؤسسة أخرى و الاندماج معها مما يؤدي إلى زيادة قدراتها التوزيعية بشكل اكبر ، أما ‏التطوير من خلال تغيير القناة التوزيعية الحالية نحو الأفضل .‏



‏(1)نزار عبد المجيد البرواري،احمد محمد فهمي البرزنجي ،استراتيجيات التسويق،دار وائل للنشر ،الأردن2004 ص197ـ201‏
ـ إستراتيجية الثبات : وذلك بتثبيت شبكات التوزيع الحالية عندما لا ترغب المؤسسة بالتغيير ‏‏.‏
ـ إستراتيجية التعديل : يتم ذلك بالمحافظة على درجة كثافة التغطية مع تغيير نظام قناة ‏التوزيع كاستبدال المؤسسة لمنفذها التوزيعي عند فشله .‏
ـ إستراتيجية الاستبدال : يتم تخفيض درجة كثافة التوزيع وهي تؤدي إلى تحقيق مبيعات ‏أفضل بالانتقال من نظام التوزيع المكثف إلى التوزيع الانتقائي .‏
ـ3ـ إستراتيجية مجال التوزيع : ويقصد بها تحديد مدى المستهلكين المستهدفين بالمنتوج أي ‏مدى التغطية التي يوفرها نظام التوزيع ومن ابرز أنواع الاستراتيجيات نجد :‏
إستراتيجية التوزيع المكثف .‏
إستراتيجية التوزيع الانتقائي .‏
إستراتيجية التوزيع المطلق .‏
ـ4ـ إستراتيجية قنوات التوزيع المتعددة : يقصد بها إستراتيجية استخدام المؤسسة لقناتين أو ‏أكثر لتوزيع منتجاتها .‏
ـ 5 ـ إستراتيجية رقابة قناة التوزيع : تهدف إلى زيادة مستوى الرقابة على هيكل التوزيع ‏وذلك بمتابعة أعمال الوسطاء و تعزيز الرقابة عليهم .‏
ـ6ـ إستراتيجية إدارة التعارض : تهدف إلى معالجة التعارض بين الوسطاء فيما بينهم من جهة ‏و المنظمة من جهة أخرى بما يجعلهم ينسقون أعمالهم لتحقيق أهدافهم المشتركة .(1)‏

‏(1)نزار عبد المجيد البرواري،احمد محمد فهمي البرزنجي ،استراتيجيات التسويق،دار وائل للنشر ،الأردن2004 ص210ـ213‏

رابعا :استراتيجيات الترويج :‏
ـ1ـاستراتيجية الدفع و الجذب :وتشمل :‏
ـ إستراتيجية الدفع : هو اشتراك المنتج والموزع في دفع المنتجات خلال قنوات التوزيع بقوة ‏حتى تصل إلى المستهلك .‏
ـ إستراتيجية الجذب : تسعى إلى جذب المستهلك لطلب منتجاتها .‏
ـ2 ـ إستراتيجية الضغط والحواء :وتشمل :‏
ـ إستراتيجية الضغط:تعتمد على الأسلوب المكثف في الإقناع وتعريف المستهلكين بالمنافع ‏الحقيقية لمنتجاتها.‏
ـ إستراتيجية الإيحاء : تعتمد أسلوب الإقناع المبسط لدفع المستهلكين باتخاذ قرار الشراء عن ‏قناعة تامة .‏
ـ3ـ إستراتيجية نفقات الترويج : تحديد المبالغ التي تنفقها الشركة لتغطية جهودها الترويجية ‏والتي تحتوي على الإعلان و البيع الشخصي و ترويج المبيعات.‏
ـ4ـ إستراتيجية المزيج الترويجي : تحديد المكونات للمزيج الترويجي المختلفة .والهدف منها ‏هو تكوين خليط متماسك متكامل من الأنواع الثلاثة ‏
ـ5ـ إستراتيجية اختيار وسائل الإعلان : اختيار قنوات الاتصال مثل الجرائد ، المجلات ، ‏التلفزيون ....وتهدف إلى نقل الزبائن من حالة عدم التأكد إلى حالة إدراك المنتج أو الخدمة ‏
ـ6ـ إستراتيجية محتوى الإعلان : تصميم محتويات الإعلان .‏
ـ7ـ إستراتيجية البيع الشخصي :محاولة تحريك الزبائن إلى مرحلة الشراء في حالة استخدام ‏الاتصال المباشر وجه لوجه.‏
ـ8 ـ إستراتيجية إدارة و تحفيز قوة البيع : تعني تحقيق أداء مميز لقوة البيع وتهدف إلى تحقيق ‏أداء عالي لقوة البيع.(1)‏

‏ ‏
‏(1)نزار عبد المجيد البرواري،احمد محمد فهمي البرزنجي ،استراتيجيات التسويق،دار وائل للنشر ،الأردن2004 ص224ـ228‏
‎ ‎
المبحث الثاني : التسويق الاستراتيجي في ظل العولمة
‏ المطلب الأول :تحول التسويق اتجاه العولمة ‏
‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏


شكل2: المراحل التطورية للتسويق باتجاه العولمة .‏
‏1ـ المرحلة المحلية :تشير إلى تلك المرحلة التي اقتصرت فيها الأسواق المحتملة و الجهود ‏التسويقية والإنتاجية للمنظمات على منطقة جغرافية داخل الدولة التي تعمل بها كل منظمة.‏
‏2 ـ المرحلة الدولية :وتشير إلى المرحلة التي غطت فيها الجهود التسويقية و الإنتاجية ‏للمنظمات مختلف مناطق الدولة التي تعمل بها كل منظمة ، وهو ما عرف بمدخل التغطية ‏المحلية المتعددة ، كما امتدت أيضا تلك الجهود بصورة محدودة لتشمل بعض الأسواق في ‏دول أخرى ، وبالتالي ظهر التبادل الدولي القائم على المجهود المنفرد لكل منظمة أعمال .‏
‏3 ـ المرحلة متعددة الجنسيات :وهي المرحلة التي كثفت فيها المنظمات من جهودها التسويقية ‏والإنتاجية في العديد من دول العالم ، و انشات لها فروع أو وحدات تنظيمية في دول مختلفة ‏، واعتبرت تلك المنظمات متعددة الجنسيات ، فالمركز الرئيسي غالبا في الدول الأم ، ‏والفروع منتشرة في دول متعددة.‏
‏4 ـ مرحلة العولمة :وتمثلت في انهيار الحدود بين الأسواق العالمية ، وأصبح العمل و التنافس ‏يتم في سوق مفتوح ومتداخل .(1)‏


‏(1)محمد فريد الصحن، ادارة التسويق في بيئة العولمة والانترنيت، دار الجامعة الحديثة ،مصر 2007 ص284ـ285.‏

‏ المطلب الثاني : مفهوم التسويق العالمي ‏
يعرفه عمرو خير الدين بأنه:" مصطلح يشير إلى عمليات التبادل التي تتم عبر ‏الحدود الدولية, بهدف إشبـاع الحاجات و الرغبات الإنسانية".(1)‏
نلمس من هذا التعريف الطبيعة الأساسية للتسويق, فهي لا تتغير من التسويق ‏المحلي إلى التسويق الدولي, إلا أن التسويق الدولي يتم عبر الحدود الدولية, و ‏هنـا وجه الخلاف بينهما, حيث يتطلب التسويق الدولي التعامل في أكثر من بيئـة ‏واحدة, و هذا ما يتيح مشكلات عديدة كتأثير أثر الأحداث الدولية على المؤسسـة, ‏و تعديل سلوكها, لكي يتلاءم مع الثقافات المختلفة, و تحديد ما يرغبه المستهلك.‏
و يقول كذلك "‏Allain Ollivier‏" في هذا المجال " التسويق الدولي هو تلك الأنشطة ‏التي تقوم بها الـمؤسسة لأجل إيجاد علاقة بين الربحيـة و الأسـواق".‏
إلا أنّ "‏Allain Ollivier‏" يقسمه إلى ثلاث خطوات رئيسية: ‏
‏1-‏ المعرفة الجيدة للأسواق بالملاحظة و التحليل للطلب و المنافسة, ‏الوسطـاء, المحيط القانوني, التقني, الاقتصادي, ...‏
‏2-‏ تحديد أو تعريف الغرض التجاري كعمل مستهدف و مختار, و البحث عن ‏أحسن وضعية لسياسة المنتج, السعـر, التوزيع.‏
‏3-‏ التسويق الجيد للمنتجات و للخدمات الجيدة لسياسة الاتصال و التوزيع, و ‏حسب "‏A. Ollivier‏ فهي تعتبر القواعد الأساسية لتسويق.(2)‏
و يعرفه عمر سلمان :" بالعملية التي يتم من خلالها خلق تمويل تبادل السلع بين ‏المنتج و المستهلك, و التنمية الاقتصادية". (3)‏
و يتضح جليا من هذا التعريف, أن عمر سلمان يركز على عملية التصدير, ‏باعتبارها جزءاً هامـاً من التسويق الدولي, حيث أن هذه العملية تساهم في ‏توسيع نطاق التجارة الخارجية, و التنميـة الاقتصادية.‏

‏(1)عمرو خير الدين ، التسويق الدولي ، مجهول إدارة النشر 1996ص28.‏
Allain Ollivier .Marketing internationale .press universitaire de France paris1990 page04 .‎‏(2)‏
‏(3) عمر سلمان ، التسويق الدولي من منظور بلد نامي ، الدار المصرية اللبنانية 1996ص61‏
‏ المطلب الثالث :آلية تطبيق التسويق العالمي ‏
يمر تطبيق التسويق العالمي في منظمات الأعمال المختلفة من خلال آلية تتضمن ست خطوات ‏رئيسية متتابعة بيانها كالأتي :‏
خطوة 1 :التعرف على البيئة التسويقية ‏
قبل اتخاذ قرار التسويق الدولي ينبغي أولا على المنظمة التعرف على و دراسة عناصر البيئة ‏التسويقية العالمية حتى لا يتم تقديم منتجات تتعارض وثقافات عملاء هذا السوق.‏
خطوة 2: اتخاذ قرار التسويق العالمي .‏
تصبح المنظمة بعد دراسة البيئة التسويقية العالمية مؤهلة لاتخاذ قرارها بالقيام او عدم القيام ‏بالتسويق العالمي ، وذلك وفقا لما أسفرت عليه نتائج دراستها و التحليل البيئي .‏
خطوة 3 : تحديد الأسواق الخارجية .‏
تحدد المنظمة الأسواق الخارجية التي تتعامل معها وفقا لنتائج كل من التحليل البيئي والتحليل ‏الداخلي لأوضاعها ، الذي يوضح للمنظمة مدى قدرتها على خدمة كل سوق خارجي .‏
خطوة 4 : تحديد كيفية دخول الأسواق الخارجية .‏
بمجرد أن تتخذ المنظمة قرارها بشان اختيار الأسواق التي ستتعامل معها،يتعين عليها تحديد ‏الاستراتيجيات لدخول هذه الأسواق.وتوجد 5 بدائل إستراتيجية لدخول السوق العالمي
‏ ‏ ‏ ‏
شكل 3 : استراتيجيات دخول السوق العالمي
خطوة 5: تحديد برنامج التسويق العالمي
بعد استقرار المنظمة على إستراتيجية دخولها إلى السوق العالمي ، تبدأ الخطوة التالية والمتمثلة ‏في تحديد البرنامج التسويقي الملائم للسوق الخارجي المستهدف، ويوجد برنامجين تسويقيين و ‏هما :‏
ـ المزيج التسويقي النمطي : تعتمد على استخدام نفس العناصر المزيج التسويقي في جميع ‏الأسواق الخارجية المستهدفة .‏
ـ المزيج التسويقي ألتكيفي :تعتمد على تفصيل مزيج تسويقي لكل سوق خارجي مستهدف من ‏المنظمة .‏
خطوة 6 :تطوير الوحدات التنظيمية للتسويق العالمي ‏
اتخاذ قرار ممارسة التسويق العالمي يتطلب من المنظمة تطوير الوحدات التنظيمية ، فمعظم ‏المنظمات عند دخولها السوق العالمي تبدأ عادة بقسم التصدير ، وعندما تزيد أنشطتها تفكر في ‏قسم للعلاقات الدولية ، و تنتهي بقسم للتسوق العالمي .(1)‏
‏ المطلب الرابع :تاثير العولمة على النشاط الاقتصادي ‏
أعادت العولمة تشكيل البيئة التسويقية الذي كان متبعا في السابق ، وفيما يلي لهم التداعيات ‏التي رصدها المحللون لتلك الظاهرة على النشاط التسويقي :‏
‏1 ـ السعي لتحقيق المعايير العالمية :أصبح الآن مديري التسويق مطالبون أكثر من أي وقت ‏مضى بتحقيق المعايير العالمية في منتجاتها من سلع أو خدمات ، حتى يمكن أن يجدوا أسواق ‏خارجية تقبلها .‏
فبيئة العولمة تهتم بالجودة وهو ما يعني ضرورة قيام منظمات الأعمال المحلية بجهود ‏متواصلة لتحسين منتجاتها ، حيث يشترط حاليا العديد من التعاملات الدولية الحصول على ‏شهادة الجودة العالمية ‏ISO9000‎‏ التي تمنحها المنظمة الدولية للمعايرة كإشارة إلى أن ‏المنتجات تفي بمتطلبات الجودة المطلوبة عالميا .، ومن ناحية أخرى تميل البيئة العالمية إلى ‏تخفيض ساعات العمل وذلك من اجل زيادة استمتاع أفراد المجتمع بحياتهم الاجتماعية ‏


‏(1)محمد فريد الصحن، إدارة التسويق في بيئة العولمة والانترنيت، دار الجامعة الحديثة ،مصر 2007 ص284ـ285.‏

‏2 ـ الدخول في اتفاقيات دولية : ارتبط في ظل العولمة السوق العالمي و حركة التجارة الدولية ‏بعدد متنوع من الاتفاقيات تحت الشعار القائل " اقتصاد واحد ، سوق واحد " ومن أهم تلك ‏المنظمات نجد المنظمة العالمية للتجار ، ودول شمال أمريكا للتجارة الحرة.‏
‏3 ـ التخلي عن المنظور الأحادي في التسويق : غيرت العولمة من نظرة مديري التسويق ‏لبعض المفاهيم التسويقية التقليدية كالمنظور الواحد لان من خلال هذا المنظور يتعامل عادة ‏مديري التسويق كوحدة واحدة مفترضين أن احتياجات و رغبات و أذواق المستهلكين متجانسة ‏، بينما تتبنى في المقابل بيئة العولمة مفهوم التقسيم القطاعي للسوق .‏
‏4 ـ تغير المنهج الفكري للإدارة التسويقية :فقد تحول النهج الفكري التقليدي على تجانس ‏الاحتياجات و التعامل مع السوق المحل ، إلى النهج الفكري الحديث المتبني للاستراتيجيات ‏التسويقية الهجومية والانفتاح على الأسواق العالمية و فرق العمل الوظيفية .‏
‏5 ـ التحول نحو التفكير العولمي ‏‎ ‎‏: دفعت ظاهرة العولمة مديري التسويق بمختلف المنظمات ‏إلى إعطاء اهتمام اكبر بالأسواق العالمية ، سواء كانت تلك الأسواق تمثل لها تهديدا أو فرصا ‏جديدة للربحية .‏
‏6 ـ الصدمة الثقافية : تبين لنا أن العولمة استعادت استعانة منظمات الأعمال ببعض العمالة ‏المتوافرة في الأسواق الخارجية . و بالتالي باتت تتعامل مع ثقافات تنظيمية متباينة و هو ما ‏أدى إلى حدوث ما يعرف بالصدمة الثقافية والتي يمكن تعريفها على النحو التالي :(1)‏
يقصد بالصدمة الثقافية شعور أفراد المنظمات بالتخطيط وفقدان التوجه الناتج عن التعرض ‏للثقافة مغايرة للمألوفة لديهم.‏


‏(1)محمد فريد الصحن، إدارة التسويق في بيئة العولمة والانترنيت، دار الجامعة الحديثة ،مصر 2007 ص302ـ304.‏
‏ المطلب الخامس : كيفية التعامل تسويقيا مع بيئة العولمة ‏
يتطلب التعامل التسويقي الفعال و الكفء مع بيئة العولمة تطبيق استراتيجيات تسويقية عولمية ‏و مداخل إدارية حديثة ، وتطوير نظم معلومات ، وبناء بنية معلوماتية تحتية معينة ، وتعديل ‏الهياكل التنظيمية لاستيعاب متغيرات العولمة .وفيما يلي نتناول موجز لتلك المتطلبات :‏
‏1 ـ تطبيق استراتيجيات ومداخل العولمة : يتطلب تعامل مديري التسويق مع بيئة العولمة ‏تطبيق عددا من الاستراتيجيات التسويقية والمداخل الإدارية الحديثة التي تقوم على افتراض ‏أساسي مفاده أن مجالات العمل و المنافسة لا حدود جغرافية لهما .‏
‏2 ـ تطوير نظم معلومات عالمية : يصعب على مديري التسويق اتخاذ القرارات المتعلقة ‏بالتسويق العالمي ، والتعامل مع الأسواق الخارجية . في غيبة نظم معلومات توفر لهم ما ‏يحتاجونه من بيانات و تحليلات و معلومات حول متغيرات وعناصر البيئة التسويقية العالمية ‏و يتطلب مم سبق تطوير نوعية معينة من نظم المعلومات المبنية على الحاسبات ، يطلق عليها ‏نظام المعلومات العالمية .‏
وقد عرف البعض نظم المعلومات العالمية بأنها نظم تربط الأفراد و النظم ووحدات العمل ‏بجميع أنحاء العالم من خلال شبكة الاتصالات .‏
‏3 ـ تنمية بنية تحتية للمعلومات العالمية : تطلب التعامل التسويقي مع العولمة بناء بنية تحتية ‏لنظم المعلومات العالمية تتضمن ما يلي :‏
‏ تقنيات تسمح بالاتصالات الدولية .‏
إجراءات تسويقية موجهة نحو عالمية النشاط.‏
هياكل تنظيمية مرنة .‏
استراتيجيات تسويقية عولمية لمقابلة التحديات التي يمكن أن تواجهها المنظمة في ‏الأسواق العالمية .‏
‏4 ـ إنشاء أقسام معلوماتية : وهي كنتيجة منطقية لتعاظم احتياج مديري التسويق بمنظمات ‏الأعمال لنظم المعلومات العالمية في تعاملهم مع بيئةالعولمة ومن أمثلة تلك الأقسام نجد قسم ‏الحاسب الآلي ، قسم الانترنيت ، مركز المعلومات .........الخ.(1)‏


‏(1)محمد فريد الصحن، إدارة التسويق في بيئة العولمة والانترنيت، دار الجامعة الحديثة ،مصر 2007 ص305ـ309.‏
الخاتمة ‏
تمارس الشركات أعمالها في ظروف بيئية متغيرة و يلعب التسويق الاستراتيجي ‏دورا هاما مساعدة الشركة على مواجهة هذه الظروف المتغيرة بالتعرف على ‏الفرص التسويقية المتاحة و محاولة الاستفادة منها و كذلك التعرف على العقبات و ‏التهديدات التسويقية التي تواجه الشركة و التغلب عليها .ومن خلال هذا البحث نخرج ‏بالنتائج التالية :‏
حدثت تغيرات عميقة مختلفة على المستوى الاقتصادي و التكنولوجي و حتى ‏الاجتماعي و السياسي على المستوى العالمي مما حتم على الشركات العاملة ‏في ظل هذه التحولات تبنت استراتيجيات جديدة تسمح لها بالقيام بردود فعل ‏مرنة و سريعة اتجاه محيطها التنافسي المتطور باستمرار ، هذه ‏الاستراتيجيات بنيت في اغلبها على الفكر التسويقي الحديث و أصبح ‏التسويق يعتبر العامل الحيوي في نجاح الشركات و منه في نجاح ‏الإستراتيجية العامة للشركة التي تمثل بدورها مصدر جميع الاستراتيجيات ‏بما فيها الاستراتيجيات التسويقية .‏
بشكل عام توجد عدة محددات قد يؤدي تنفيذها إلى إنجاح إستراتيجية التسويق ‏و هي على النحو التالي :‏
 التحديد الواضح لمهمة الشركة مما يستلزم أن تكون تلك المهمة ممكنة وشاملة ‏
 اشتقاق الأهداف التي تكون غير متعارضة ومكملة لبعضها البعض و قادرة ‏على الإشباع .‏
 تحديد نقاط القوة و الضعف في الشركة من اجل تحديد الميزة التنافسية .‏
 المتابعة الدائمة والمستمرة لحاجات ، رغبات ، الأذواق ، الإمكانيات وتوقعات ‏المستهلكين في الأسواق المستهدفة.‏
 تحليل أوضاع المنافسين لان ذلك يساعد الشركة على تبني المنظمة الخطط و ‏البرامج.‏
 تحليل الأسواق المستهدفة .‏
اتضح كذلك انه يمكن انجاز الأهداف التسويقية بطرق متعددة ولكن المهم أن ‏تتم هذه المجهودات بأسلوب فعال وتسمى أفضل طريقة تتم بها هذه ‏المجهودات التسويقية بالإستراتيجية التسويقية و هي تعمل على تخصيص ‏الإمكانيات المتاحة داخل الشركة وفق المتغيرات في البيئة التسويقية وخاصة ‏المنافسة العالمية والمحلية والقوانين التجارية و الاقتصادية و غيرها ، إذن ‏يعتبر التكامل بين عناصر الإستراتيجية التسويقية ضمانا لنجاح تطبيق ‏الإستراتيجية التسويقية في إطار التخطيط التسويق المتكامل ...لذلك فان ‏التسويق الاستراتيجي له أهمية بالغة في جعل ممارسة نشاط التسويق‏للشركات الدولية يرقى إلى مستوى الممارسات العالمية التي تفرضها ‏التغيرات العميقة للعولمة .‏

المراجع ‏
Allain Ollivier .Marketing internationale .press universitaire ‎de France paris1990 ‎

‏ عمرو خير الدين ، التسويق الدولي ، مجهول إدارة النشر 1996.‏


‏ عمر سلمان ، التسويق الدولي من منظور بلد نامي، الدار المصرية اللبنانية 1996.‏

نزار عبد المجيد البر واري،احمد محمد فهمي البرزنجي ،استراتيجيات التسويق،دار ‏وائل للنشر ،الأردن2004 .‏

محمد فريد الصحن، إدارة التسويق في بيئة العولمة والانترنيت، دار الجامعة الحديثة ‏،مصر2007.‏

منير نوري ،التسويق مدخل المعلومات و الاستراتيجيات ، ديوان المطبوعات الجامعية ‏،الجزائر 2007 .‏


http://ar.wikipedia.org/wiki
المصدر: الموسوعة العملاقة لطلبة الجامعات

 
رحمة ايوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس

ليست هناك تعليقات: